تراسيم عبد الباقى الظافر باب خلفي للمعارضة..!! يحكى أن أحدهم ذهب إلى القاضي أيام دولة المهدية يتهم عزيز قوم بأنه لم يسدد له مبلغ مائة ريال مجيدي تركها بطرفه على سبيل الأمانة.. شاهد حاول تلطيف الأجواء وإخراج العزيز من المأزق فأكد للمحكمة أن الشاكي اختلط عليه الحابل بالنابل وأن مبلغ النزاع أمانة بطرفه..«متلقي الحجج» أكد للقاضي أن تلك المائة مضمونة لأنه يعرف أن الرجل قوي أمين لم يلجأ لمقاضاته. تحت ضغط الرأي العام اضطرت قوى الإجماع الوطني للتبرؤ من وثيقة الفجر الجديد الموقعة في كمبالا مناصرة للجبهة الثورية.. تحالف الإجماع أصدر بياناً صحفياً يؤكد أن ميثاق كمبالا سيخضع للمراجعة وجدد التزامه بالعمل السلمي في مناهضة الحكومة.. فيما رمى حزب الأمة الميثاق بألسنة حداد ووصفه بالترهل والتناقض وأن الذين وقعوا إنابة عن حزب الأمة لم يحملوا تفويضاً.. ذات الموقف المتنكر للميثاق جاء من حزب المؤتمر الشعبي.. بمعنى البحث عن مخرج طواريء كان موقفاً جماعياً من المعارضة المدنية في السودان. الحكومة بدلاً من افساح المجال بدأت في تنفيذ هجمة ضاغطة.. الدكتور نافع علي نافع أكد أن معركة بدر الكبرى ستتجدد في مقرن النيلين.. فيما طالب المتحدث باسم الحزب الحاكم من المعارضة عقد مؤتمر صحفي لإعلان الانسحاب ثم إصدار مراسيم تقضي بإعفاء الذين وقعوا إنابة عن الأحزاب المعارضة في العاصمة اليوغندية.. رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالبرلمان أشار إلى أن مجلس تنظيم الأحزاب سيتحرك ضد الأحزاب التي وقعت على الميثاق. أسوأ إستراتيجية يمكن أن تتبناها الحكومة هي «من ليس معنا فهو ضدنا».. المطلوب من الحكومة في هذا الظرف الحرج أن توسع من مخارج الطواريء للمعارضة.. وفي ذات الوقت التعامل مع الحدث بمعيار القانون.. تتحرك النيابات العامة دون الحاجة لاستنفار سياسي.. وأن ينفض مجلس الأحزاب الغبار عن بعض الضوابط.. فيما تمضي الحكومة قدماً في إصلاح الملعب السياسي ليصبح مؤهلاً للتنافس العادل. إجراءات بسيطة يمكن أن تجعل الأحزاب المعارضة في حالة إحماء.. مثلاً أن تعلن الحكومة أنها لن تقدم مرشحاً لمنصب الوالي في ولايتي القضارف والشمالية.. مع حفظ حقها في التنافس في النيل الأزرق وولايات دارفور الجديدة بسبب خصوصية الظرف الأمني.. لن تخسر الحكومة إذا فاز حزب مولانا الميرغني بمنصب والي الشمالية أو ظفر حزب الأمة بتمثيل الناس في القضارف.. الآن المؤتمر الشعبي أكثر حيوية بسبب تمثيله النشط في البرلمان.. الحكومة منحت الحزب الاتحادي الأصل عدد وزراء أكثر من نوابه بالمجلس الوطني. السيناريو الأسوأ للحكومة أن تنسحب الأحزاب المعارضة من الحقل السياسي وتنشط تحت باطن الأرض أو خارج الحدود.. تقوى الحكومة وتنشط حينما تكون هنالك معارضة قوية يحترمها الناس. في تقديري أن الوقت مناسب لعقد لقاء قمة بالخرطوم يجمع قادة الأحزاب المعارضة بالحزب الحاكم.. لقاء تخرج دعوته من عقلاء السودان لا من إدارات المراسم الرسمية. اخر لحظة