جاءت العطلة الصيفية... وحتى الان لم نسمع تصريحاً من أي مسؤول! لا وزير التربية والتعليم صرح... ولا وكيل وزارة التربية والتعليم صرح ... ولا أي وزير دولة... ولا المحليات او مكاتب التعليم... حتى الان لم نسمع تصريحاً! ولا من جمعية حماية المستهلك التي يهمها امر التعليم وقد سمعنا تصريحاتهم ايام مؤتمر التعليم... ولا نقابة المعلمين... ولا اتحاد المعلمين... ولا وزارة الصحة. اندهشت لعدم سماع أي تصريح حتى الآن. عفواً فانا اتحدث عن الكورسات الصيفية. لقد اعتدنا كل عام وفي مثل هذه الايام ان نسمع عشرات التصريحات عن الكورسات الصيفية، وعن قرارات الوزارة التي تمنع تدريس المواد المقررة ايام هذه الكورس الصيفي... وعن قرارات اخرى تقول بإدخال النشاطات ضمن الكورسات الصيفية، والنشاطات هذه موسيقى وسباحة وربما كرة قدم وسلة وطائرة وتنس وكراتيه وملاكمة ومصارعة وكل ما يمكن ان نطلق عليه لفظ نشاط. ولكن ماذا يستفيد التلميذ من هذه النشاطات التي تستمر لفترة قصيرة؟ وإذا كانت هذه النشاطات مفيدة لماذا لا نجدها ضمن مناهج الوزارة التي تدرس مواد لا ندري من قررها او اجازها لتدرس؟ فمثلاً ضمن مقرر الصف الرابع اساس يدرس التلميذ في مدارس العاصمة القومية كيف تصنع القطية؟ وحتى ابني الصغير الذي يدرس هذا المنهج عندما شرحت له ما هي القطية وأين توجد، سألني باستغراب اذا كنت انوي ان اترك العاصمة ومنازلها لأسكن في هذه القطية؟ قلت له ان القطية يجب ان تدرس لمن توجد في بيئتهم ولكن الوزارة تصر ان تعيدكم الى الوراء ربما لانها ضد التطور وضد البحث عن المساكن المتطورة الحديثة التي تستعين بالعلم، وانها لا تعرف ان القطية كانت نتاج تطور ابدعها السوداني في زمن معين في مناطق معينة ليتغلب على عناصر الطبيعة مستغلاً ما توفر له من مواد محلية قليلة التكلفة، واليوم يجب ان نبحث عن البدائل. نعود الى الكورسات الصيفية عسى ان يتذكر من ذكرناهم في مقدمة هذا المقال ان العطلة الصيفية قد جاءت وأننا استلمنا خطابات تخطرنا بالكورس الصيفي وانه سيبدأ اول ابريل... ونخاف ان ندفع ثم تلغي الوزارة هذه الكورسات! لقد كتبنا لنذكر... ولنخبر المسؤولين بان الكورسات الصيفية يجب ان تمنع تماماً... ونعرف ان البعض سيقول انهم يريدون تحفيظ التلاميذ القرآن وهي حجة واهية ولكنهم يدركون ان لا احد سيحتج حين يقولون انهم سيعلمون القرآن خوفاً من ان يرمى بالزندقة او يكفر ضمن الحملة التي تتسع هذه الايام لتكفير كل من يتفوه بكلمة. اننا ندرك ان المعلم الذي يدرس مادة منهجية لن يستطيع تدريس النشاطات التي ذكرناه وهذا يعني انه لن ينال جزءاً من (كيكة) رسوم الكورس الصيفي! اذن لمن الكورسات الصيفية؟ وهل هي كفصول اتحاد المعلمين التي يطالب الاخرون بتخصيص نصيب لهم منها مع انها من المفترض ان يستفيد منها المعلم لانه هو الذي يدرس ويشرف ويدير هذه الفصول! والله من وراء القصد د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected]