بسم الله الرحمن الرحيم أشرقت الشمس في صباح يوماً من الأيام، وهي تبكي بكاء الطفل الرضيع الذي فقد أمه وهو في أمس الحاجة إلي حليبها، فسألتها بكل طيب خاطر، يا شمسي ماذا دهاكي؟؟ ومالي أراك تخرُجي وأنتي غاضبة ودموع الحزن تتقاطر وتسيطر علي جوانبك؟؟. كيف لي أن أخرج وأنا حائرة بين الحق والباطل !! وأنا أرى في بلادكم تنتهك الحُرمات، ويكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب، وكيف لي أن أخرج مبتسمة وأمُد أحبابي بشعاعي وأنا أراهم يتكبدون مشاق العيش فمنهم من ينام وهو جائع ومنهم ينام وهو عاري. وعندما تُودعنا وترسلي إشارات الوداع، دائماً ما ينتابني الشعور بالألم الذي يحدث بعد ذهابك، يشتد أمر بلادي وأهلي، ويصبح ليلهم دامساً مُراً كطعم العلقم مذاقه مُر ولا رائحة له، وعلى طاولة المساء كنت أرجِع دفاتري، بكل قتيلٍ يقتلوه ليلاً من الأبرياء والعزل والضعفاء وهذا يحدث بعد زوالك يأيها الشمس، هناك حرمات تنتهك وحقوق تهضم ودماء تسفك. كيف لكي لو نظرتي ذات ليلة بغتةً وكحلت عيناك شُعاع اللهب الصادر من القرى التي تحرق ليلاً، والأرواح التي تزهق، وصرخات الأطفال القصر التي تخترق جدران تلك النيران، معبرةً عن ألمٍ وظلمٍ أصاب أولئك الذين لا يملكون أنفسهم سبيل من سُبل النجاة، ويجدون أنفسهم مطوقين بالدبابات من كل حدبٍ والطائرات من كل أفقٍ. كيف لو نظرتي إلى تلك الكُتل التي تكونت من أجساد بشر كان يمارسون حياتهم كسائر البشر!!! تحولوا إلى كتل من الفحم وبحار راكضة بدون زائر. لم أخرج بلوني هذا ولا من مكاني هذا، وسأخرج وفي يدي كل ما يرد إلى أخي كرامته وحقه وأقتص من كل من سلب حق وطني وأمتي. بقلم/ عثمان أحمد البلولة ملاح [email protected]