بيان حول ذكرى إستقلال السودان جمال الزين كباشي [email protected] سبعة وخمسون عاماً مرت على عمر استقلال البلاد من قبضة المستعمر الأجنبي ومازالت ترزح تحت واقع التخلف والتشظي، ونحن نستقبل هذا العام الجديد بأسى.. وذلك بعد أن كان السودان أكبر بلد في القارة السمراء فأصبح قزماً تلهو به سلطة النظام الفاشي في الخرطوم. سبعة وخمسون عاماً مرت سراعاً تعاقبت فيها حكومات مدنية ذات طابع ديمقراطي فوضوي، وانظمة عسكرية شمولية جعلت الصراع الوطني يسير في طريق معقد عبرت عنه مختلف الفئات الاجتماعية بعدم رضاها عن السلطة القائمة؛ سواء كانت مدنية او عسكرية التي لا تعبر عن انسان هذا الوطن النبيل بقدر ما تخدم مصالح فئات اجتماعية محددة، بجانب حلفائها الاقليميين والدوليين، لذلك لم نجني سوى الثمار المرة والعالم يتقدم حثيثاً نحو خطي البناء الانساني الصاعد؛ بينما نحن نحصد أوسمة الألم والجراحات العميقة وشبح التفكك يطل برأسه عياناً لكل مهتم بالشأن الوطني . إن الأزمة الشاملة التي نعيشها الآن هي نتاج لفشل القوى الإجتماعية التي ورثت السيطرة على جهاز الدولة منذ الإستعمار، وذلك بتحويل البلاد إلى دولة إستعمار وطني تمارس كل صنوف القهر والتسلط لإذلال الشعب السوداني وتحويله الى قطيع يسهل قيادته، وبالتالي السيطرة الكاملة على مكتسباته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. إن الأزمة الوطنية الآن بلغت مرحلة خطيرة لامثيل لها في التاريخ المعاصر، وتمثل ذلك في الفشل الذريع في بناء دولة وطنية حديثة، تقطع مابين ماضيها الإستعماري والشمولي لتتسع للجميع دون تمايز. وإذ نحن نستقبل عاما جديداً من تاريخنا المر، كلنا أمل أن يكون العام القادم عام تضحيات جسام من أجل إرجاع الدولة المختطفة من قبل سلطة المؤتمر الوطني إلى حضن الوطن. إن الحل الوحيد لخلاص شعبنا في إسقاط حكومة المؤتمر الوطني وكنسها إلى مزبلة التاريخ وتصفية عواقب الاستعمار عبر إتفاق حول نظام حكم جديد وإعادة النظر في النظام الاجتماعي القائم. وكل عام والوطن بخير جمال الزين كباشي