في شهر سبتمبر الماضي وقفنا في مقام شجرة(الجاتروفا) تحت عنوان(الجاتروفا بعد المسكيت والدمس) وقلنا: حكاية الاشجار في السودان مسلسل طويل يتعب من يبحث في مجاهله... فبعد الحملة التي تعرضت لها شجرة المسكيت او تمر ابونا وصارت شجرة ملعونة وقيل عنها ما لم يقله مالك في الخمر. ظهرت شجرة اخرى هي نبات الدمس وقيل عنه اننا غيرنا طبعيته فبعد ان كان من اشجار المناطق الصحراوية صار محباً للمياه واتهم بانه المسؤول الاول والاخير عن غفل أي ماسورة مياه في العاصمة. ثم قلنا: وبين عشية وضحاها دخلت اشجار المورينقا بيوتنا واحتلت مكاناً مرموقاً بين الاشجار بل قد تكون شجرة المورينقا هي الشجرة الوحيدة الموجودة داخل المنزل. وبعد ذلك وقفنا في مقام شجرة الجاتروفا وقلنا اليوم نعود لنتحدث عن شجرة (الجاتروفا) وعن خطورتها. يومها كان حسن عبدالقادر هلال- وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية حذر في ختام فعاليات العيد القومي للشجرة ال49 بولاية الجزيرة من مغبة زراعة شجرة (الجاتروفا) لإنتاج الوقود الحيوي داخل مشروع الجزيرة وضفاف الأنهار، مشيراً لخطورتها وأضرارها البالغة وقال إنها أكثر خطورة من شجرة المسكيت، وأضاف ذلك بالرغم من قيمتها الإنتاجية للوقود الحيوي. هكذا بدأ الحديث عن شجرة(الجاتروفا) لتدخل قائمة الاشجار الخطرة وبالذات على مشروع الجزيرة وضفاف الانهار ولا ندري لماذا لا تشكل خطورة إلا على مشروع الجزيرة وضفاف الانهار؟ وليت الاخ حسن عبدالقادر هلال- وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية يوضح لنا ذلك. وليته يوضح لنا متى اكتشف خطورة هذه الشجرة؟ واليوم نعود لنطالع: أكد د.عيسى بشري وزير العلوم والاتصالات تلقي السودان طلبات من دول أوربية على رأسها ألمانيا لتوريد 22 ألف طن من خام الوقود الحيوي المنتج من شجرة الجاتروفا، وسعي الوزارة الجاد لنشر التقانات المتعلقة بزراعة وعصر واستخلاص منتجات الجاتروفا. وكشف الوزير لدى لقائه أمين ديوان الزكاة بالولاية يوسف عبدالنبي أحمد بحضور وزيرة الدولة الدكتورة تهاني عبدالله ووكيل الوزارة ومدير المركز القومي للبحوث بالإنابة، كشف عن جهود الوزارة لاستجلاب عصارات ألمانية يتم توزيعها على مناطق الإنتاج المقترحة بالولاية في إطار إنفاذ مشروع المليار شجرة التي تعمل الوزارة على تنفيذها بزراعة مليون فدان بولايات البلاد المختلفة، مشيراً بمبادرات ولاية شمال كردفان، معلناً عن استعداد الوزارة لتمليك ديوان الزكاة بالولاية عدد خمسين ماكينة تصنيع طوب لإنشاء منازل بالمواد الثابتة للفقراء بالولاية في إطار جهود محاربة الفقر والمحافظة على الغطاء النباتي بجانب القضاء على ظاهرة الحرائق بالقرى بالإضافة لما توفره الماكينات من فرص لثلاثمائة من الشباب الذين سيتم تمليكهم الماكينات بعد قيام الوزارة بتدريبهم على عمليات تصنيع طوب البناء، وتطرق اللقاء لتفاصيل توقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة والجهات المختصة بولاية شمال كردفان وبنك الخرطوم لتمويل زراعة عشرة آلاف فدان بشجرة الجاتروفا لإنتاج الوقود الحيوي لمحاربة الفقر وإعادة الغطاء النباتي لمحاربة التصحر. حيرتونا يا وزير البيئة ويا وزير العلوم وانتما تتحدثان عن شجرة الجاتروفا! والله من وراء القصد [email protected]