ؤتمر وميثاق كمبالا والسيناريو السورى للتغيير عبدالله رزق [email protected] اتهم الدكتور نافع على نافع ، نائب رئيس المؤتمر الوطنى ،دولاً غربية منها الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي، بتمويل الاحزاب السياسية المعارضة لتوقيع وثيقة "الفجر الجديد" الاخيرة، بالعاصمة الاوغندية، كمبالا، والتى تنادى باسقاط النظام.وأضاف د.نافع ،فى مؤتمر صحفى عقده امس الاول، بمقر حزبه بالخرطوم، " ان وثيقة الفجر الجديد التى وقعتها الاحزاب السياسية المعارضة ،تمت برعاية امريكية اوروبية ،عبر سفارات واشنطن والاتحاد الاوروبي ،بكمبالا، وتمويل الاجتماع الاخير للجبهة الثورية وممثلى الاحزاب، الذى تم خلاله التوقيع على مذكرة ".وتابع قائلا :إن"التوقيع على الوثيقة تم استجابة للمطالب والمخطط الغربي الصهيونى الرامى لتفتيت وتفكيك السودان والذى اشترطت فيه الجهات الراعية والممولة توحد المعارضة المسلحة والمدنية ضد الحكومة السودانية". مشيرا الى " ان ذات المخطط الذى ظل يستهدف السودان منذ اكثر من نصف قرن، تريد هذه القوى ان تنفذه اليوم، عبر المعارضة السودانية ،ممثلة فى المتمردين والاحزاب السياسية بالداخل "..ونقلت الصحف عن نافع قوله ان "بعض الاحزاب اضطرت للتوقيع بالضغط المباشر من ياسر عرمان، الذى قال انه مرسل من امريكا لعملية الدمج بين الحزاب والجبهة الثورية، لتوفير غطاء سياسى". وكان نافع قد ذكر فى وقت سابق ان جهات امريكية تقف وراء توجهات المعارضة فى الداخل والخارج نحو الوحدة والتنسيق فيما بينها لاسقاط النظام، والتى يمكن- فى ضوئها - النظر الى مؤتمر كمبالا وميثاق الفجر الجديد، كاولى الخطوات على طريق تلك الوحدة وذلك التنسيق. تقدم الوقائع التى تضمنها حديث نافع تفسيرا معقولا لردة فعل الحكومة المفرطة فى العنف ازاء الحدث، الذى ازاح من دائرة الضوء والاهتمام محاولة "ودا براهيم – قوش" الانقلابية، وتداعياتها، ووفر للحكومة- بالمقابل- بديلا للتعبئة العامة والاستهلاك السياسى معا. لكن ليس ثمة ما يحمل على الاعتقاد بان الحكومة تحمل محمل الجد، تلك الوقائع بشأن التدخلات الاوروبية الامريكية، فيما يتعدى استثمارها فى التشهير بالمعارضة او التنكيل بها. فليس ثمة تدابير استباقية ملائمة تتبناها الحكومة ، باحداث تغييرات اواصلاحات اوتجديد فى السياسيات، التى ظلت تضعها فى مواجهة مزمنة مع المجتمع الدولى وهدفا لتدخلاته، كبديل للممانعة والتمترس خلف الوضع الراهن والدفاع عنه. الولاياتالمتحدة، وفق الاحاديث المتواترة التى ظل يرددها مبعوثها الرئاسى السابق ، السفير برنستون ليمان،حتى نهاية مهمته، تبدو اكثر وضوحا من البلدان الاوربية ،بمافيها فرنسا، فيما يتعلق بالموقف من الوضع فى السودان. فمع عدم تاييدها للعمل العسكرى لاسقاط النظام، الا انها تدعم تحولا ديموقراطيا سلميا، وربما تفضل ان يتم من قبل النظام نفسه. وتشترط مثل هذا التحول للتطبيع بين واشنطن والخرطوم ،وانهاء العقوبات الامريكية المفروضة على السودان. لكن ذلك لايعنى طى صفحة التدخل الخارجى المباشر وغير المباشر والعسكرى وغير العسكرى.الى جانب ان هناك عدة احتمالات ومسالك للتغيير.الا ان السيناريو السورى،يبدو هو مايشكل هاجسا للحكومة. بعد التدخل العسكرى الفرنسى فى مالى، فانه لم يعد ممكنا القول بانتهاء عهد التدخل الخارجى. فحتى بعد تراجع الادارة الامريكية، فى ظل اوباما، عن المغامرات العسكرية فيما وراء الحدود، فان التدخل العسكرى الخارجى، لازال يمثل احد آليات التغيير المعتمدة لدى المجتمع الدولى .وقد اتاح خيار القيادة من الوراء، الذى انتهجته الادارة الامريكية،فى عهد اوباما، الفرصة لفرنسا، لكى تكون طليعة قوى التدخل العسكرى الدولى ، من ليبيا الى مالى،مرورا بكوت ديفوار..مايعنى ان التدخل الاجنبى لازال على المنيو..تحت الطلب. التغيير او الاصلاح الذى يفرض نفسه كمطلب ملح ،حتى داخل النظام والحزب السياسى الحاكم، فضلا عن قوى المعارضة الاخرى،بجانب العالم الخارجى ،يجد تبريره فى صعوبة المحافظة على الوضع الراهن او استمراره، فى ظل الازمات المتفاقمة فى البلاد، وفى وقت تبدو السلطة الحاكم عاجزة عن وقف التدهور فى اوضاع البلاد،او قمع المعارضة المتنامية ، فان القوى السياسية التى تجسد تلك المعارضة والتحركات الاحتجاجية ، بسبب اوضاعها الذاتية ، لم تستطع تقديم نفسها بصورة مقنعة للشارع حتى الان، باعتبارهاالبديل المحتمل للنظام.وبين عجز الحكومة وعجز المعارضة،يتنامى احتمال التدخل الخارجى، كما فى الحالة السورية، باعتباره الالية الوحيدة، لتجاوز حالة العجز المركب ،الذى يمثل ابرز اوجه الازمة العامة فى البلاد. فاجتماع كمبالا ،وتوافق المعارضة فى الداخل والخارج حول ميثاق الفجر الجديد، يمكن ان يكون مقدمة لتأسيس مجلس وطنى للمعارضة على الطريقة السورية او الليبية،"يشرعن" اى تدخل خارجى محتمل.