[email protected] * عام جديد مجيد لكل الامة السودانية بمناسبة العام الجديد وعيد الاستقلال المجيد * سبعة وخمسون عاما ونحن خارج دائرة الاستعمار الخارجي البريطاني وسبعة وخمسون عاما من الاستعمار الداخلي بواسطة النخب السودانية الفاشلة بشهادة كثيرون من هذه النخب بعد ذهابها الى خارج دائرة السلطة بالطبع!!! * استقل الشعب السوداني عن الاستعمار البريطاني الذي رحل في عام 1956 وبعد ستة وخمسون عاما قرر جزء عزيز ممن شاركوا في صناعة الاستقلال ان يستقلوا هم عن الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية لشمال السودان فتكونت جمهورية جنوب السودان كدولة جديدة في العالم ؛ مما يشير الى اننا نسير عكس التاريخ تماما. * العالم يتحدث الان عن تكتلات اقتصادية وجغرافية وسياسية ونحن نتفكك الى دويلات عديدة ضعيفة تحكمها العسكرتاريا وتصيغ قوانينها عصبة لا تعي ولاتنطق الابما تقتضيه مصالح شخوصها ورغباتهم الدنيئة ولا تأبه بالوطن ولا المواطن. * في استطلاع للرأي بواسطة احد المواقع الالكترونية عن افضل حكومة مرت على تاريخ السودان الحديث، كانت نسبة 67% ترى ان افضل من حكم السودان هم الانجليز المستعمرون ، وهذا يدل على فشلنا في حكم انفسنا وانه من الافضل لنا ان نحكم بواسطة الغير بل ان الكثيرون تحسروا على خروج المستعمر من السودان لانه كان افضل مما بعده. * الآن نحن امام تحدي اكبر من ازالة نظام الانقاذ وهو اعادة صياغة العقلية السياسية السودانية وتقدمها لافق ابعد من مطامح الحزب القبيلة الجهة وذلك لايتأتى بالتمني واطلاق الشعارات التي تكذبها المواقف والاحداث دوما ؛بقدر مانحتاج الى تعمق اكثر وخوض في معطيات الذاتي ونقدها بشكل صريح وتقديم بديل للآخرين يكون مقنعا ؛بديلا سياسيا شاملا يغيير مفاهيم العمل السياسي ويدير العلاقة السلمية العادلة بين الحاكم والمحكوم ويحفظ للبلاد امنها سيادتها ويضع خططا منهجية تسير على خطاها اجيالنا القادمة لنصنع مستقبلا زاهرا لامة رزحت سنينا تحت القهر الفقر الجوع بفعل نخبتنا المستنيرة التي لم تقدم ماينبغي تقديمه الى الامة السودانية قاطبة بل الى انتماءات ضيقة. * سبعة وخمسون عاما ونحن لم نعي ان العدل هو أساس الحكم واعتمدنا طريقة التجريب ودفع الثمن من دمائنا وقوتنا وكرامة امتنا؛ الاف الضحايا ذهبوا فداءا لاخطاء النخب السياسية ولم ينتج عن ذلك سوى استبدال الجنرال بجنرال اخر اشد منه بطشا وظلما لعباد الله ومزيدا من الدم والقمع والجوع والفقر والمرض. * الجنوب صار دولة ومناطق اخرى مرشحة للانفصال ونحن مازلنا نكرر نفس الاخطاء ونتبع نفس المنهاج الخرب وجاءت الانقاذ لتعجل بالانهيار والتشظي والاحترابات بين ابناء الوطن الواحد المتعدد لتبقى فقط اطول فترة ممكنة على سدة الحكم دون انجاز او منهج واضح للامة التي قتلت هي بعضها وعذبت من تبقى وشردت الاف السواعد التي يحتاجها الوطن ليبنى ؛خرج هؤلاء لينجوا من جحيم الوطن الممزق الذي مازال فيه القهر مستمرا والموت مستمرا والفقر صفة الجميع. * على الشباب المنادي بالتغيير الان ان يعي ان التغير ليس استبدال طاغية بآخر او غبينة وانما معرفة لما ينبغي ان يكون ومايستحقه الوطن من تقدم وتبني منهج واضح صريح لبنائه وفق اسس علمية لاشعارات جوفاء ؛ وعلى الاحزاب السياسية تقديم نقد ذاتي لمناهجها التي فشلت في فترات سابقة لها وطرح بديل سياسي راشد لفترة مابعد ذهاب هؤلاء الرباطة . * الامة السودانية لها تاريخ قديم ومشرف ولها قيم اجتماعية هي ما يميزها على بقية خلق الله ولكن نخبها السياسية لم تقدم سوى النماذج الفاشلة التي تراكمت لتخلق نماذج شائهة مثل الانقاذ اكثر نظم الارض فسادا وفشلا في تاريخ الانسانية قاطبة * فلنعمل سويا ويدا بيد على تحرير انفسنا من الخوف ولنقدم ما ينبغي علينا تقديمه لاهلنا البسطاء الفقراء الجوعى المقهورون عبر السنين السبعة والخمسون السابقة من اجل ان تسود قيم الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الامل في التغيير دوما،،،،،،،،،،،،،،،