اذا أردت أن تجعل المانيا" أن يبغضك : فأذكر أمامه هتلر !! عندها سوف يكفهر وجهه لانه يعتبر "النازية" صفحة سوداء في تاريخه ... و هنا يكمن الفرق بين العرب و الغرب .. هو أن الغرب عندما يكتب التاريخ يكتبه بحيادية متجردة غايتها الوصول الى حقيقة مطلقة من دون انحياز الي اي شئ سوى وجه الحقيقة. و نتيجة الى المجازر التي ارتكبها "الفوهرر" و أقحامه المانيا في سلسلة حروب "كارثية" لم يلجأ المؤرخ الالماني الى الانحياز في نقد التاريخ الاسود الذي اقحم هتلر فيه المانيا و الذي أدى لهزميتها و لدمار برلين. و لذلك لم يعوز المانيا اكثر من جيلين حتي تزيل تلك الصفحات الدموية واستعادةالدولة لسطوتها العلمية و المعرفية و الاقتصادية لتحطم جدار برلين و تحقق وحدتها ، لا وبل تصبح الثقل الاقتصادي الاول لمنظومة الاتحاد الاروبي... هذا العمل لم يتم هكذا ، و لم تخلقه الصدفه ، و انما تم من خلال عزيمة واهداف وطنية هي التي وضعت قلب اروبا في عصب التكنلوجيا والبحث العلمي. هكذا تبنى الأمم عن طريق دراسة التاريخ والتجرد امامه بموضوعية وليس بالتزييف و الانحياذ ... و لم يحدث لأمة في التاريخ ان تقدمت ما لم تمارس النقد. نحن نحتاج الى ممارسة النقد الموضوعي والذي لا ينحاز لشئ سوى الحقيقة ... و ما لم نمارس هذا النوع من النقد فسوف نعمل على أعادة و تدوير نفس الأزمة التي نعاني منها نحتاج الى صياغة اهداف وطنية قائمة على الوطن من أجل تحقيق وطن يسع الجميع متى نتعلم ثقافة النقد المتجرد التي اصبحت الان ضروة ماسة ... فالوطن يحتضر ما بين كيزان و معارضة مسلحة .. و أخرى تائهة ما بين الاثنين. دلال الطيب [email protected]