_1_ دأب أستاذنا القدير الكاتب بجريدة الأحداث الغابرة والمقتولة حبيبنا القدير الهازل مصطفي عبد العزيز البطل في إفرادته الراتبة (غربآ باتجاه الشرق) على تناول الشأن العام بشئ من الجد والفكاهة التي تنم عن إحباط ضرب أوصال نفسيته التي فسرها العوام والإنتلجنسيا سيان علي أنها تقدح شررآ بالضفة المعارضة وتنبجس منها أكاسير حيواتية لتمد النظام مدا، رغمآ عن اختلافنا مع هذه النظرة ، اعتاد بطلنا الهصور على فاتحة مقالاته بثنائية على غرار (بيني وبين جهاز الأمن)تارة و(حسنين والميرغني)تاره أخري، فتكالبت عليه الاستفهامات المفحمة عن السر المتربع بعرش كتاباته ذات العملة التي تحمل وجهين متناقضين ومتحاربين، فكان رد مصطفانا أطال الله بعمره ومد الله له نفحات الحبر مدا،بأنه يميل للثنائية لأن واقعنا شائك وطريقة صياغته تنطلق من مواقف النقيضين، حاشا لله لا نلصق عليك أستاذنا الجليل صفة مناصرة الفكر الماركسي بذكرك للتناقض(الذي تميز به الديالكتيك) فواقعنا حتمآ ينطلق من قاعدة المواقف لدى الغريمين الصديقين العدوان(الميرغني،المهدي) لذلك يلهث النظام وراء أحد المتنافسين لتثبيت أركانه ولإضعاف المعارضه الظافره . _2_ استنادآ لمدرسة كاتبنا الفخيم يممت وجهي المرهق صوب مفاتيح الكيبورد لأضربه ضرب غرائب الإبل وأمحص بتلابيب عقلي المهترئ،لأن التاريخ في وطن المعجزات والأكاذيب يعيد نفسه على غرار ماقطع غازي المحروسة ( نابليون بونابرت) وأيقن بعقله الكلونيالي بأن التاريخ يعيد نفسه، فلو ذهبنا بعيدا في أغوار التاريخ والبحث الأركيلوجي نقطب حاجبينا دهشة بأن المحرك الأساسي للواقع السياسي وطريقه صياغته تأخذ شكل الثنائيه، فبدءا كان الغريمين نسيآ منسيا في عهد إبراهيم عبود لأن المسرح السياسي كان ملئ بالفطاحله،فلا مجال لظهور احد الثنائين الواجمين علينا في التو ، في ظل وجود الأزهري والمحجوب، فهذه هي الفتره الوحيده التي تشاركوا فيها بترتيب من القدر، فلم يظهر حبهم للتباعد في الآراء والمواقف إلا بعد أن أخذت سنة الحياة نصيبها من اللاعبين الأساسين محققي خلاص البلاد والعباد من رجس الشيطان الإنجليزي، فكان نظام النميري بمثابة حقل نظري لظهور بوادر التنافر فعندما انخرط المهدي في ركب المعارضة بقيادة الهندي وحسم خياراته تجاه إعادة سنين الديمقراطيه، جلس غريمه يناصر النميري ويعادي من عاداه حتى قطع بمقولته المشهورة للشريف ودالحسين(هذا النظام أتى ليبقى)، وهل أي نظام يتجشم وعورة طريق الإنقلاب وخطورة مزالقه ليتسنم الحكم ويذهب؟؟!! _3_ هذه المواقف الثنائية لدى السيدين تحركها آلة بشرية ضخمة صاغتها طبيعة المجتمع السوداني التي تقدس وتستبعد اي مشاحة في حديث أحد الزعيمين حسب الإنتماء الطائفي البعيد عن الدوغمائيه والانغلاق السياجي، فمجتمعاتنا تقيم وزنا لرأي شيخ القبيلة او الطريقة لذلك تشكلت قوه ضخمه تمد السيدين بوقود المنافحة والمضاربة والمكايدة حتى في مصير هذا البلد الذي خلق في كبد، فماذا عسانا أن نقول عن موقف المهدي عندما ضرب عرض الحائط بإتفاقية السلام في سنين الديمقراطية الثالثة التي سميت ابتذالا بإتفاقية(الميرغني،قرنق) سنة1988،فالميرغني أتى بها طائعة مختارة ليبادرها المهدي برمحه الذي ورثه من جدوده ليمخر بها عظام الإتفاقية حتى النخاع من غير أن يأتيه رجل من أقصى الأنصار يسعى، يامهدينا اتبع الميرغني بإتفاقية تحقن الدماء، فلا غرابة في هذا مادامت عصا القداسة مسلطة على رقاب الرعية ، عوضآ عن ذلك أتانا شقيقنا ألأستاذ حسن دندش وقال هاؤم أقرأوا كتابي الذي زعم فيه أن العصا المقدسه يمكن أن تشق نظريأ، بقوله أن كلمة المراغنة ليست لها أصل عربي في المعجم اللغوي، فأرجع أصلهم إلى كازخستان إحدى المقاطعات الجنوبيا للاتحاد السوفيتي سابقآ ، زادت دهشتي كيل بعير، فهذا الحسني الدندشي يحطم مبدءا دأب عليه الأوائل وهو المبدأ الصوفي الذي إختطه بن معاذ الأنصاري(والله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ماتخلف منا رجل واحد)في إشاره فحواها قداسة وكاريزمية القياده تحرك الموالين لها كما يتصرف الحنوطي بالميت ، رغمأ عن رفضنا لهذا المبدأ سياسيا وتقبلنا إياه روحيا داخل إطار التصوف نقول أن هذا هو أس البلاء عندما تقحم القداسة بالسياسة . _4_ تحسست الأوساط التي يستهويها حديث السياسة رأسها عندما ثار جدل كثيف عن مشاورات الحزب التليد للدخول في العملية السياسية والإدارية في البلاد التي جثمت على صدرها عصبة ذوو بأس، فكانت دهشتهم في حضرة تساؤل: كيف تتهشم عصا الولاء في وجود صاحب العصا؟كيف يجاهر مشائخ من الختمية برأي مخالف لما ذهب اليه الراعي؟ فتعجبنا أن كيف ينقسم الحزب العريق بين قيادة باتجاه وجماهير باتجاه آخر؟مع أن هذه العادة لم نشهد لها مثيل بحزبنا الذي له تاريخ في مناهضة الأنظمة الشمولية والديكتاتورية ولم تظهر بهكذا وضوح ، فهل عصا الميرغني آيلة للسقوط؟ وهل بعد الإنقسام النظري نشهد زمن انقسام حركي وتنظيمي؟ ومن هم القيادات الجديدة التي تأخذ بعاتقها من ناء بحمله حسنن والتوم هجو بأعتبارهم الأكثر جماهيريه وسط الشباب قاطعي الوعد بإسقاط النظام. [email protected]