عندما سألنا هيئة علماء السودان قبل سنين مضت ،عن رأي الدين الأسلامي في الضرائب المتحصلة من سلعة ( الخمور)،بأعتبار أن نظام الخرطوم وقتها يتبختر ويتراشق باسم الدين ويعلن للعالم أجمع علي أنه (وكيل) الله في الارض ،وأن أمواله كلها (طاهرة) وتم تحصيلها وفقاً لشرع الله ، كان رد الهيئة "( علي الحكومة ان تتمسك بكل ايراداتها حتي المتضمنة عوائد من الخمور بوصفها ايرادات قومية ،فقط توظفها في بند " المال الخبيث " وفقاً للتكييف الفقهي)، لم تشرح لنا الهيئة المحترمة كيفية التوظيف ؟ ولا أحد من الشعب السوداني بما فيهم المراجع العام يعلم شئ عن بند ( المال الخبيث)...لاحظ مستوي الإنحطاط الأخلاقي والإستخفاف بعقول الناس. خرجت علينا مرة أخري خلال الأيام الماضية تلك الهيئة "الكذوب" لتمارس علي الشعب السوداني مجدداً حرفة الدجل المبطن والتضليل والإرهاب باسم الدين،و قالت الهيئة المأجورة علي لسان أحد مهوسّيها: ( إن كل إنسان مسلم يجب عليه الاعتراف بحكم الله عز وجل حسب ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة)، ولم تكتفي الهيئة بهذا " التضليل" رغم قناعتنا أن الشريعة الأسلامية لا تصلح أن تكون دستوراً لبلد يحاصره التنوع ك (السودان)، بل ذهبت الهيئة لتقول ( أن هذه الأحكام ينفذها الحاكم الذي ولاه الله على الناس)، وهنا نتسأل عن الكيفية التي ولي الله بها عمر البشير علي السودان؟، وهل الإنقلابات العسكرية جزء من الوسائل والآليات "الإلهية " في تولي السلطة؟، وأن لم يكن الأمر كذلك، فمتي أجتمع المسلمين في مشارق السودان ومغاربه وقالوا للبشير " (وليناك أمرنا )،آم أن علماء (السلطان ) لم يطلعوا علي نصوص الدين بشأن ( الخلافة الأسلامية) أو ( ولاية الفقيه). حاولت الهيئة إرهاب قوي المعارضة بأستخدام فتاوي دينية، وقالت"( كل من زعم أنه لا يجب الحكم بما أنزل الله أو سعى لترويج مسألة فصل الدين عن الحياة العامة، يكون وقع في المحظور، لأن هذا الوجوب والاعتراف والتطبيق لحكم الله واجب على الجميع وأوجب ما يكون على الحاكم وعلى الرعية السمع والطاعة"، كما إستشهدت الهيئة ببعض الآيات القرآنية كقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله أولئك هم الكافرون)،وهنا نسأل الهيئة ( الكذوب) ،هل إغتصاب النساء في دارفور وقتل المدنيين في النيل الازرق وجبال النوبة ونهب أموال الشعب وتشريد الكفاءات في الخدمة المدنية والعسكرية وإنهيار الأقتصاد وإنحطاط المجتمع هو الحكم بما أنزل الله، أفتونا يا علماء ( الحيض والنفاس) . هتاف أخير !! هيئة علماء السودان التي يصرف عليها الشعب السوداني من حر ماله، لم تصدر في تاريخها فتوي واحدة في شأن العباد " مأكلهم ومشربهم" ،كل فتاويها آما في شأن النساء أو مدح الحكام،هذه الهيئة هي مؤسسة تنظيمية يوظّفها المؤتمر الوطني دينياً في مواجهة خصومه،لذا نقترح أن تأسس قوي المعارضة هيئة علمية متخصصة لمواجهة الخطاب الديني المتخلف،لا شئ يجعلنا نتراجع للوراء سوى هذا الدين...ودمتم!! [email protected]