د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] بينما تتناقل مجالس المدينة حكاية المعلم المتهم بالتحرش وبممارسة سلوكيات لا اخلاقية مع اكثر من 26 تلميذا رفض المعتصم عبدالرحيم اعتبار قضية الاستاذ المتهم، جريمة اغتصاب، وقال انها جريمة تحرش ولا ترتقي للاغتصاب. وكشف د. معتصم عبد الرحيم وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، عن وجود عراقيل تواجه تكوين مجلس تربوي من قبل وزارة العدل ومجلس الوزراء، وشدد على تعديل قانون حماية الطفل الذي يسمح بإطلاق السراح بالضمان المادي. وهل كل حماية الطفل او حقوق الطفل تدور في القانون الذي يسمح باطلاق السراح بالضمان؟ اننا وقفنا كثيراً في مقام حقوق الطفل وتناولنا موضوع العقاب الذي نرى انه السبب في كثير من التجاوزات والانتهاكات التي تحدث الان فالطفل المسلط عليه سوط العقاب يصبح بلا شخصية ويخاف من العقاب وتحت مسمى العقاب وشعاراته السائدة كشعار (ليكم اللحم ولينا العضم) يجلد الطفل ويخوف وتنتهك حقوقه... وقد طالبنا مراراً وتكراراً بمنع العقاب وعدم التحايل بإباحته بأي صورة وطالبنا وزير التربية والتعليم بزيارات ميدانية للمدارس والوقوف على العقاب البدني والمعنوي الذي يتعرض له التلاميذ ولكن لم نجد من يسمع واليوم نبكي على اللبن المسكوب ونتحدث عن عراقيل تواجه تكوين مجلس تربوي... وانما حدث جريمة تحرش ولا ترتقي للاغتصاب! تحرش يا سيادة الوزير بكل هذا العدد من التلاميذ؟ اما وصف د. معتصم في مؤتمر صحفي بوكالة السودان للأنباء عدم وجود مجلس مهني لتنظيم التعليم بالكارثة و(أم الكوارث) لعدم وجود مرجعية لمحاسبة المعلمين ووضع المعايير لهم مما يسهم في استيفاء الشروط الأخلاقية والأكاديمية! ونتساءل لماذا لا يوجد مجلس مهني؟ وهل يريدنا الاخ الوزير ان نكون المجلس؟ وما دوره؟ وهل الاسهل تكوين المجلس ام تكوين لجان التحقيق التي، كما ذكر، تواصل أعمالها بالأسئلة والاستقصاء حتى تصل للحقيقة؟ ونعود به الى اقوال والي الخرطوم في حفل تدشين استلام كتب من مطبعة العملة فقد صرح الوالي الاخ دكتور الخضر لصحيفة اخبار اليوم (نحن مستعدون لمحاسبة كل من يثبت تقصيره في التعليم). فهل سيحاسب كل من قصر؟ وجاء في نفس الصحيفة: وتوعد الوالي أي معلم يقوم بطرد تلميذ بسبب الرسوم بالمحاسبة العسيرة! وتعود اليوم لتقول: لعدم وجود مرجعية لمحاسبة المعلمين ووضع المعايير لهم! فبماذا كان سيحاسبهم الوالي؟ ونرجو من الاخ د. معتصم عبد الرحيم وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم العودة الى اقوال بروفيسور خميس كجو كنده وزير التعليم العالي يوم أقر بأن الإنجليز عندما كانوا يستعمرون السودان (خلوا المعلم محترما)، ونرجوه ان يعود الى قول وزيرة التعليم العام سعاد عبدالرازق، في مقابلة مع برنامج مؤتمر اذاعي، ان المؤتمر سيضغط على متخذي القرار بدعم التعليم واعتباره استراتيجياً لا غنى عنه، ورأت ان المعلمين يدرسون الاخلاق والقيم والانضباط ومالم نقتنع انها وظيفة مختلفة ونعمل على ترقيتها فلن نتمكن من رفع شأن التعليم، وشددت على ان الدولة يجب ان تخطط لوضع لبنة قوية تشمل اوضاع المعلمين والتلاميذ والمدارس وتضعها على الطاولة لتشريحها واستئصال مشاكلها وعثراتها مهما كلفت العملية. ونسأل الاخ وزير التربية ماذا عن توصيات مؤتمر التعليم؟ والله من وراء القصد