هو ذا القدر اراد لنا ان نكون في النقطة الاضعف فقد فعل الاباء والاسلاف ما بوسعهم ان يفعلوا حتى يؤمنوا لنا بعض المستقبل والان نحن نفعل الشيئ ذاته لنوفر لاجيال قادمة بعضا من الجهد و نمنحهم شيئا من الراحة فليس كل شيئ قد انتهى وليس كل شيى لا ينتهي ونحن غارقون في اشكالات عصية و تائهون في وطن ديدنه التخلف و التراجع تحاصرنا الازمات من كل حدب وصوب و تفرقنا الصغائر و تغيب دوما عنا الاهداف النبيلة و النبيلة قطعا ، كثرت التنظيرات التي تؤطر و تؤسس للحلول و زوايا التناول الممكنة لكن بقيت وعلى الدوام الحقيقة المجردة التي لا تقبل التنظير و التأطير حقيقة لها جزورها في الموروث الكلي للانظمة الحاكمة و التي شكلت العقلية المنغلقة التي لا تقبل الانفتاح و مهيأة سلفا على الانغلاق اكثر فاكثر . و نحن ندلف بوابة العام 2013 و جراحاتنا صارت اكثر نزيفا و اناتنا تضاعفت و القضايا الممكنة الحل في السابق باتت مزمنة و الواقع العام يزداد تناقضا و تعقيدا مع مرور كل ثانية و العام الجديد لم يحمل في طياته اي بشرى موضوعية تؤكد و لو بشكل جزئي ان انفراجا ما في مشكلة ما قد يحدث في وقت قريب او بعيد او حتي في وقت ابعد رغم الاصوات التي تتعالى كل لحظة مناديا بالتغيير الشامل و الكامل , هل سلكنا الطريق الخطا فتهنا و تاهت اذن غاياتنا ام اننا لا نعرف كيف نسير على طرقات اشواقنا و طموحاتنا و بالتالي توقفنا فجأة عن المسير ام اعيانا الحمل الثقيل فوضعناه جانبا لننتظر المستحيل . ارجو ان يكون هذا العام عام الانطلاق و الوصول الي الافضل ارجو ان تكون هذه السنة هي للتاربخ ارجو ان نتمكن من مسح احزاننا و مدواة جراحاتنا ارجو ان ننهض ونقفز الي الثريا ارجو ان نتمكن من بناء وطن يسع الجميع وامة نعتز بها لكن لكي تتحق رجآتي لابد من حدوث متغيرات اساسية على مستوى التعاطي مع اشكالاتنا يجب قراءة التاريخ اولا باول بغرض الوقوف على مواضع هناتنا و اخفاقاتنا التي اقعدت امتنا قرن من الزمان و تحديد الشخوص التي ساهمت بصورة او اخرى في خلق هذا الواقع الاليم لابعادهم حتى لا يكونوا عقبة مرة ثانية في المسيرة الجديدة لامتنا وعلينا الاعتماد على انفسنا على انفسنا على انفسنا و في كل الخطى التي سنخطوها و الا فلن نصل اذا اعتقدنا ان هنالك احد يستطيع ايصالنا كفانا سنين من الضياع ان لنا ان نتدبر امرنا بامرنا و لا و الف لا للفوضى، فوضى جماعات عشائرية تسمي نفسها وللاسف الشديد بالقوى الوطنية ورثت البلاد من المستعمر في 1/1/1956 م و الاكثر غرابة تسمي هذه الجماعات العشائرية سكان السودان بالاقليات لعمري انه لاعجب العجائب فكان من الطبيعي ان لا نكون في مصاف الامم و الشعوب المتقدمة رغم ما نمتلك من ثروات بشرية و مادية هائلة الشعوب التي نهضت استندت في المقام الاول على مورثاتها المادية و البشرية والثقافية حيث تمكنت من اختراع انظمة حكم تتماشى مع واقعها و مكوناتها الداخلية و صنعت الدساتير التي تتوافق و كياناتها الاجتماعية و في الوقت نفسه لا تحرجها مع عالمها الخارجي فكان النجاح الدبلوماسي حليفها دائما نحن لسنا بحاجة الي نمازج عالمية حتى ننهض لان ما نمتلكه من مقومات تفوق ما يمتلكه غيرنا المتطور المتقدم لكن نحن بحاجة الي مسح التشوهات التي احدثتها انظمة حكم غبية كرست للذاتية و انتهجت النفعية فنهبت و سرقت و في الاخر قتلت و شردت نحن بحاجة الي الاعتراف بذاتنا و باننا قادرون على العودة من جديد نحن بحاجة الي مزيد من الثقة بانفسنا . [email protected]