* القلم هو الربان الماهر لجيوش الكلام يسكت واقفاً وينطق سائراً على أرض بياضها مظلم وسوادها مضيء ليناصر الحق الذي نبتغيه من الغير والذي يبتغيه الغير منا. * القلم أصم يسمع النجوى، أعيا من باقل وأبلغ من سحبان بن وائل يجهل الشاهد ويخبر الغائب ويجعل الكتب بين الناس ألسناً ناطقة وأعينا لاحظة وربما ضمنها من ودائع القلوب ما لا تبوح به الألسن المشاهدة. ما أعجب شأن القلم يشرب ظلمة ويلفظ نوراً وقد يكون قلم الكاتب أمضى من شباة المحارب. أسوق الحديث لحملة القلم السيال والفكر الناضج والنظرة الثاقبة والتجربة الواسعة وأصحاب الرأي الجريء والمخططين لبرامج الغد المشرق في كل مناحي الحياة المختلفة ليعالجوا بها ما اصاب مناهجنا التعليمية من الوهن والاعياء ولتأخذوا بأيدي معلمينا للتدريب المستمر ولتضعوا أسسا لخدمة جاذبة لمهنة التعليم حتى تختفي ندرة الكتاب المدرسي وقصور الإجلاس وعدم وفرة الوسيلة التعليمية وزحمة الصفوف وتوظيف ألسن الالزامية للتعليم وانتشار الرياض في كل بقعة في السودان لتنتهي مقولة التعليم للقادرين ولتقف التصديقات السياسية لانشاء المدارس بدون مسوحات تربوية ومقومات حياتية. مع شكري وتقديري لأصحاب السلطة الرابعة فيما قدموا وبذلوا وعالجوا وأطروا لمهنة التعليم ردحاً طويلاً ، أقرع ناقوس الخطر مرات ومرات عديدة. ادركوا انقذوا التعليم في بلادنا بالصيحة العاتية المدوية من منبركم الحر وبأقلامكم الحصيفة وفكركم الثاقب ووطنيتكم اللا محدودة وبشروا ونادوا القادرين تماما لمسك المعول لبناء ما اندثر من امجاد، وازيحوا ما اندس وسط خبراء التربية والتعليم ليصفوا الجو للعمل الوطني السليم وانني على ثقة عظيمة من ان جمعكم الكريم سيولي هذا الموضوع كل عنايته واهتمامه الزائدين لابعاد أصحاب الغرض والهوى والضمائر الخربة لنجني ثمرة غرسنا اليانعة علماً ومعرفة. عوض إبراهيم علي الكارب