[email protected] مضي سبعة وخمسون عاماً منذ خروج الحكام الانجليز من البلاد واليوم القلب ينزف والعين تدمع عندما تستعيد الذاكرة حالة البلاد عشية خروج المستعمر والحالة التي نعيشها اليوم فقد ترك لنا المستعمر بلاد مزدهرة تنبأ لها العالم بمستقبل مشرق و أن تكون في مصاف الدول المتقدمة بما تملكه من ثروات , أراضي خصبة وماء وفير وثروة حيوانية هائلة ومعادن مكتشفة وغير مكتشفة في كل بقاع البلاد تكفي أجيال وأجيال ولكن الأهم أنهم سلمونا بلاد مستقرة وآمنة وموحدة شمال وجنوب غرب وشرق واليوم لا يكاد موقع في السودان إلا ودخله الاحتراب والنازعات أو في طريقه فيكفي ما يحدث الآن لأهلنا في دارفور وجنوب كر دفان والنيل الأزرق , فأين الجنوب واين منقو زمبيرى ( لا عاش من يفصلنا ) لقد خرج المستعمر و ترك لنا صرح اقتصادي عظيم كان عماد الاقتصاد وهو مشروع الجزيرة ( اكبر مشروع زراعي في العالم تحت إدارة واحدة ) ظلت البلاد والعباد تعتاش منه باطمئنان وامن وسلام فأين هو اليوم؟ وترك المستعمر خطوط حديدية هي الا طول في أفريقيا والعالم العربي غطت كل أرجاء السودان وكان يضرب بها المثل في التوقيت والانظباط وكان في ألإمكان الانتقال بكل سلاسة من وادي حلفا الى الابيض او ما شابه و بكل يسر وسهولة فأين هذه الخطوط الآن ؟ ترك لنا المستعمر تعليماً متطوراً تخرج منه آلاف السودانيين بكفاءة عالية كانت مسار أعجاب العالم من حولنا مما مكننا من انتظام خدمة مدنية راقية ومنظبطة فأين هي الآن؟ ترك لنا المستعمر خدمة صحية مجانية غطت كل أرجاء البلاد فأين هي الآن؟ تستعيد الذاكرة بألم بالغ كل ما فقدناه خلال السنوات السبعة وخمسون وكان الأمل أن تتطور البلاد وتتقدم وتنمو خلال هذه السنين , لكن حلت الحسرة مكان الأمل 0واليوم وحكومة الإنقاذ جاسمة علي صدر الشعب السوداني طيلة ثلاثة وعشرون عاماً عثت في البلاد تخريباً وفساداً لم يسبق له مثيل ولنا الحق في ألسؤال مما كانت الإنقاذ تحاول أن تنقذنا منه ؟ ففي سنواتها كان لها النصيب الأكبر في تدهور وانحدار أحوال البلاد ويكفي أن ما خربته ألإنقاذ طيلة وجودها فاق ما فعلته الحكومات السابقة مجتمعة وهي وان كانت تتقدم بالبلاد بصورة بطيئة فأن الإنقاذ قادت البلاد للخلف بتهور وبسرعة جنونية . كمواطن سوداني لا زال لدي الأمل في أن ينهض السودان من كبوته وان يتخلص الشعب السوداني من سجانيه وان تعود النهضة ألي ربوعه والسلام لكفة أرجائه يوماً بعد رحيل الإنقاذ وذلك ليس ببعيد فلن تخيفنا الإنقاذ ببطشها فكم من نمور روعت الناس ولكم هانت علي الناس أرواحهم عندما اتضح للجميع أنها نمور من ورق ليس الا.