الطفولة غصون خضراء غضة ...انها الفرحة البريئة... التى تضفى على الحياة معانى رقيقة شفافة ....ضحكاتهم انس لطيف ..وانطلاقهم سرور اليف، تدخل برائتهم الى الافئدة وتفيض علينا عيونهم وداعة من نفوس لم تتعلم شراسة الحياة ، وعنفها قلوب بيضاء... لم تتلوث بالمفاهيم المغلوطة ولا التعفن المستشرى فى اروقة الدنيا، التى لم يدركوا منها الا اللهو البرىء... والمرح العابر... لم تساكن ارواحهم الطاهرة ...نجاسة الدنيا الملطخة باوحال االانحلال، وجراثيم الخبث... والانحراف ...ولم تدخل افكارهم البريئة الى كهوف امراض المجتمع ... نعم انهم الاطفال تمشى اقدامهم الصغيرة حفظهم الله بين براكين غير منظورة ، ونفوس بغيضة.... لاترحم عفويتهم ولاتحفل لسزاجتهم ولا تراعى نقائهم وطهرهم الملائكى البسيط... فيغتصب مجرم بغيض طفولتهم... وهو لايغتصب اجسادهم فحسب انما يغتصب مستقبل ايامهم القادمة من الحياة... نحن فى السودان فى كل بفعة من بقاعه العريضة... وعلى مختلف الحقب لم نعرف هذه الخصال البشعة المنحرفة.... كالتى طفت على سطح حياتنا اليوم ... السودانى هو الشهم الهميم الذى يترفع عن رمى نفسه... فى الافعال البغيضة... ويربا بنفسه ان يكون من الانحطاط بمكان الى درجة تدفعه شهوة مرضية شاذة الى هتك جسد طفل برىء السودانى كان دائما ذلك الكريم النفس ...العفيف القلب واللسان ... واليوم يوجد منا من يسفك روح الطفولة ... الم يجدوا لرجولتهم الكاذبة المريضة غير الاطفال الابرياء .... لماذا كثرت جرائم اغتصاب الاطفال فى السنوات الاخيرة؟؟ طفلة بريئة تنظر الى لعبتها عبر خيالها الطفولى الجانح الجميل.. تلاعب باناملها الصغيرة عروستها ... تكلمها.... وتداعبها تسافر فى عالمها الرقيق... فى براءة ومرح...تملاء ضحكاتها الارجاء زاوية من وردية فى عالم احاطت به الادران.. طفلة ترسم لوحة تعبر عن النقاء والطهر... الممزوج بالسزاجة الحلوة .... ثم يستدرجها ياخذها ...منحرف شاذ الى مكان خفى هى ببرائتها وطفولتها النقية ... وهو ببشاعته وانحرافه.. ولا يعلم الجبان ان الله لاتخفى عليه الخفايا ....ولا تغيب عنه العيون...ولاتحيط به الظنون.. باى عين قذرة نظرلها... مثل هذا البغيض وطفولتها الرقيقة ...تنطق بلسان حالها.. طفولتها التى لم ترى نور الدنيا الا قبل ثلاثة او اربعة اعوامفقط... ضيفة جديدة على العالم.....مازالت لم تعيش رونق الصبا ....ولم تعرف روعة الشباب ... لم تتذوق بعد ندى طفولتها التى لم تكتمل... لم تستنشق عبير بنى ادميتها...باى عين مريضة نظر اليها هذا المافون فمذقها بكل قسوة ....وقتلها الف مرة... وهى تصرخ وتستنجد...عسى ان تغيثها امها البعيدة عنها ...وتنادى ابوها اللاهث خلف لقمة العيش... والمريض يغتصبها ولايبالى ...لم تدخل الرحمة احساسه الميت.... اى دنيا يعيشها مثل هذا .... اى معنى يحيا له.... قاتله الله حيا ...اوميتا.... ان الفيروسات التى اصابت مجتمعنا عافاه الله وشفاه .... دخلت الى اعماق بعيدة فيه وانهارت بنيته التحتية... ان صح التعبير... ونحن نعلم او لاندرك... اننا لا نعلم ان مرض اغتصاب الاطفال ماهى الا بعض تداعيات انهيار اجتماعى حقيقى... ونذير لنا من انتكاسات جسيمة وعواقب وخيمة... واقولها بكل صدق وصراحة.... من الممكن معالجة الاقتصاد المنهار يوما ما...كما سنعالج ....يوما ما ...اوضاعنا السياسية ... ولكن ,,, اذا استشرت فايروسات هدامة فى نخاع المجتمع.... فليس هناك جراحات تجميلية سوف تنفع او تعيد لنا الحال... الى سالف العصر..اذا ما شوهت اعماقه فايروسات... الانحلال ... والشذوذ والانحطاط...... (والقومه ليك ياوطنى) [email protected]