د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] لليوم الثالث على التوالي اجوب المدينة من اعلاها الى ادناها بحثاً عن بخاخ السمباكورت وذلك ضمن العلاج بالكرت الذي يحمل في غلافه: هيئة التامين الصحي ولاية الخرطوم كرت صرف ادوية الامراض المزمنة، هذا الكرت مسؤولية شخصية يجب المحافظة عليه وحمله معك عند المتابعة الشهرية، التامين الصحي مشروع تكافلي غايته توفير كل الخدمات العلاجية لمستحقيها من المؤمن عليهم فاحرص على ترشيد الخدمة في اوقات عافيتك لتجدها عند مرضك ومن تكفل من اسرتك. هذه المعلومات حواها غلاف الكرت الامامي... وتعالوا نقرأها بهدوء: كرت صرف ادوية الامراض المزمنة... من اين هيئة التامين الصحي ولاية الخرطوم وقد ترددت على اغلب صيدليات شوامخ ولم اجده؟ هذا الكرت مسؤولية شخصية يجب المحافظة عليه وحمله معك عند المتابعة الشهرية... المتابعة الشهرية ما فائدتها اذا كنت لا اجد الدواء؟ التامين الصحي مشروع تكافلي غايته توفير كل الخدمات العلاجية لمستحقيها من المؤمن... هل انا من مستحقي كل الخدمات العلاجية واين يتوفر هذا البخاخ؟ فاحرص على ترشيد الخدمة في اوقات عافيتك لتجدها عند مرضك، كيف يتم الحرص والترشيد لدواء غير موجود؟ اما الغلاف الخلفي من الكرت فقد جاء فيه: لا تصرف الروشتة التي مر على استخراجها اكثر من اسبوع، اذا كان المرض مزمن فما الحكمة من تحديد فترة الاسبوع والدواء يصرف لشهر؟ ثم ما فائدة البند التاسع الذي يقول يتم صرف الدواء شهرياً بموجب روشتة من داخل الكرت بواسطة الطبيب العمومي بالمركز وفقاً للجرعة الموصوفة من الاخصائي؟ كان يجب ان يقال تصرف خلال الشهر المحدد بالدفتر او الروشتة. بعد كل هذا طالعت في الصحف: اعترفت وزارة الصحة الاتحادية بتضارب السياسات الصحية والنظم المتعلقة بالعلاج المجاني والتأمين الصحي الذي لم تتعد تغطيته ال(38%) فضلاً عن عدم عدالة توزيع الخدمات والقرض المتكرر للوبائيات كالسحائي والإسهالات والحمى الصفراء مع ضعف مقدرات الاستعداد والسحائي. لم افهم ماذا قصد(لم تتعد تغطيته ال(38%)) هي هذه النسبة للأشخاص ام الادوية ام المناطق؟ اما عن تضارب السياسات الصحية فنحن ندفع ثمن هذا التضارب فانا ولمدة ثلاثة ايام اركب المواصلات وادفع ترى كم دفعت حتى الان؟ مع العلم انني لم اجد البخاخ المذكور؟ هل قدم لي التامين الصحي العلاج مجاناً او حتى شبه المجاني؟ والخوف انني حتى ينتهي الاسبوع لا اجد البخاخ بعد انتقاد مدير إدارة التخطيط بالوزارة د. زاهر عجب في المنبر الإعلامي للوزارة الذي تناول خطة الصحة للعام الحالي ارتفاع الانفاق على الأدوية والذي وصلت نسبته إلى (40%) واصفاً النسبة بالمخيفة والتي يتعين مراجعتها كاشفاً عن تزايد معدلات هجرة الكوادر الصحية في ظل غياب سياسات الجذب والاستبقاء داعياً المالية بتوفير المبالغ المطلوبة للمشاريع الصحية. اننا امام مشكلة حقيقة لا تحلها المؤتمرات الاعلامية ولا الانتقادات المتكررة اننا نريد عملاً يوفر لنا الدواء ويحقق هدفاً من اهداف التامين الصحي التي جاءت في غلاف الكرت وتقول: التامين الصحي مشروع تكافلي غايته توفير كل الخدمات العلاجية لمستحقيها. والله من وراء القصد