(2) ... خلصنا فى مقالنا الفائت الى أن الإجمالى العام لإيرادات مياه النهود قد بلغ ملياراً وخمسمائةوتسعه مليون جنيه ومائه وثلاثة عشر ألف وواحد وستون قرشاً ... (1.509,133,61) ، وذلك فى الفتره من 29/9/2010م والى 20/أبريل/ 2011م أي فى ظرف ستة أشهر وواحد وعشرون يوماً، يعطينا هذا الحساب مؤشراً واضحاً للغايه يؤكد عدم تهاون إدارة مياه النهود فى تحصيل مستحقاتها من المواطنين ويعزز هذا الإفتراض قصر الفتره الزمنيه التى تمت فيها عمليات التحصيل ، ويكشف تعسف إدارات المياه فى المحليات المختلفه وحرصها التام على إستلام أموالها يالكامل دون أن تتقيد الهيئه بتقديم الخدمه للمواطنين ، فهنالك جُعل مقدر على المواطنين الإيفاء به وجدت المياه أو لم توجد وفى كِلا الحالتين على المواطن المغلوب على أمره تسديد قيمة الفاتوره لمياه لم يستهلكها، وتحت التهديد بإتخاذ الهيئه لإجراءت قانونيه يجد البسطاء من الناس إنهم ملتزمون بالسداد ، حسناً .... من جملة الإيرادات الضخمه أعلاه إقتنصت إدارة مياه النهود لنفسها مبلغ وقدره 151 مليون جنيه ومئتين واحد وثلالثين ألف وأودعته فى حسابهاالخاص و المنفصل وخُصص من قِبلها كمال مجنب ودائماً فى بنك التنميه التعاونى فرع النهود وأودع تحت رقم الحساب 3963 ، قانون الإجراءات الماليه والمحاسبيه لسنة 2007م واللائحه المفسره له يشدد على منع فتح أكثر من حساب لأى هيئه قوميه أو ولائيه فى أي بنك تجارى إلا بموافقه خطيه من وزير الماليه فى الولايه المعنيه * لا يجوز لأي من أجهزة الدوله تجنيب الإيرادات أو تأخيرها أو عدم توريدها فى حساب الوزاره * يعتبر مرتكباً جريمه كل من يخالف أحكام هذا القانون أو اللوائح الصادره بموجبه ويعاقب بالسجن لمده لمده لا تتجاوز عشره سنوات أو بالغرامه أو بالعقوبتين معاً وذلك مع عدم الإخلال بأي عقوبه أشد يكون عرضه لها وفقاً لأحكام أي قانون أخر . مع هذا ما تزال هيئة مياه ولاية شمال كردفان تتعامل مع الإجراءات الماليه والمحاسبيه بقانونها الخاص الذى يخول لها إستباحة المال العام والتصرف فى أصول وأموال الهيئه كملكيه خاصه ومال سايب بدليل أن تقرير المراجعه الداخليه المرفقه توصياته هنا قد أتهم صراحةً عدداً كبيراً من المتحصلين لقيمة فواتير المياه بإختلاسها والتصرف فيها وحدد التقرير أسماء المتحصلين والمبالغ الماليه التى إختلسوها وبين التقرير كذلك إن حملة الإيرادات النقديه المعتدى عليها فى تلك الفتره قد بلغت ( 72 مليون و885 ألف جنيه وخمسون قرشاً !! ويعد هذا المبلغ الذى كشفت عنه المراجعه الداخليه عباره عن قطره من محيط نهب المال العام فى مياه النهود على مستوى مياه المدن لا الريف والتى سنأتى إليها لاحقاً حالما نفرغ من كشف بؤر الفساد فى إدارة مياه المدن بولاية شمال كردفان قاطبه .... هيئة يتراوح مدخولها العام السنوى ما يفوق العشرين مليار وتتلقى دعماً بشكل شبه يومى من مختلف الجهات وتعجز مع ذلك عن تسد مستحقات عامليها وتفشل فشلاً ذريعاً فى القيام بأعباء توفير المياه لإنسان وحيوان الولايه حرى بالجهات المختصه دراسة حالة فشلها المزمن هذا والتقصى عن كيفية التصرف فى عائداتها الملياريه وعلى أهلنا الغُبش فى مدينة النهود الوقوف صفاً واحداً ضد سرقة مواردهم وأكل أموالهم بالباطل ، فتلك المبالغ المختلسه تخصهم فى المقام الأول لأنهم هم الذين يدفعونها من حر مال فقرهم المدقع ليستمتع بها أباطرة مياه المدن دون أن يكلفوا أنفسهم على الأقل بتحسين خطوط إمدادات المياه وتوفيرها لأهل ومواطنى أغتى محليه فى الولاية الكبرى بأسرها و( عيسهم فى البيداء يقتلها الظمأوالماء فوق ظهرها محمول ) وتابعونا . [email protected]