بدأت امس الاول امتحانات الشهادة الثانوية السودانية والتى جلس لها مئات الآلآف فى جميع ولايات السودان وفى مراكز ببعض الدول الخارجية وخلال اسبوعين يسدل الستار على عام دراسي وتبدأ العطلة الصيفية التى تمتد لأكثر من شهرين . الملايين من تلاميذ المرحلتين الأساس والثانوي يدخلون العطلة الدراسية ولابوادر ولا إشارات الى أن الجهات التربوية والتوجيهية المتمثلة فى وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والإرشاد والرعاية الاجتماعية والثقافة قد ناقشت جماعة أو أفراد كيف يمكن أن تعود هذه العطلة على التلاميذ بالفوائد الروحية والرياضية والثقافية والعلمية والمهارية . من الجانب الآخر نشطت جماعات الكورسات الدراسية الصيفية التى تفسد معانى العطلة الدراسية فالتلميذ فى هذه المرحلة لاتبنى شخصيته بشحنه بالمواد المدرسية والتى يظل يتلقنها لقرابة العشرة أشهر سنوياً وبمناهج مدرسية قوامها الحفظ والتلقين وليس تنمية القدرات واكتشاف المواهب ومواكبة المتغيرات العصرية فى تنمية روح البحث والمبادرة والتطبع والاستعداد للتعامل مع التقنيات الجديدة التى بات واضحاً أن التلاميذ وباجتهاداتهم الخاصة يتفوقوا فيها على مناهجهم المدرسية بل وحتى على معلميهم . لاحظت أن الأسابيع الماضية شهدت الإعلان عن الكورسات الصيفية من خلال الإعلانات والملصقات واللافتات والمطويات التى يحملها بعض صغار السن عند مخارج المساجد خاصة عقب صلاة الجمعة ومن المؤكد يتم توزيعها لصالح معلميهم. هذه الجماعات التى تكثف من نشاطها خلال العطلة الصيفية للشحن الإضافي للتلاميذ يجب أن تحدد وزارة التربية والتعليم فيها رأياً واضحاً وأن توقف هذا النشاط الذى يفسد العملية التربوية والتوازن النفسي والعقلى للتلاميذ أو على الأقل يتم تنظيم هذا العمل وتقنينه إذ لايعقل أن يعلن عن كورس دراسي لتلاميذ السنوات الثلاث الأولى من مرحلة الأساس وأن يعلن عن أسماء معلمين لاعلاقة لهم بوزارة التربية والتعليم ولاعلاقة لهم بمناهج التربية فى كيفية التلقى والتعلم وفى بيوت وشقق تخالف المعايير التربوية. وحتى تصميم هذه الكورسات إن كانت هناك حاجة لها لتلاميذ الصفوف النهائية فإن تصميمها ومفرداتها يجب أن تكون لتوسيع المدارك وليس تدريس ذات المنهج المدرسي الذى سيذهب التلميذ بعد العطلة الدراسية ويتلقاه من معلميه للمرة الثانية مما يؤدى الى جلب السأم والملل . لاحظت أن بعض فروع الاتحاد العام للطلاب السودانيين دخلت الى حلبة المنافسة وأعلنت عن كورسات مدرسية وكان الأوفق أن تعلن عن الكورسات الحقيقية والمفيدة فى العطلة الصيفية التى تهتم بعقل وجسد هؤلاء التلاميذ من خلال البرامج الرياضية والثقافية والمناشط اللاصفية وأن ينسق هذا الاتحاد مع الأندية الرياضية فى تنظيم المنافسات بين التلاميذ على مستوى المحليات والأحياء وتنظيم المخيمات التى تنمى فى التلاميذ الإعتماد على النفس وممارسات الهوايات وتنمية المهارات ورعاية الابداع والوجاء من فتوة الشباب وتوجيهها وترشيدها لما يجلب النفع البدنى والعقلي . بعض الجامعات دخلت أيضاً المولد واعلنت عن كورسات دراسية صيفية وهذه الكورسات كلها ليست لله وإنما برسوم تقارب الرسوم السنوية للمدارس الخاصة مما يخرجها عن دائرة إسداء الخدمة التربوية . إن غابت المؤسسات الرسمية عن إعداد البرامج والمناشط اللاصفية للتلاميذ فى عطلتهم الصيفية فأين مؤسسات النفع العام والمنظمات المدنية والأحزاب السياسية أليست معنية بتعهد الناشئة والإسهام فى إعداد الأجيال إذ لايعقل أن نرمي بهم فى هذه الكورسات فنعطل إنماء عقولهم أو أن نتركهم فى البيوت للفضائيات والمواقع الالكترونية فتفسد أخلاقهم ويعتزلوا أسرهم أو ندعهم لتسكع الشوارع بلاضابط ولارقيب والشارع فيه الموت بالسموم وحوادث المرور والغرق فى مياه الانهار.