يقول أهل العلم أنه بشكل عام يمكن اعتبار أن الدولة الفلانية دولة حديثة إذا توافرت لديها الشروط والمقوّمات التالية: * الإمكانية التوحيدية القوميّة : أي قدرة الدولة على توحيد شعبها وتحريره من المنازعات والمحليّات ورفعه الى المحور السياسي الكبير. * الإمكانيّة الدوليّة : أي قدرة الدولة على المشاركة الفعّالة في اتّخاذ القرارات الدوليّة وأن يكون صوتها مسموعاً في المحافل الدوليّة. * إمكانيّة مساهمة الشعب في اتّخاذ القرارات السياسيّة. * القدرة على توزيع الخدمات على كافّة أفراد الشعب. * إمكانية الفرد في تحقيق حريته بأقلّ ما يمكن من قيود وشروط. * قدرة النظام السياسي على تغيير رموزه ومؤسساته تغييراً سلمياً وديمقراطياً وفق مقتضيات العصر. * امكانية جعل التنمية الشاملة والمتوازنة هدفاً حضارياً لو افترضنا أن كل منا جلس مع نفسه وحاول يضع مقياس عشرة درجات لكل نقطة من هذه النقاط ويحاول يعطي نسبة لما هو متحقق منها على أرض الواقع فهل يا ترى ستنجح هذه الدولة في هذا الامتحان أم سترسب فيه ، حتى لا نتهم البعض بالتآمر أو نتهم الغرب والخواجات بمعاداتنا والتضييق علينا لأن هذه النقاط تتحقق من الداخل ولا دخل للخارج فيها. وبتفكر بسيط في هذه النقاط تجد أنها هي من جعلت من دولة المدينةالمنورة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم دولة حديثة لم يتكرر مثالها حتى اليوم. وهي نقاط لا يؤثر فيها نوع الدين ولا العقيدة حتى نلبسها ثوبا ذو لون واحد أو ألوان متعدده فالحديث هنا عن الدولة وليس فيه ما يمنع أو يلزم بعقيدة معينة حتى نقول أنه يخرجنا من الاسلام أو يدخلنا اليه. الدرجة الكاملة في هذا الامتحان هي سبعين من سبعين فعلى كم يا بلادي ستحصلين د. علي أبو وضاح [email protected]