[email protected] بمناسبة كأس إفريقيا، والتي خرجنا منها بواسطة الفريق الأثيوبي الذي تغلبنا عليه في السودان بخمسة أهداف مقابل ثلاثة .. بالطبع الثلاثة أهداف هذه هي التي قصمت الظهر، والكرة ليست هجوم فقط بل هي هجوم ووسط ودفاع، بالإضافة إلى التركيز للخروج بنتيجة نظيفة .. وتأملنا خيراً فنحن سنلعب في إثيوبيا بروح عالية، ولكن بصراحة فنحن غير متعودين على اللعب (خارج أرضنا)، وهذه المقولة لا تعرفها الفرق القوية والتي تحصر عملها داخل المستطيل الأخضر فقط ولا يهمهم جمهور أو أرض.. لكن كيف الخلاص من هذه العقدة..؟ وهذا الأمر كان واضحاً فعندما لعبنا في إثيوبيا هالنا الجمهور الكبير وأزعجتنا أصواتهم وهتافاتهم فأصابنا دوار من ذلك الأمر، وتاهت كراتنا وانعدمت تمريراتنا وأصبحنا كمن يمارس في رياضة لا يعرفها ولم يمارسها يوماً من الأيام. حاولت جاهداً أن أجد عذراً لهذا المستوى الذي ربما لو دعينا نحن الذين نمارس كرة القدم بالتنظير لما خرجنا بهذه السهولة .. لقد مللنا الرواية التاريخية التي حضر إشراقاتها كثير منا. فغيري شاهد واستمتع مع صديق منزول وبرعي أحمد البشير .. وغيرنا شاهد واستمتع بإبداعات جكسا وماجد وأبراهومة وبشرى وهبه .. وبشارة وود الزبير وعمر التوم وهم كثر .. وغيرنا أيضاً : شاهد واستمتع بإشراقات علي قاقارين وعز الدين الدحيش وسانتو وحموري ومصطفى النقر وسامي عزالدين والرشيد المهدية وطارق آدم .. وغيرهم كثر. أين الخلل؟ هل هو إداري ، أم فني .. أم أن المسألة جينية. ورغم أن كثيراً من الفرق الكبيرة خرجت من هذه الدورة، فإننا لا نعد أنفسنا من الكبار الذين خرجوا من هذه الدورة إلا إذا عدنا القهقرى إلى التاريخ وأننا من المؤسسين وأننا نلنا الكأس مرة واحدة. أما الإعلام الرياضي فحدِّث ولا حرج .. فالصحف الرياضية أكثر من الهم على القلب، ولا يهمهم سوى الإثارة، فقد شغلونا أيما شغل بقضية الحضري وهيثم مصطفى في الآونة الأخيرة، وأصبح هيثم مصطفى لاعباً خطيراً ولكن على أوراق الصحف فقط، والناس لا يلعبون بالأسماء ولكن بالشباب .. ألا تلاحظون أننا في المهرجانات الغنائية العربية تفوز القصائد وليس الألحان ولا يفوز الفنان .. توقفنا عند سيد خليفة فالعرب لا يعرفون إلا سيد خليفة .. لأننا عندما نخرج لهذه المهرجانات نحاول أن نتقرب للسلم السباعي بسلم بين ذلك فتأتي موسيقانا باهتة لا طعم لها ولا لون .. والعرب يعرفون سيد خليفة (يرحمه الله) بسلمه الخماسي .. وفي بلادي يبخل المسؤول عن تحمل تكلفة فرقة موسيقية تمثل السودان في أوروبا بحجة الحالة الاقتصادية ولا يمكن أن يسمح بسفر هذه الفرقة لتُصفِّر في ذاك البلد الأوروبي .. الشاهد .. لن يفيدنا الاحتراف ولا غيره، ولكني أدعوكم للجلوس أمام قدامى اللاعبين لتعرفوا منهم سر النجاح، والله الموفق.