جدل واقعي حقك ضائعِ يا ولدي ..!! محمد محمود الصبحي [email protected] الدراما المصرية في حقبة المستبد محمد حسني مبارك كانت تستغل ماتيسر من حريات لاظهار معاناة الشارع المصري وقد نجحت في ذلك الى حد كبير ولعل الفيلم الكوميدي عايز حقي للمثل ( هاني رمزي ) ابرز صورة كبيرة من هذه المعاناة جعلت المواطن صابر يستغل فقرة في الدستور تقول ان للمواطنين حق في الملكية العامة وبما ان هذا الحق مسلوب من وجهة نظر هذا المواطن فقد صار يطالب بحقة واستطاع ان يكسب ود كثير من الناس في رحلة بحثهم عن حقوقهم المهضومة في ظل فساد السلطة التي اخذت منحى تحقيق رغبات ( القطط السمان ) دون الاخذ في الاعتبار توفير حياة خيرة وكريمة للمواطنين الى ان هبت نسائم الربيع المصري لرد الحقوق للشعب , بما ان الامر الذي دفع المواطن صابر لمحاولة بيعة لحقة في الملكية العامة هو دافع ذاتي للحصول على شقة لكي يتمم زواجه الا انه جعل الناس تنتبه لحقوقها في الملكية العامة . وصون هذه الحقوق والمحافظة عليها ورعايتها حتى تعود بالمصلحة العامة على العباد يحتاج للقوي الامين . وبما ان القوي (السمين) هذا صرف النظر عنا لذا نجد ان حقوقنا اصبحت عبارة عن احلام عصية التحقيق ونحن نحمل عصا الآمال نهش بها الهم ونتوكأ عليها في طريق الحياة الوعر , هذا الواقع المرير جعل زميل دراستي صديقي ( الزبير ) في حالة تراجيدية عميقة وسنين عمره ثلاثين ونيف كل حصيلتها شهادة بكلاريوس بمرتبة الشرف تآكلت اطرافها بسبب كثرة التقديم لعمل ما يسد به الرمق , والحصيلة الخروج من نفس الباب طالما انه ليس من اهل الحظوة إضافة الى بعض المواقف إبان فترة الجامعة جعلته يحشر مع زمرة المغضوب عليهم الضالين عن هدى الانقاذ ونهجها , هذا النموذج ينطبق على ملايين الشباب من ابناء الشعب السوداني وهم يهيمون بوجوههم على بيداء الاسواق وصار ثوب الصبر مهترياً لذا استجار كثير منهم برمضاء الهجرة من نيران العطالة والبؤس واخرون تعلقوا بأمل التغيير واحتموا بمملكة الصبر التي لاتخلو من مخدر الاوهام وبعض الممارسات في دائرة الممنوع والله غفور رحيم , هذا البؤس الناتج من العطالة والبطالة وضياع الحقوق تمددت آثاره وانهكت الحياة الاجتماعية بكثير من البذاءة وقليل من الوجل والخوف , لأن دوافع الانتقام من الذات تجر المرء الى براثن الآثام في ظل كثرة ادوات التبرير وهذا ما انتج الادمان ادمان الشباب للمخدرات وعصير البلح المخمر وغيره من فنون عصائر الفواكه التي اصبحت ذات اشكال والوان والكل يعاقر كأسه طالما أن حكومتنا ( ذاتا ) ( .....) في حد ( مغالطني ) فالينظر لممارساتها ألا تدل على ثمالتها . ماعلينا .. وآخرون بسبب العطالة ذهبوا الى طريق تعدد الزيف العاطفي وهم يرددون مع ( جنات ) حبيبي على نياتو كل البنات ( عشيقاتو ) ده ما كانش كدة بس العطالة غيرت حياتو .. رغم ذلك لازواج ولايحزنون ولسان حال العطالة يردد أن المسؤولية صعبة لذلك امتلأت دار ( المايقوما ) والحكومة تنظر شذراً لسقوط العفة والتعفف وتختذلها في نطاق ضيق بنكاح أعضاءها لما طاب لهم من النساء وهم يتزوجون مثنى وثلاث ورباع .. ولتصدير متعة هذا النكاح للشعب انتجت عقليتهم مايسمى بالزواج الجماعي الذي اثبتت التجارب فشله لانه مبني على الاغراء المادي بتوفير متطلبات العرس و ( يفكوك عكس الهواء ) كل هذا التوهم وغيره انتجته عقلية حكومتنا الموقرة تريد منه فقط غطاءً يختبئ داخله قبح سياساتها خاصة فيما يتعلق بمحاربتها لشعبها وذلك بتضييق سبل الرزق عليهم وهي لاتريد للناس سُترة الحال وهي تتستر على مفسديها , هذا هو الواقع يسيطر عليه البؤس والشقا ولا نملك حياله إلا أن نقول اللهم لانسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه ..!!