بسم الله الرحمن الرحيم صرخة نمله محمد ابراهيم نور الدين طراي [email protected] العنوان أعلاه مأخوذ من فيلم مصري بطولة عمرو عبد الجليل ، تدور أحداث الفيلم عن ازمة الحياة في مصر والتي مردها الى الفساد السياسي الذي يؤدي الى فساد المجتمع وهذا ما وضح جلياً في مشاهد الفيلم . الأحداث التي تدور في الفيلم بالرغم من انها تتحدث عن واقع مصر السياسي إلا انه يمكن إسقاطها على واقعنا هنا في السودان فنفس الأمراض ونفس العلل والتبريرات والمعاناة اليومية التي يعانيها المواطن المغلوب على أمره ، وحال جوده بطل الفيلم هو حال شبابنا اليوم في السودان الذي يهاجر تاركاً أرض الوطن بعد الضغوط المعيشية الصعبة والبطالة هذا الداء الذي يعاني منه الشباب دون وضع الحلول الجادة احداث الفيلم تناولت تزوير الانتخابات والدور السلبي لمجلس الشعب وعدم قدرته على حل مشاكل الشعب ورفع المعاناة عن كاهل المواطن وعجزه التام عن محاربة الفساد وولائه للحزب الحاكم و غض الطرف عن تجاوزات السلطة التتنفيذية التي من المفترض ان يكون رقيب عليها وهذا هو حال الأنظمة الديكتاتورية تصنع هياكل ومؤسسات شكلية ، وقد تابعتم المسلسل الذي كان يدور بين وزير المالية السيد علي محمود وهو يرفع الدعم عن المحروقات دون مشورة المجلس ثم يطرح لهم الأمر حتى سخر أحد النواب ( خبر بايت يا سيادة الوزير ) والمجلس يصفق لكل زيادة ترهق المواطن وتزيد معاناته لعلهم مشغلون بصفقاتهم التجارية كما حدث مع جودة بطل الفيلم ونائب دائرتهم الذي يوقع نيابةً عنه في أعماله مع الشركات العالمية الكبرى ان المعاناة التي يعيشها المواطن من فقر وجوع ومرض وتدني في الخدمات الأساسية وصعوبة الحياة والحصول على لقمة العيش هذا الواقع حرك جوده بطل الفيلم وبعض المواطنين للخروج الى الشارع ولكن خطأ جوده انه لم يأخذ تصديق لهذه المسيرة من الجهات المسؤولة ولن نصدق نحن أيضاً ان تصدق لهم الحكومة بخروجهم الى الشارع بالرغم من أنها تعترف بأن التظاهر والاحتجاج حق يكفله الدستور ويقره القانون وبعد المسيرة الاحتجاجية تم القبض عليه وتعاملت معه الأجهزة الأمنية كما تتعامل مع أي مواطن شريف طالب بحقه وأخيراً أفرج عنه بعد نصيحه قدمها له الضابط بأنك لو اردت ان تعيش لابد ان تكون نمله بل يجب ان تحفر داخل الحيطة وتختبئ وحفظ النصيحة عن ظهر قلب ( تعيش نمله لتأكل سكر ) بعد خروجه تحدث معه نائب دائرتهم بمجلس الشعب بان البلاد لا تحتمل وان المؤامرات تحيط بها من كل جانب فيجب ان نحافظ على أمن البلاد واستقرارها نفس التبرايرات التي ساقها النائب الأول علي عثمان محمد طه في برنامج ( في الواجهة ) عندما تحدث عن الحريات بأن البلاد في حالة حرب وان الوطن مستهدف وان المؤامرات تحاك ضده ولكننا نرى بان المؤامرة ضد الوطن هي اجبار الكفاءات من ابنائه على الهجرة خارجه ان المؤامرة هي إفقار الشعب والعنصرية والفوارق الطبقية التي ستؤدي الى تهتك نسيجه الاجتماعي وحديث النائب الأول على ان التحديات كبيرة ويجب على الجميع ان يفرق بين الحرية والمسؤولية ، نقول ان المسؤولية الكبيرة هي ان يهتف الجميع بصوت عالي لمحاربة الفساد فتقارير المراجع العام وحدها لاتكفي المسؤولية الكبيرة لإصلاح حال البلاد بعد ارتفاع الدولار وغلاء المعيشة قبل الطوفان فالحديث عن عدم خروج الجماهير بمثابة مخدر يتعاطونه مع علمهم التام به وبمفعوله فجودة المواطن المصري البسيط الذي صبر طويلاً على الفساد والبطالة وغلاء المعيشة والظلم انفجر أخيراً وانفجر معه كل الشعب لتغيير الواقع ومن أجل ان يعيش حياة كريمه فحياة النمل من أجل ذرات من السكر وهي تداس بالاقدام بالطبع ليست حياة عزيزة وان كرامته لن تسمح له بأن يعيش نمله طوال حياته فخرج يهتف بوعودهم الكاذبة ( نحن النمل فين السكر ) لقد مللنا من الوعود وقصة دخلت نمله وأخذت حبه وخرجت لقد صبرنا كثيراً حتى نفد صبرنا وكما قال احد الكتاب الصحفيين ان الحال في بلادي متناقضٌ جداً فاذا تم اكتشاف بئر بترول يزداد سعر المحروقات واذا تم افتتاح مصنع سكر يزيد سعر كيلو السكر فهل ستعيش نمله لتأكل سكر أم ستصرخ نمله لتشعل ثورة .