[email protected] في عهد الإستعمار اللعين الذي اخرج من البلاد مرغماً قبل اكثر من نصف قرنٍ من الزمان ساد عهد البطش والظلم والقهر ولكن كان المواطنون علي قلب رجل واحد هدفهم الاوحد وشغلهم الشاغل إستخراج هذا المستعمر اللعين من البلاد،وقد كان لهم ماارادوا. وتشهد علي وطنيتهم النظيفة معركة كرري التي استشهد فيها اكثر من اثني عشر الف شهيد في يوم واحد الامر الذي جعل قائد القوات الإنجليزية المستعمرة يقف فوق الشهداء ويقول قولته المشهورة "إنهم رجال كالأسود لم نهزمهم ولكنا قتلناهم". وتدل علي حبهم للتراب الطاهر أيضاً معركة شيكان 1883م تلك المعركة التي ابيد فيها جيش الإنجليز الذي كان بقيادة هكس باشا عن آخره وتكاد تكون معجزة حربية وتأريخية في السودان بل في العالم كله حيث قال معلقاً عنها اللورد مورس في مجلس العموم البريطاني "لعل التاريخ لم يشهد منذ أن لاقي جيش فرعون نحبه في البحر الاحمر، كارثة مثل تلك التي حلت بجيش هكس في صحاري كردفان. حيث افنى عن آخره وقضي عليه قضاء مبرماً". وقال عنها الفاتح النور : "معركة شيكان معركة خاضها كل ابناء السودان من كل القبائل فكانت وحدة وطنية سودانية مجسمة، فأستطاعت شأن كل وحدة وطنية - ان تهزم التفوق في العدد والعتاد وان تفل بالسيوف المدافع ". تمر علينا هذه الآيام الذكري السابعة والخمسين لاستقلال السودان والتي يحتفل بها ابناء الوطن في كل حدب وصوب وهذه مناسبة وطنية عظيمة قدم من اجلها الجيل السابق المال والنفس فقد إقترح هذا الإستقلال من داخل البرلمان الزعيم الوطني عبدالرحمن دبكة واثني عليه الرمز الخالد مشاور جمعة سهل ورفع علمه مرفرفاً ابوالوطنية إسماعيل الأزهري وكان يقف بجانبه زعيم المعارضة محمد احمد المحجوب وقد جمع ذلك المشهد كل اهل السودان في حبٍ وودٍ وإلفة دون تفرقة او حقد او كراهية . ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هذه الآيام هل حقق الإستقلال اهدافه ؟ وبالنظر إلي الواقع المٌر الذي يعيشه محمد احمد المسكين نقول كلا ثم كلا فقد انتشرت القبلية والكراهية وحب الذات واصبح حال البلد يسير من سيئٍ إلي اسوأ في كل يوم بل في كل ساعة . فلصوص المؤتمر الوطني قد دمروا القيم والأخلاق بسبب سياسة "فرق تسد" اما التعليم والصحة فقد اصبحتا للموالين لحزبهم فقط . وبسبب الأفعال غير الوطنية والتي تخلو من ذرة إنسانية مثل "الصالح العام" تشرد الملايين من ابناء الوطن العزيز واصبحوا يبحثون عن لقمة العيش بأي طريقة كانت حتي ولو عند اليهود. حال البلد لايوصف حروب في كل ركن ، جوع ، فقر ، مرض ، جهل وقبيلة وجهوية . فالحروب في بلادنا لم تتوقف منذ دخول الأتراك السودان في عام1820 وإلي يومنا هذا ، وبعد ان حمدنا الله علي وقف نزيف الحرب في الجنوب هاهي قد اشتعلت نيرانها مرة اخري في دارفور ارض القرآن وفي كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرقنا الحبيب . استبشر المواطنون خيراً بإستخراج البترول إلا انه قد استولي علي مصادره وعائداته قوم كالجراد يأكلون ولايشبعون ولاهم لهم سوي إنتفاخ الجيوب والبطون فكأن هذا الوطن تِركةً لهم ورثوها من آبائهم هم فيها اسياد وماعداهم خدم لهم وحاشية . هنالك مقولة قالها الخليفة عبدالله التعايشي قبل قرنٍ ونصف من الزمان بعدا ان تمرد عليه المواطنون وشعر بأن نهاية حكمه قد أزِفتْ ولم يكن له بدٌ ينجيه حينها قال قولته المشهورة "البلد دي قطع شك مسكونة". فهل هذا الشيطان الاعور مازال يسكن في سوداننا العزيز ويتكاثر فيه دون حسيبٍ او نسيب ؟ اما انه قد تحالف مع لصوص المؤتمر الوطني الذين قضوا علي الأخضر واليابس. قال الشاعر إبراهيم العبادي : جعلى ودنقلاوى وشايقى ايه فايدانى غير خلقت خلاف خلت اخوى عادانى خلو نبانا يسري على للبعيد والدانى يكفى النيل ابونا والجنس سودانى السوداني اخوك وخلي حبو وسيلتك سِلِمْ لي عُلاك تقطعبوا يومك وليلتك وساعده وناصره والفي يده برضها هيلتك والبتمسه ماساك شيلتة عدها شيلتك