جاء فى الصحف الصادرة صباح امس ان الحكومة اعلنت عدم تنازلها عن حلايب وشلاتين فهما حق اصيل للسودان (لكنها اكدت ان الوقت غير مناسب لاثارة القضية مع الجانب المصرى نظرا للظروف السياسية التى تمر بها الدولة المصرية ) !وقال مدير ادارة مصر بوزارة الخارجية ان الحكومة المصرية وافقت على المقترح السودانى بحذف كلمة الحدود الدولية من اتفاقية المعابر واوضح ان تمرير تلك الجملة الواردة فى الاتفاق يعنى ضمنيا موافقة السودان على تبعية حلايب وشلاتين الى مصر !! منتهى العطف على مصر فى امر لايتحمل لحظة تردد خاصة عندما يتعلق بالسيادة الوطنية ....لكن انه المؤتمر الوطنى وانها مصر ...انه المؤتمر الوطنى الذى فرط فى جنوب السودان ويهدر فى اراوح السودانيين ويعجز عن الدفاع عن سواحل وسماء السودان فماذا نتوقع منه ؟ انها مصر وتاريخ علاقة غير سوية مع السودان منذ الاستقلال ومصر الان تخضع لبطش الاخوان المسلمين ورغم ذلك كل الوقت مناسب معها لحماية مصالحها فى السودان وهو الامر الذى لم تغفل عنه مصر فى فترات ضعفها وقوتها ... كم اشعر بالعار كسودانية ..ترى ماهو الوقت المناسب لنقول كلمتنا فيما يتعلق بسيادتنا الوطنية واستعادة حلايب من الاحتلال المصرى ؟ وكيف يمكن ان تقوم علاقة سوية مع بلد يرى فى السودان حديقة خلفية وكيف يمكن ان تقوم علاقة بين البلدين على اسس المصالح المشتركة والندية ؟ ان شئنا الحق مصر لايمكن ان ترفض ما تجده من قبل السودان على طبق من الغفلة وترجيح كفة المصالح الحزبية والطبقية على مصالح الوطن . ومثلما يهدر حق السودان فى حلايب تستباح موارده وخيراته باسم العلاقات الازلية ..انه زمن الهزائم , ومسئولية القوى السياسية المعارضة ان تقول كلمتها الصريحة حول علاقتنا مع مصر اسسها واهدافها ...المؤتمر الوطن ورغم تشبثه بالسلطة لايملك ارادة ان يقول (لا) لمصر الاخوانية ولمصر التى تسعى للتوقيع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية ...كم هو فادح ثمن ان يبقى المؤتمر الوطنى فى السلطة .. الميدان