[email protected] بتموت .. يا أخوانا لو ما لحقتوها .. الشجرة .. بتموت! النداء اعلاه .. لي اكتر من عامين او يزيد اوجهه لاولاد خالي حال خروجي ودخولي للبيت حثا لهم على إزالة تل الطوب الاحمر المكسر المطبق على عنقها إحاطة بساقها من كل جانب! حتى كان يوم كنت فيه اسقي الاشجار المحيطة ببيتنا التفتت اليّ فيه نفسي سائلة اياي: إنتي ليه ما تزيلي بنفسك تل الطوب المكسر الخانق الشجرة وللا إنتي من ناس نحنا خُلقنا لذا؛ وغيرنا خُلق لذاك؟ لذا وحال وضعي نصب عيني مثلنا القائل: ''ما حك جلدك مثل ظفرك‘‘ حتى التفت الى تل التراب الخانق الشجرة اللي ياما اكرمتني بظلها لاورور بوجهه قائلة: الليلة يا إنتا .. يا انا! لادخل اثر ذلك لبيتنا لاهتف باهلي سائلة: وين الازمة؟ والذين حال نظرهم لي باستغراب ولسان حالهم قائل: ما بالها والازمة؟! قلت لهم موضحة: أزمة المؤتمر الوطني عنها ماني سائلة .. بل أزمة المعلم البنا اللي بيرمي مونة حب ويخت طوبة محنة أنا مستفهمة. ما عارفينها وين. طيب بالعدم أدوني الطورية. ما عارفين الشالها! وعند ذاك الحد ما كان مني إلا أن اختطفت الكوريك وقبلت ليك بتصميم على تلك الحفنة اوووف اقصد قبلت ليك على تل كسار الطوب ذاك المحيط بالشجرة وخانقها لمن داير يكتلا! دقيقة دقيقة .. هو في كوريك بيحفروا بيهو؟!! يا ناس انتو أكان صبرتوا كنت عرفتوا إني في الاول جبت خرطوش الموية وأديت ليك تل كسار الطوب مويه لمن قال بس! وبعد داك قلت كدي غرزت ليك الكوريك فيه ضغطاً عليه برجلي والذي إذا ما انهار ترابه بهشاشة تحت ضغطها بفعل المويه حتى بدات أشيله بالكوريك قذفاً له بره الشجرة. حتى اذا ما كنت في نص الطين خائضة .. عرقاً متصببة وكنت شلت نص التل المحيط بالشجرة سمعت (ماجدة) خالتي تقول لي بشفقة: يا رندا كفاية خلي الباقي ده لبكرة! أجبتها: ما دام بديت أحسن النتم.. فما النصر عند اللقاء إلا ثبات ساعة! بعدين أنا كلو ما أتخيل ليك إني ممكن اكون في مكان زنقة زي الشجرة دي طاقتي بتتجدد! وآهه.. ومع وصول الكوريك لقلب تل كسار الطوب الخانق الشجرة وظهرت لي تلك العجايب والغرايب الشي زاحفة وشي طائرة وشي متطفلة تساءلت بخُلعة: ديل منو؟!! وجوا هنا متين؟!! لا وكمان لقيت ليك مستعمرة نمل في فنجان قهوة مكسور!! اللي ما كضبت وشلتو ليك بالكوريك وفووو بعيداً عن الشجرة اللي بقيت كل ما أزيل طبقة من تل كسار الطوب عن ساقها إلا وبالخرطوش غسلت ليك محل تلك الطبقة لأظل على ها الحال منذ الصباح حتى دنو غياب الشمس وعند ذاك الحد كنت قد خلصت ومن ثم قمت بتغريق حوضها واللي بعد أن ملأته بمياه الخرطوش الصافية المترقرقة وأحسست بالشجرة تتنفس الصعداء حياة وحيوية اعتذرت لها فيما انا امسح بمحنة على ساقها عن اعتمادي على الغير لنجدتها وتخليصها لأقع إثر ذلك جراء الارهاق اسيرة للحمى والتي بالرغم من اخذها لتلابيب جسمي وعصفها به لثلاث ليال إلا ان الارتياح النفسي الذي غمرني جراء تخليصي للشجرة من تل كسار الطوب الخانقها لمن قرب يكتلا دفعني لوجه الله تعالى لأن أصرح على ملأ قائلة ومنبهة: بتموت .. يا أخوانا لو ما لحقتوها .. الشجرة .. بتموت!