ساقني حظي العاثر ان يحملني الريموت كنترول لحضور حلقة السبت من برنامج خطوط عريضه بتلفزيوننا (الصيني)و شاهدت بدهشة كيف اضحت صحافتنا مرتهنه محفوفة بالاقلام المأجوره و كيف يتم غسل وكي العقل السوداني يوميا علي طريقة النازي جوبلز, و يبدو ان بوار الكلمة المكتوبة وجد له حظا عند السلطان فافرد لها مساحة زمنيه هي مزيج من الدعايه الممنهجه و الحشو الفارغ لرؤوس الشعب السوداني الفضل منطلقة من وحي فكرة جوبلز و غيره من ابواق الدكتاتوريات في ان الناس علي دين اعلامهم , و هي لعمري وجبة دسمة معطونة في سم الاس ام سي بغرض الشحن الاعلامي الممنهج. استضاف مقدم البرنامج والذي يبدو من طريقة اختياره للاخبار ومعالجاته للحوار شخصا متخصصا في صناعة الرأي العام واتجاهات الدعاية السياسيه عن طريق التأثير الاعلامي, استضاف مقدم البرنامج الصحفي سيف بشير محرر وصاحب صحيفة سودان فيشن حيث تناول كلاهما اربعة اخبلر محوريه تمثلت في دعوة البشير من خلال شوري المؤتمر الوطني لاصحاب الفجر الجديد لتقديمه كبرنامج انتخابي في دورة انتخابات 2015 و خبر آخر في ذات السياق يتحدث عن رفض المؤتمر الوطني تقديم اي تنازلات في القضايا المعلقه بين شمال السودان و جنوبه وخبر ثالث حول احتجاز الجيش لخمسون عربة تجارية محملة بالجاز و المواد التموينيه زعموا انها مهربة الي الحنوب و اختتم البرنامج بهجمة الجراد الصحراوي علي الولاية الشماليه. تحدث سيف بشير دون حياد فيما يتعلق بالجزء الاول بل تطاول علي وثيقة كمبالا واصفا اياها( الفجور القدبم ) متخطيا بذلك اهل السلطه في تزلف و انتهازيه تجعلنا نترحم علي اباء الصحافة الاوائل و صب هذا السيف جام غضبه علي الوثيقة و اهلها واصفا اياهم ب(المنبتين) متفوقا بذلك علي عراب الكلمة النتنه و المفرده المستفزه (نافع) وان حديثه عن الفجر الجديد تضحده مناشيتات صحيفة المجهر التي تتحدث عن توصيات شوري المؤتمر الوطني باعادة هيكلة الدولة السودانيه و بسط الحريات وهو ذات الاسم الذي انطلقت منه فكرة الفجر الجديد , و ليت هذ (المتورك) وقف عند هذا الحد بل تعداه الي التخندق في متاريس (العروبية) مستشهدا بصمويل هنتينقتون وكتاباته عن صراع الحضارات في تشويه لفكر الرجل و اسهاماته في الفكر الانساني من لي للحقائق و تحريف للمعرفه فأمريكا الذي استشهد بانها دولة دينيه ابتدرت دستورها بعبارة ( نحن المواطنون) تأكيدا علي ان المواطنه اساس الدوله بل وخلص هداه الله ان دكتاتورية ( الحضارة السائده) دون ان يفطن ان يغطي سوئته هو صاحب الصحيفة الانجليزيه غير المقروءة في ظل الحضاره التي تسودها العربية و العرب حيث يتقافز السؤال اللازع من يدفع لسيف بشير تكاليف خساراته جراء عدم التوزيع؟ و الاجابة واضحة وضوح الشمس لذا ليس مستغربا ابدا ان يفع سيف بشير فواتيره علي التحو الذي شاهدناه. لم تختلف اجابات هذا القلم الساقط عن خبري عدم التنازل في القضايا العالقه و احتجاز الشاحنات حيث اتخذ من الخبر منطلقا للتجني علي الجنوب و الجنوبيين دون ان ترف له عين دون ان يسدي النصح لاولياء نعمته بالجلوس و التفاوض المؤنسن ذي القاعده المشتركه والتاريخ الواحد و المصير الاقتصادي المرتبط ببعضه البعض نفطا و ماء و رعاة و قبائل. اما في موضوع الجراد فقد كان موقف سيف بشير عجبا فبدلا عن مسائلة المتعافي ووزارته عن برنامج مكافحة الجراد الصحراوي و مآلات البرنامج المشترك بين حكومة السودان و منظمة الفاو القي باللائمة علي الوزارة الولائيه وحملها مسؤلية تلف المحاصيل. سيف بشير مثال صارخ للقلم المأجور وحقا ليس للسقوط قاع , سوف تشرق شمس الحرية في بلادنا يوما و سنكنس هذا الدنس و سنزيل هذه الدمامل. [email protected]