تعرفت على الخفاض الفرعوني في أواخر سبعينات القرن الماضي ... وذلك عندما كنت طالبا في المرحلة المتوسطة ... ولكن كانت معرفة سطحية ... ورغم ذلك قررت ألا أتزوج إلا امرأة مخفوضة ....ثم تعرفت على الخفاض الفرعوني بصورة متعمقة عندما سنحت لي بعض الحوارات في مرحلتي الجامعية .... وزاد من عدائي لهذه الممارسة البشعة في حق بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا ...وأقول أمهاتنا ليس من باب المزايدة أو من باب ( العدلة ) التي تجرى لبعض الحريم ( المشوهات ) بعد الولادة ...فقد تزوج ابن جيراننا وقد كان محظوظا بامرأة غير مخفوضة من أحد الأقطار العربية ... وأسكنها في قريتنا المتواضعة ... وكانت امرأة جميلة الخلق والخلق ... وأنجبت له ثلاث أولاد ...وكانت كثيرة التداخل معنا ... فأنشأت علاقة ودية مع زوجتي ... وفي ظل هذه العلاقة كانت ﻻ تخفى عليها شيء من أخبارها وأحوالها حتى الخصوصيات منها ... وذات يوم فاجأتها بخبر سيء جدا ... وهو إصرار أخوات زوجها بخفضها فرعونيا رغما عن أنفها !!!! والأمر يدعو للتعجب ... والمسكينة بعيدة عن أهلها في تلك الدولة العربية ... وظلت في حيرة من أمرها ... لا حول لها وﻻ قوة ... وللأسف تم هذا الإصرار بموافقة من زوجها ...وجاءت ساعة الصفر ...ونفذ حكم النسوان على هذه المرأة الوديعة الجميلة ... ومن يومها هذا ظلت أختنا في حالة صحية سيئة ... وظلت حالتها تزداد سوءا بعد سوء حتى وفاتها المنية ...فالخفاض الفرعوني هو إزالة البظر والشفرين الكبيرين والصغيرين بالكامل ... وبالتالي إزالة عضلات الفرج والتي تتمدد وترتخي في حالتي الجماع والولادة ...وذلك بقصد تقليل شهوة المرأة أو إعدامها ... بدعوة الحفاظ على الشرف وحتى ﻻ تخادن هذا أو ذاك !!!!! وكل تلك المبررات زائفة ...فالشرف بالتدين وزيادة الإيمان والعفة ... ﻻ بتشويه الإناث وخفاضهن فرعونيا ...إن الخفاض كان معروفا عند العرب أقره الإسلام ...ولكنه ليس على هذه الطريقة الفرعونية البشعة .. ففي الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه .. والطبراني في مجمعه الكبير عن الضحاك بن قيس قال : كان في المدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض _ أي تختن _ الجواري ... فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أم عطية اخفضي ، و ﻻ تنهكي ، فإنه أنضر للوجه ، وأحظى عند الزوج ) ... وقد وصححه الألباني في الصحيح الجامع ... وروى أبو داود والبيهقي في سننهما ( ﻻ تنهكي ، فإن ذلك أحظى للمرأة ، وأحب إلى البعل ) ... فقوله صلى الله عليه وسلم : ( ﻻ تنهكي ) ففيه نهي عن الإنهاك لأمرين : الأول : أن الإنهاك يضعف الشهوة عند غالب النساء ... مما ينتج عنه كراهية المرأة الجماع زوجها ... وبالتالي كراهية الزوج لها ... وبالتالي وقوع الطلاق ...الثاني : أن الإنهاك يذهب بريق الوجه ولمعانه ...وعدمه يؤدي إلى نضرة الوجه وبريقه ...وكون البظر موجودا ولو أزيل منه جزء يسير فهو أحب للرجل وأحظى عنده كما أشار الحديث : ( وأحب إلى البعل ) ... والبعل هو الزوج .... وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ﻻ تنهكي ) دليل على أن هناك جزء يسير تتم إزالته من البظر على غرار الحشفة التي في مقدمة الذكر عند الرجال قبل الختان ...وهذه الإزالة اليسيرة مشروعة ، ولكنها تعني الوجوب في حق الرجال أسوة بما فعله أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام رغم بلوغه الثمانين من عمره ... ومكرمة أو مستحب في حق النساء ... وفي الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم : ( خمس من الفطرة ) ... أو ( الفطرة خمس ) وذكر منها : ( الختان ..... ) وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم :( إذا خفضت فأشمي ، و ﻻ تنهكي ، فإنه أسر للوجه وأحظى للزوج ) وفي رواية : ( أنضر للوجه ) ...وصححه الألباني أيضا في سلسلته الصحيحة ...فالبظر أسر للزوج ... ووجوده ﻻ بد منه .. وهو من ضمن المثيرات التي حظيت بها المرأة ... فحرام قطعه أو إزالته تماما ...وهو ما يجعل الرجال يبحثون بالإرتباط بغير المخفوضات ... وأنا شخصيا تعبت في وجود فتاة على طبيعتها ... أي غير مخفوضة ... ولما وجدت امرأة أرتبط بها كزوجة ثانية من إحدى مدنا العريقة ...صارحتها عن حالتها والخغاض الفرعوني ؟؟؟ قالت لي بكل براءة : من منا من سلمت منه ؟؟؟؟ ففهمت ... وقررت عدم الإرتباط بها مع أسفي الشديد ... لأنها خلوقة ...وذات دين ... وفي الحديث : (فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ..آمل من كل المثقفين الوقوف في صف واحد لمحاربة الخفاض الفرعوني اللئيم الأليم ... و يجب ألا نجعل الأمر خاص بالنساء ... وأذكر قبل 20 عاما كنت متحدث في محاضرة في مسجد قريتنا عن الخفاض الفرعوني فعلق أحد الحاضرين قائلا : ( دا شغل نسوان ) ... واصلت الحديث وقررت مواصلة الجهد لمحاربة هذا الخفاض الفرعوني عمليا .. وذلك بعدم ممارسته مع بناتنا ... ونجحنا في ذلك والحمد لله ... والتحية لجمعية بابكر بدري لوقوفها بحزم ضد هذه الممارسة البشعة وغيرها من الجهات والأفراد ... [email protected]