[email protected] بالله تخيل عندما يلتقى المتعوس مع خائب الرجاء ويجلسان على طاولة المفاوضات ويتفاوضان على اقتسام السلطة والثروة و البت فى موضوع خطير بحجم مستقبل اكبر دول افريقيا مساحة واكثرها ثروة مكتشفة وغير مكتشفة ماذا ستكون النتيجة ؟ بالطبع كارثية وهذا ما نتجت عنه اتفاقية نيفاشا التى اعطت من لا يستحق من ما لايملك0 ففى الوقت التى تسعى الدول والكيانات الصغيرة للاتحاد من اجل التنمية ورفاهية شعوبها ، نجد انفسنا فى مهب ريح الانفصال والتشرزم بسبب حزبين لا ينظران ابعد من طرفى اقدامهم وذلك سعيا وراء السلطة وجشع الثروة وهم فى حقيقة الامر لايملكان الشرعية التى تخول لهم تقرير مصير امة بأكملها دون تفويض من الشعب المغلوب على امره وهم لايمثلان اهل الجنوب ولا اهل الشمال 0 المؤتمر الوطنى الذى استولى على السلطة بانقلاب عسكرى اجهض فيه الحكومة الشرعية الديمقراطية والتى جاءت للسلطة عبر صناديق الانتخاب ، والحركة الشعبية (لتحرير السودان) نشأت بقوة السلاح وتمردت على المركز فكلاهما لايمثلان الطيف السودانى المتنوع ولايحق لهما اتخاذ القرارات المصيرية لشعب السودان ، فغرضهم كما اتضح فيما بعد هى الانفراد بالسلطة والثروة 0 حينما استولى المؤتمر الوطنى على السلطة عام 1989 خرج علينا بشعارات خدر بها الشعب\" المشروع الحضارى\" \" نأكل مما نزرع \" \" هى لله\" ولكن سرعان ما اتضحت نواياهم فمارسوا اسواء انواع الارهاب والقمع والاعتقال واعدام المعارضين وانهار اقتصاد البلاد بأنهيار كافة المشاريع الزراعية التى كانت تثرى السودان واصبحت اثر بعد عين وتبع ذلك تدنى الحالة الصحية للمواطنيين ووتدنى التعليم زد على ذلك انهيار الخدمة المدنية بعد استبعاد الكفاءات التى لاتنتمى لفكر المؤتمر والذى عرف بالصالح العام وتشردت اسر وهاجرت العقول والكفاءات المؤهلة لتخدم فى مشارق الارض ومغاربها وتبع ذلك تمكين كوادرهم من قيادة مؤسسات الدولة مما ادى فى نهاية الامر لفساد ادارى واخلاقى غير مسبوق وعانى المواطن ولازال من شظف العيش والفقر 0 اما الحركة الشعبية التى قامت بأسم تحرير السودان كانت أمل للشمالين قبل الجنوبيين فى قيادة البلاد نحو الديمقراطية وتخليصه من قبضة الحكم الديكتاتورى بناء على توجه قائدها الراحل جون قرنق وتوسيع دائرة الديمقراطية بأشراك القوى الوطنية مما اكسبه جماهيرية غير مسبوقة ويكفى استقبال الجماهير له عند وصوله للخرطوم دليلآً على ذلك ، ولكن للآًسف انحرفت القيادة الحالية للحركة عن مسارها بعد رحيل قرنق وصارت اقصى اهدافها فصل الجنوب والانفراد بالسلطة والثروة0 ان مايحدث الآن ومايتبعه سيكون وصمة عار على جبين الطرفين والتاريخ لا يرحم وليكن الله فى عون المواطن السودانى الصابر العظيم وصدق من قال الشعب السودانى شعب عملاق يتقدمه اقزام0