بقلم/ أبكر يوسف آدم [email protected] ولكى نعرفهم على حقيقتهم ، فهم الجهلاء ، وليسوا العلماء !! أجهل الناس وأقلهم دراية بكل ما له شأن بالعلم ، طلاب سلطة أكثر منهم علماء وباحثين ، فمنها يأكلون ويشربون ، ويتزوجون الصغيرات ، ويسكنون القصور ، ويمتطون الفارهات ، ولا ينطقون إلا عن هوى السلطان ، ولا يعبرون إلا عن هواجسه ، ولا يتطلعون إلا إلى المزيد من التمكين ، وإن إستدعى الأمر، تسلموا مقاليد الحكم وتملكوا رقاب الشعب .. عندما يقول الأمين العام لهيئة علماء السودان حسب الخبر :(أن الدين عند الله الإسلام والقران هو المصدر الأساس للتشريع للأمة الإسلامية ومن أبتغى الهدى في غيره أضله الله). فإنما يمارسون التهديد والترهيب حتى لا يقدم أحد على محاولة الإنفلات من قبضتهم ليبحث عن حل آخر .. ولا أحسب أن ذلك سمة لمن يعلمون ، فالعلماء فى سعيهم للتعلم لا ينشطون إلا فى أكثر المناطق ضبابية ، ولا تشغلهم إلا قشع الغموض عن ما هو مجهول . وعندما يقول : (أن الله ألزم المؤمنين بالسير على نهجه ولكنه ترك مساحة للعلماء للنظر في المستجدات التي يمكن التعاطي معها من خلال الإرث الذي تركة السلف الصالح ) فإنما يقصد أنهم من بيدهم النظر فى أمر العباد من بعد الله ، فطالما أنه أمسك عن إرسال المزيد من الرسل ، فلا بد أنهم من سيملأون شاغرهم ويتسلمون سلطاتهم .. ولم نر يوما عالماً حقيقياً ينصب نفسه سلطة نيابية عن الذات الإلهية . وعندما يقول عضو الهيئة المكاشفي طه الكباشي : (أن دستور أهل السودان هو القران الكريم والسنة النبوية ، ويدعوا إلى إقامة مجلس للعلماء مواز للبرلمان ، دوره نقد أي قانون يصدره الحاكم ويكون فيه تعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية) فإنما يحاول أن يثبت أحقيته فى ممارسة الوصايته على الشعب ومؤسساته ، فهم من يجب أن يكونوا فوق الشعب ، وفوق نوابه وسلطاته التشريعية القضائية والتنفيذية .. وطلب السلطة كما تعلمون ، ينتقص من قيمة أى عالم.. وعندما يقترح المكاشفي : (أن يكون للقوات المسلحة دورا في حماية الشريعة الإسلامية وإبطال أي قانون يتعارض معها وأن يكون هذا التدخل بصورة مؤقتة لمدة شهرين ) .. فهنا تكمن الكارثة ، فأى نوع من العلماء هم هؤلاء ، أى عالم مفلس هذا الذى يلجأ إلى وسائل دكتاتورية إملائية تآمرية لحلول مشاكل مصيرية ذات طبيعة إدارية توافقية إجماعية ؟؟ أى عالم ؟؟ أى علماء ، هؤلاء ؟؟ وفى أى علم ؟ ومن أى عالَم ؟؟ وبم أفادهم علمهم ، أوفيم أفادوا الناس به ؟؟ سموهم أى شيئ ،، ولكنهم ليسوا بعلماء !! إنهم لا يصلحون حتى لإدارة حلقة نقاش علمية ، ناهيكم على تولى شئون دولة !! أنهم العلماء الضلاليون الذين لا يصلحون ..حتى لعلم الحيض والنفاس ، لو تعلمون !! يدعون أنهم العلماء ، فيسبون الأمم الأخرى ويلعنونها ، ثم يستدعونها للدفاع عن سلطاتهم .. يقولون أنهم راسخون فى العلم ، فيسبون الغربيون ، ويعتمدون عليهم فى أنتاج طعامهم وتدبير مشربهم .. يقولون أنهم ورثة أنبياء ، فيفشلون فى إنجاز أى إبتكار ذو قيمة ، فيخلفون من بلدانهم ويحولونها أسواقاً لتقنيات ومنتجات الأمم الكافرة .. لم نعرف يوما علماً ساهم فى تأخير أمة ، ولا بلدا متخلفا يفيض بالعلماء كالسودان .. وهل العلم يكمن فى تقليب صفحات الكتب العتيقة وحفظ النصوص وتسميعها وترديدها والتغنى والمتاجرة بها ؟؟ هل بالإمكان أن يطلع أحدهم ويتتلمذ ويحفظ نظريات إسحاق نيوتن ليصير عالما.. ؟؟ أم أنه عمل متواصل وساعات مجهدة فى المعامل والحقول والمناظير وهضم آلاف المراجع ونقدها ..!! وهل يجرؤ الآلاف من طلبة العلم والهواة الذين يدرسون نسبية آينشتاين وينقدونها أن يدعوا أنهم علماء ..؟؟ وهل يجرؤ أحد اليوم على تصفح وفحص وحفظ المنتجات الفكرية والفلسفية لأرسطوطاليس ليدعى أنه فيلسوف ؟؟ هب أن أحدا هضم أسس مبادئ كيمياء جابر بن حيان الكوفي ، فهل سيصير عالما كيميائيا ؟؟ وهل العلم مكرس لخدمة ومساعدة البشرية وإيجاد الحلول لراهنها ، أم مجرد ماكينة لزرع المطبات والعراقيل والتعقيدات والأزمات على طرقات الشعوب ؟؟ لقد سرق الإسلامويون هذا المصطلح من القرآن الكريم ، وهم المعروفون بالإنجذاب القهرى نحو بريق الوجاهة والمال على ظهر الإسلام ، فإتخذوا من صفة العلم صنارة لصيد السلطة ، فوظفوه بغاية الرخص وأفرغوه من معانيه وإلتزاماته فأصبغوه صفة على ذواتهم بمنتهى الإبتذال . لا يخفى عليكم أن أحبار اليهود والنصارى ممن عاشوا فى الجزيرة العربية هم من كان لديهم العلماء بمقاييس زمانهم ، بالجمع فى العادة ما بين الطب والفلسفة والأدب والفلك والدين والفنون ، لذلك حق على طائفة منهم نيل لقب العالم أو العلماء .. وذكرهم القرآن وإعترف بهم : (أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ ) (الشعراء) ، . ولتنوع إمكانيات النبى محمد (ص) ما بين العلم التجريبى والوحى السماوى وسعة مداركه ثم جمعه ما بين الطب والفلك والفلسفة والدين ، يعد عالما بمقاييس زمانه .. وفى كل الأحوال ، فإن للنبوة والرسالة مكانة أرفع من العلماء .. فمال بال الذين أتوا من بعد النبى محمد ، ليعتقوا أنفسهم من أساسيات العلم وإلتزاماته ، فيكتفوا بحفظ النصوص والسير والأحاديث وإجتهادات القدماء وأنتاجهم الفكرى دون توسعة وتطوير ، فيحتكرونها ويدجنونها ، فيصنعوا منها سلطة طفيلية خبيثة ، ليطأؤوها ويتسلقوها عبورا نحو تربع مكانة ليست بمكانتهم ، ثم يدعون أنهم ذلكم العلماء المقدسون ، الذين إمتدحهم القرآن وأنهم من يخشون الله من عباده !! وأن هيئتهم هى هيئة العلماء !! فأى تجن على الإسلام ! وأى وقاحة هذه ؟؟ أما كان عليهم ليصيروا علماء حقيقيين ، أن يطوروا تراث نبيهم الذى كان المؤمنون وغيرهم يسألونه عن كل شيئ ، فيجيب عن أى شيئ ؟؟ ، فأين إبتكارات وجديد أؤلائك المزيفون فيما برع فيه النبى من طب ، وفلك ، وعلوم عسكرية وتكنولوجيا أسلحة ؟ أى تطوير أو إبتكارات أو رواسخ أضافوها إلى تراث نبيهم ؟؟ أى معامل طب أو هندسة أومناظير فلك ، أوفيزياء ، تتبع لهيئة علمآْء السودان ؟؟ هل سيأتون بشيئ قيم مفيد يوما ؟ ، لن يأتوا بشئ ، ولن يسجلوا أسبقية على غيرهم فى أى مجال من مجالات العلم ، حتى ولو عاشوا ألف سنة أخرى !! إذن فما هى قيمتهم وأهميتهم ؟ ولم تصرف عليهم الدولة من أموال الشعب ومعاناته وألمه ، وهم عاقون ، ومعاقون فيما تصدوا ؟ نحن من علينا حسم أمرنا ! فهل هؤلاء هم من نأمنهم على مصيرنا ؟؟ .. هل هم العلماء المبجلون ممن ذكروا فى القرآن ؟؟ ، أم أن العلماء هم المعروفون المشهورون من العرب قديما من أمثال الخوارزمي والبيروني وإبن الهيثم وإبن سينا ومن المعاصرين ، الكيميائي المصرى أحمد زويل .!! هذه نقطة جوهرية أيها السادة والسيدات .. وينبغى علينا التوقف عندها .. يجب التأمل فى شأنهم .. يجب نزع قناع القداسة المزيفة عن وجوههم .. التعريف العالمى لكلمة عالم ، أنه كل من وهب نفسه للعلم ، وتعمق في المعرفة العلمية في مجال معين ، وأن معرفته في إختصاصه تفوق العادة ، فهو الخبير بالأشياء من حيث طبيعتها ، تصنيفاتها وعملها ، وهو الشخص المتمكن من مجال دراسته أو تخصصه. وتدأب مؤسسة آلفريد برنهارد نوبل الكيميائي السويدي المشهور على منح الباحثين والعلماء البارزين عالمياً سنوياً جائزة نوبل فى مجالات : الفيزياء ، الكيمياء ، الطب ، الفيزيولوجيا ، الآداب ، الإقتصاد ، والسلام. إن إصرار حفظة النصوص على أنهم هم العلماء ، سيضعهم مباشرة أمام مواجهة التحديات العلمية التى تواجه البشرية كافة ، ولا مفر أمامهم من الإدلاء بدلوهم فيما يتعلق بمسائل الرأى العالم العالمى على شاكلة الإحتباس الحرارى ، والعجز عن إيجاد تفسيرات لبعض الظواهر الكونية ، أو إيجاد العلآج لبعض الأمراض المستعصية والغامضة ، أو تطوير تقنيات أسلحة تتجنب تدمر البيئة .. سيتعين على هيئة العلماء إظهار منجزاتهم ، مقابل علماء كبار على وزن ستيفن هوكينج ، أبرز علماء الفيزياء النظرية و أبحاثه النظرية في علم الكون ، أو في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية. وعليهم أن يزهدوا عن الأضواء وينزلوا من عليائهم ، ليتفاكروا مع العالم المتواضع الدكتور أحمد زويل ، الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء ، وجائزة بنيامين فرانكلين ، عن إكتشافه (ثانية فيمتو). إن مجرد إقرارهم ، وعكفهم على أداء واجبهم المنزلى الذى طالما هجروه ، تدفعنا للإقرار أن رحلة المراجعات الكبرى قد بدأت ، وأن العلم أضحى فى طريقه لنيل الإعتبار ، طالما دنسه الجهلاء والأشرار ..!! ذكر فى القرآن : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) ، وهؤلاء الذين نتحث عنهم اليوم هم الجهلاء ، وليس غريبا إن لم يخشوا الله فى عباده فيما يقولون ويتزلفون ويتآمرون ، وإنى على قناعة تامة أن من يسمون أنفسهم بهيئة علماء السودان هم أبعد من يكونوا عن نيل شرف المدح الذى تنطوى عليه هذه الآية .. أنه وكرالإنغماس فى الشهوات والموبقات وتتبع العورات وإرتكاب المنكرات وإباحة المحرمات ، والآن يطلبون تدخل الجيش لحماية بيتهم ، إن تهدده أى مهدد !! بل ليس ببيت ! بل وَكرٌ ... وكرُعلماء السُودان !! لا أكثَرُ ،،،،