منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب مانشستر سيتي بركلات الترجيح    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    سيكافا بطولة المستضعفين؟؟؟    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    الحركة الإسلامية السودانية ترد على كندا    مصر.. فرض شروط جديدة على الفنادق السياحية    شاهد بالصورة والفيديو.. ببنطلون ممزق وفاضح أظهر مفاتنها.. حسناء سودانية تستعرض جمالها وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية الفنانة إيمان الشريف    ماذا كشفت صور حطام صواريخ في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    مقتل 33899 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي منذ أكتوبر    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    محمد بن زايد وولي عهد السعودية يبحثان هاتفياً التطورات في المنطقة    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    رباعية نارية .. باريس سان جيرمان يقصي برشلونة    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    رسالة من إسرائيل لدول المنطقة.. مضمونها "خطر الحرب"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.المعتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التعليم العام في حوار شامل حول قضايا التعليم بالسودان
نشر في النيلين يوم 14 - 02 - 2009

قضايا التعليم بالسودان تتأثر بالمناخ السياسي والاجتماعي والثقافي وحتى الاقتصادي الذي يسود أي بلد من البلدان ولعل الأمر أوضح ما يكون في بلادنا خاصة مع تعالي أصوات التربويين خلال الآونة الأخيرة بضرورة مراجعة المناهج الدراسية وتعديلها أن لزم الأمر رغم أن وزارة التعليم العام تري أن هذه المناهج تم أعدادها وفق منهج علمي. يضاف إلي ذلك ما يدور من جدل حول الاتجاه لمراجعة سنوات مرحلة الأساس وضرورة مراعاة الجوانب التربوية في ذلك.
ويمثل تدني نسبة النجاح في عدد من المواد الأساسية مصدر قلق للكثيرين الذين يدعون لدراسة الأمر ووضع الحلول العاجلة له حتى لا يضار الطلاب سلباً مستقبلاً.
جلسنا إلي د. المعتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التعليم العام لطرح كل الأسئلة المتعلقة بالموضوعات السابقة وغيرها ليضع النقاط علي الحروف ويوضح موقف وزارته من كل ما يثار.
خدمة :smc
ما هي ترتيبات التأمين للامتحانات شهادتي مرحلة الأساس والشهادة السودانية؟
التأمين هو مسؤولية المحليات والولايات، بحيث توجد لجان أمن في كل محلية وولاية، وعلى المستوى الاتحادي تم التنسيق مع الأجهزة المختلفة سواء أكانت شرطة أو أمن أو وزارة الدفاع. الترتيبات كلها تسير وفق المعهود وإلى الآن لا توجد ترتيبات غير عادية على حسب علمنا.
الرأي العام السوداني في السنوات الأخيرة قلق من جراء تسريب الامتحانات؟
التسرب لم يتم في تاريخ السودان إلا مرة واحدة، وكانت حالة شاذة وهي مضرب مثل في السودان، حدثت في أوائل السبعينات وبعدها لم يحصل أي تسريب. ونحن على ثقة في الأشخاص الذين يعملون في الامتحانات، والإجراءات التي تتبع من ضبط التأليف والمراجعة والتخزين هي إجراءات يتم التأكد منها عاماً بعد عام وتظل تعطي نتائج إيجابية موثقة وصحيحة تغلق أي منفذ للتسرب.
كيف موقف ولايات دارفور واستعداداتها للامتحانات ودرجة التأمين؟
ولايات دارفور لم يصلنا منها ما يشير إلى أن هنالك احتياج إلى أي ترتيبات خاصة. والولايات هي المسئولة عن تحديد مراكز الامتحانات واختيار المراقبين. وهي أيضاً من تحدد المصححين الذين يشاركون في التصحيح على المستوى الاتحادي، فقط هناك تصريح من والي جنوب دارفور بأنه سيجمع كل مراكز الامتحانات في مدينة نيالا هذا العام.
هل تتوقعون تسريب للامتحانات مثل الذي حدث في دارفور قبل سنوات؟
ذلك لم يكن تسريب بل كان اعتداء بالقوة، حتى الشنطة الحديدية التي كان يوجد فيها الامتحانات لم تفتح بل فجرت بصاروخ (أربجي) المخصص لتفجير الدبابات والمباني الثقيلة، والترتيبات التي تواجه اي اعتداء آخر (لا قدر الله) هي ترتيبات ولائية ومسئولية لجنة الأمن في الولاية بقيادة الوالي والعاملون معه في الأجهزة الأمنية، نحن على ثقة أن الولاة لديهم كافة الصلاحيات والإمكانيات والمقدرات التي تمكنهم من التأكيد على أن سير الامتحانات في نواحيهاا الأمنية يتم وفق المخطط له إن شاء الله.
الحركة الشعبية في الجنوب فرضت مناهج من دول الجوار على المدارس بخلاف منهج الوزارة المركزي وتم تعميم دراسة اللغة الإنجليزية وتقليص دراسة اللغة العربية والتربية والإسلامية..ما هو موقفكم من ذلك؟
هذه المعلومة نفسها تحتاج إلى توثيق وتحديد أي ولاية ومحلية، لأنه ليست كل الولايات أو المحليات اتخذت نفس القرار، وعليه فنحن بالنسبة لنا فتحنا باب التقديم للجلوس للامتحانات بالمنهج القومي وتم التقديم (بنين وبنات) وهناك بعض المدارس طلبوا الجلوس للامتحانات باللغة الإنجليزية، وهذا طلب غير مقتصر على الجنوب حتى في الخرطوم بعض المدارس طلبت نفس الطلب وهذا طلب مسموح به.
يدور جدل كثير على المنهج الجديد من كثرة المواد وكثافتها ولا يستطيع الطلاب التعامل معها إلا عن طريق الحفظ فقط مما يشتت ذهنيتهم عند الفهم؟
هذا الأمر غير مجمع عليه. وقد تكونوا قد قرأتم الرسائل التي وجهها لنا بروفيسور محمد وقيع الله من خلال صحيفة الرائد، وهو يتحدث عن قلة النصوص في مدارسنا ويطالب بأن تزيد وتتسع حتى يكون الطلاب في موقف مطلع على الكثير مما هو موجود في المجالات المختلفة، ويطالب بإعداد الأستاذ الذي يقود العملية التعليمية وأن لا تكون عملية حفظ وتلقين بل تمرين على التحليل والتدقيق في المادة، وأن لا يكون الغرض من الدراسة أن يحفظ الطالب المعلومات ويأتي في الامتحانات ليستعيدها، سواءً كانت المعلومات أساسية أو غير أساسية. وأنا اقول إن مسألة الكثافة قد أُجريت لها عملية تحليل علمي عن عدد السطور والكلمات التي من المفترض تدريسها في كل حصة، وأُجريت مقارنة عن العبء الذي يقع على الطالب، وأيضاً توجد الآن دراسات مستمرة ومؤتمر قومي للتعليم العام، وسيكون هنالك مؤتمر متخصص للمناهج ليستمع الجميع إلى نتائج الدراسات العملية المحكمة التي يشرف على إجرائها علماء مختصون، فنحن أولاً لا نتصرف كوزارة فقط، إنما نشرف على العلم والخبرة والاختصاص. وقد شارك أكثر من (120) من أساتذة الجامعات في إعداد هذه الكتب والمناهج، وأشرف كذلك العشرات من الأساتذة على دراسات ماجستير ودكتوراة حللت المناهج ونظَّرت فيها وتناولت أثارها وكل جوانبها. وكل هذه الدراسات ونتائجها ستعرض على المؤتمر القومي الثالث للتعليم الذي سوف يتم عقده هذا العام، وقبله ستعرض على المؤتمر المتخصص عن المناهج الذي سيعقد تحضيراً للمؤتمر القومي هذا العام.
ماهي فلسفة الوزارة بالاتجاه لإضافة عام جديد لمرحلة الأساس؟
هذا أمر ناقشه المنتدى التربوي واتحاد المعلمين واتحاد الطلاب والمجالس المتخصصة في الوزارة (مجلس الوزير والوكيل) وتمت المناقشة فيه على مستوى جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو وكذلك منظمة (الإيسسكو). وأيضاً سيتم حسم هذا الموضوع خلال المؤتمر القومي بعد جمع كل هذه الدراسات ووجهات النظر والدراسات المقارنة بالنسبة للعالم العربي والإسلامي والإفريقي وتجربة العالم ككل وسيندهش الناس عندما يعرض التقرير عن ماذا تم في موضوع أن تكون الدراسة في مرحلة الأساس 8 او 6 او9 سنوات أو أكثر.
خبراء التربية يرون أن السلم التعليمي الحالي لا يراعي الجانب التربوي في العملية التربوية؟
عندما أقول هناك دراسات تجرى ولقاءات ستتم... الخ فالذي يقال قد يكون رأي شخصي، فأنا شخصياً لدى رأيي الشخصي مبني على دراساتي وخبراتي وبحوثي، ولكن لا أعمم رؤيتي في موضوع ما كرأي، هنالك آراء تُطرح ولكن الرأي المعتمد هو الذي يخرج بعد إتاحة الفرصة لكل الآراء، سواء جاءت من المنظمات مثل الاتحادات أو جاءت من مراكز بحث أو من دراسات مقارنة، وستتاح الفرصة للمختصين في كل مجال بالإضافة إلى آراء أباء وأولياء الأمور والطلاب عبر الاستبيانات، ثم تعرض على المؤتمر الذي سيكون تشكيله شامل لكل الطيف الفكري والسياسي والمهني في السودان، وتأتي بعد ذلك توصيات المؤتمر التي سترفع إلى مجلس الوزراء وإلى الجهاز التشريعي ليقرر بشأنها، لأن أمر السلم التعليمي والمناهج وفلسفة التعليم والسياسة العامة للتعليم ليست أمر تنتفرد به الوزارة أو داخل الوزارة تنفرد به جهة أو شخص، لأنه مستقبل أمة. وما تم في التعليم حتى الآن نتيجته هي السياسات التي قُررت في المؤتمر العام الأول والثاني، واعتمدتها الأجهزة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء و المجلس الوطني. فنحن في انتظار نتائج الدراسات العلمية المعمقة، ونحن على اطمئنان بما يخرج به المؤتمر سيكون محل اتفاق للغالبية العظمى من السودانيين.
يقال إن هناك فجوة في الاستيعاب الثانوي بدليل وجود (25%) من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين (14-17 سنة) لا يلتحقون بالثانوي؟
نعم هناك فجوة في استيعاب الفجوة العمرية، فالناجحون في شهادة الأساس الذين يجدون فرصة أو مقعد في مدرسة ثانوية أو أكاديمية، صناعية، معهد دراسات إسلامية، أو كل المسميات الموجودة في المدرسة الثانوية ولكن نسبتهم من الفئة العمرية الذين تتراوح ما بين (14-17) فقط، (25%) منهم يجدون فرصة ثانوية لأن عدد منهم لم يدخل مرحلة الأساس وبعضهم تسرب وبعضهم لم ينجح في الامتحانات، نسبة النجاح في مرحلة الأساس قد تكون ما بين 70-80% فيوجد على الأقل 20% أعمارهم ما بين (14-17سنة) من الأولاد والبنات من الذين جلسوا للامتحانات ورسبوا، لذلك لم يجدوا فرصة، ولكن توجد نسب أكبر من ذلك لم يدخلوا المدارس من مرة، وقد أعددنا منهج يُسمى المنهج المضغوط للذين لم يدخلوا المدارس بالمرة ليخلصوا المنهج خلال أربع سنوات بأن يختصروا (4)سنوات من (8) سنوات.
شهدت نتيجة امتحانات شهادة الأساس بولاية الخرطوم للعام 2007م - 2008م تدني حاد في المواد الأساسية وخاصة في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية... انخفضت النسبة في مادة الرياضيات هذا العام إلى (24.4%) مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت النسبة (31.7%) وانخفاض مادة اللغة الإنجليزية من العام الماضي بفارق (1.9%) ماهي الأسباب والحلول.؟ ماذا فعلت الوزارة لتدارك الخلل؟
الخلل الأساسي أن المعملين الذين يدرسوا المادة لم تتح لهم الفرصة للتأهيل الكامل،أكثر من (120) استاذاً كما أسلفت وضعوا المواد ليدرسها معلم له بكالريوس في المادة، بمعني أن منهج الرياضيات من المفترض أن يدرسه أستاذه لهم بكالريوس في الرياضيات، ولكن نسبة كبيرة من المعلمين لديهم شهادة ثانوية فقط، بل بعضهم يمكن أن يكون راسب في الرياضيات، لكن يجد نفسه مضطراً إلى تدريس المادة لأن المدرسة لا يوجد بها أستاذ يدرس الرياضيات، والآن البرنامج الكبير الذي بدأناه بأن أدخلنا أكثر من (100) ألف معلم من مرحلة الأساس في برنامج بكالريوس في الجامعة المفتوحة حتي يكون أي معلم عنده شهادة بكالريوس في المادة التي يدرسها. وعندما يتخرج هؤلاء سيكون لديهم المقدرة على طرق التدريس، ويستطيعون أن يدرسوا المادة. ولكن مسألة التمكن من المادة فهي المسألة الأساسية وحاولنا أن نعالجها مع الجامعة المفتوحة ومع بعض كليات التربية في الجامعات الأخرى، ونفس الشيء ينطبق على مادة اللغة الإنجليزية.
ارتفاع عدد الطلاب الراسبين بالتعليم الحكومي،حوالي(12895) من جملة (57003) طالباً جلسوا لأداء الامتحانات بالمدارس الحكومية ماهي الأسباب والحلول؟
الآن التعليم الحكومي الأداء فيه صار متميز، لدرجة أن عدد من الأسر صارت تميل إلى إدخال أبناءها في التعليم الحكومي أكثر من التعليم الخاص، لكن التعليم الخاص المتميز الذي يتم فيه دفع مبالغ معتبرة من أولياء الأمور يقدم خدمات متميزة ونسب النجاح عالية في مثل هذه المدارس، لأن لديهم إمكانات لا تتوفر لدى المدارس العادية. أما من ناحية متوسط الأداء العام نسب النجاح في مدارس التعليم العام ليست بالسوء الذي يمكن أن ينتج بفارق كبير في نسب النجاح.
ماهو رأيكم في حادثة مقتل الطالب محمد بله علي يد معلمه في محلية رفاعة بسبب عقوبة الضرب؟
هذا الأمر من ناحية جنائية وإجرائية عندما عفا أولياء الطفل عن المعلم، نعتبر هذا الأمر انتهى عند هذه النقطة من الناحية الإجرائية، لكن وزارة التعليم تنظر في هذا الأمر، ومثل هذه الأحداث حدثت في دول أخرى. ودائماً المعلم الذي تأتي منه مثل هذه التصرفات يكون معلم غير رسمي في سلك التربية والتعليم (معلم متعاون) في الخدمة الوطنية ولم يتم تثبيته. وحتى قبل ظهور أي نتائج أنا أوصي بالتريث سواءً في التعليم العام أو الخاص في إتاحة الفرصة لأي شخص لم يتم استيعابه بصورة رسمية ،وحتى لو حصل ذلك يقتصر تقديمه في الدروس والمواد بالطريقة السليمة. أما مسألة التعامل مع التلميذ يجب أن تقتصر على مرشد الفصل ولا يكون مرشد إلا إذا قضى فترة مناسبة وترقَّى في السلم التعليم وأصبح يملك الحاسة الإدارية للتربية، لأنه بهذا حتى إذا عاقب يعاقب بالصورة المناسبة التي ليست هدفها الاهانة، ونسأل الله أن يعوض أهل الطفل. ومسألة العقوبة لها لوائح لا يسمح بالضرب في الوجه ولا في الرأس، والضرب المسموح به هو الضرب على الرجلين وراحة اليدين، والممارسات التي يوجد فيها انفعال وتزيد عن الحد المسموح به تجد منا الرفض والتعنيف، و المطالبة للسلطات الولائية والمحلية بأن تجرى فيها التحقيق اللازم والإجراءات اللازمة.
ما هو الهدف من إعلان وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن الشروع في حملات لمنع إقامة معسكرات أكاديمية للطلاب؟
نحن نرى أن وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم بها قادات متميزة ومتمكنة إدراياً وتربوياً، والسياسات التي يتخذونها تجد منا كل الدعم والتأييد. وهم دائماً ما يستشيرونا في الأمور قبل أن يتخذوها كسياسات. ولديهم مجلس وزير يجتمع بنظام، ومجلس مدير عام بالإضافة إلى التشاور الذي يتم بينهم وبين مجلس التربية والتعليم في الولاية. ونحن على كامل الاطمئنان من قراراتهم فإن كانوا قرروها فهم على صواب.
لا يزال التعليم الفني يحظى بنسبة قبول ضعيفة وسط الطلاب، هل عجزت الوزارة في وضع سياسات تعليمية تمثل عامل جذب لتدافع الطلاب نحوه؟
التعليم الفني هو هم قومي وليس هم وزارات اتحادية أو ولائية. ولأكثر من (5) سنوات يجري نقاش قد يستبطئه الناس أحياناً، لكن من وجهة نظري هذا منهج حضاري ومجتمع مسئول، لأن التعليم الفني الآن تهتم به الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية، وقد أوكل السيد الرئيس الملف إلى الأستاذ علي عثمان محمد طه والملف عنوانه: (التخطيط للتعليم الفني والتقني) والآن في تقديري الأمر حان قطاف ثماره حسب اعتقادي الشخصي. وقد تحدثت عن رأيي ولكنني سألتزم بأي رأي يصدر من الأجهزة المختصة بعد المشاورة الواسعة التي جرت، ولكن رأيي الشخصي أن تقام أو تنشأ وزارة للتعليم التقني والفني بوزير اتحادي وثلاث وزراء دولة، وزير دولة للعناية بأمور التعليم الصناعي، الزراعي، النسوي والتجاري والجوانب الأخرى للتعليم الفني، هذا إذا أردنا لهذه البلاد النهوض على أسس علمية تكون لها كوادر للتنمية. وإذا خلص الناس إلى أن رأي آخر فأنا أيضاً على ثقة من أنه سيكون فيه الفائدة والتقدير للتعليم الفني والتقني.
ظاهرة اعتقالات المعلمين من قبل حكومة الجنوب في ولايات الوحدة وأعالي النيل في منتصف شهر سبتمبر الماضي ما هو دوركم تجاه مثل هذه الأعمال؟
توجد الآن بطاقة المعلم وهي من مجلس الوزراء، وبقرار موقع من السيد الرئيس أعطيت امتيازات للمعلمين الذين يحملونها منها ترتيب برتوكول في الاحتفالات ومنها معاملات خاصة تحمي المعلم من الاعتقالات دون إخطار، فلو حدث اعتقال للمعلم دون إخطار نقابة المعلمين أو اتحاد المعلمين يعتبر هذا فيه مخالفة، وأيضاً هناك أجهزة نقابية تحمي المعلمين ينبغي أن يكون لها دورها في حماية المعلم من كل اعتداء يقع عليه. ولا شك لدينا نقابات المعلمين على مستويات المحليات والولايات والحكومة الاتحادية تولي هذا الأمر عناية ومتابعة.
اعترفت وزارة التعليم بولاية النيل الأزرق بوجود (7) مدارس بمحلية الكرمك تعمل بمناهج دول شرق إفريقيا وكذلك مناطق الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان تعمل بالمنهج الكيني والأوغندي .. ماهو تعليقكم؟
نعم هذا الأمر حاصل وباعتراف الولايات، ولكن هنالك الكثير من الولايات والمحليات سواء في النيل الأزرق أو جنوب كردفان والجنوب عموماً تدرس المنهج القومي بعرضه باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية. وتأتينا الآن طلبات كثيرة جداً من بعض المدارس ومن بعض المسئولين في بعض المناطق يقولون إننا اكتشفنا أنه من المفيد لأبنائنا وبناتنا أن يدرسوا المنهج القومي بالجلوس لامتحان شهادة في الأساس والشهادة السودانية في الولاية المعينة. ونحن نستجيب ونقدم لهم المساعدات، أحياناً يكون هنالك حماس زائد وأحياناً المكايدات السياسية وقد تكون لها أي دوافع أخرى، ولكن نحن تأكد لنا ان الأفضل الالتحاق بمدارس تدريس المنهج القومي وهو الذي ييسر للأبناء والبنات الدخول للجامعات السودانية والتنافس خارج السودان أيضاً بشهادات معترف بها عالمياً. ونعتبر الابتعاد عن المنهج القومي هو مرحلة مؤقتة ونتمنى أن يلتزم الجميع بتدريس المنهج القومي والجلوس لامتحان شهادة الأساس والشهادة الثانوية السودانية.
ماهو موقف الولايات في الإجلاس والكتاب المدرسي خاصة أن الوزارة أمهلتهم فترة أقصاها ديسمبر الماضي لوضع حد لهاتين المشكلتين؟
هذا الأمر سيصدر التقرير المفصل عنه في كتاب الإحصاء السنوي الذي يُجرى إعداده الآن وسيصدر في نهاية مارس وسيتم عرض التقرير في مؤتمر صحفي كبير عن مواقف الإجلاس وتوفير المعلمين والكتب وكل المؤشرات التعليمية المطلوبة سيتم إعلانها للجميع.
بعد استلام نائب رئيس الجمهورية ملف التعليم هل ما يخصص من ميزانية للتعليم كافي لتنفيذ مشروعاتكم.؟
في تقديرنا ما يخصص للتعليم على المستوي الاتحادي مناسب جداً إذا ما أخذنا في اللاعتبار واقعنا، ولكن طموحنا نحتاج إلى أضعاف ما هو مخصص. ولأننا نتحرك بواقعية فالذي يخصص مناسب والالتزام به يتم بنسبة كبيرة.
هل مازالت الوزارة تعاني من تأخر في المرتبات؟
المرتبات مقارنة بالسنوات الماضية موقفها ممتاز حتى التعديلات التي تطرأ على المرتبات إذا ما تم بمقارنتها بالسنوات الأخرى فالأمر يسير بصورة ممتازة جداً.
المنهج التعليمي الجديد تغول على مساحة النشاط الأدبي والرياضي كيف ترون ذلك.؟
الموجود في المنهج من الصف الأول وحتى الثالث أساس أكثر من (60%) منه نشاط أما داخل الفصل أو داخل المدرسة أو خارج المدرسة في المجتمع ثم تقل هذه النسبة في السنوات العليا وفي المرحلة الثانوية فالمنهج مصمم على أن النشاط جزء منه ولكن من المؤسف في المدارس نجد أن بعض المعملين عندما يضعوا جدول الحصص يتم تخصيص حصص النشاط إلى مواد أخرى، فالمشكلة التي تنشأ أحياناً تكون مشكلة إدارية عند بعض المسؤولين في بعض المدارس الذين يسعون أساساً للتفوق الأكاديمي والدرجات الكبيرة التي يحرزها التلاميذ حتى إذا تم ذلك خصماً من نشاطهم.
هنالك اتهام بتراجع اهتمام الوزارة بالدورة المدرسية؟
هذا الاتهام ظالم لأن الدورة المدرسية السابقة كانت في دنقلا وقبلها في الجزيرة والقضارف والقادمة في الفاشر وأصبحت كل عام بدلاً عامين وبعض الدورات جعلت استثنائية للاستجابة لبعض المواقف.
البعض يرى أن المدارس النموذجية تستقطب المتفوقين من مكان واحد كيف ترون ذلك؟
كنت من الذين أسسوا هذه المدارس وبدأوا فكرتها مع الأستاذ حسن عثمان رزق عندما كان وزيراً للتربية والتعليم بولاية الخرطوم. وبدأت الفكرة من اتحاد المعلمين من أمانة المدارس الذي كان يترأسها آنذاك محمد الخاتم عبد الله. والفكرة أن تنشئ المدرسة النموذج الذي ينبغي عليه الحال في باقي المدارس وتؤهل باقي المدارس على ذلك، ولكن للأسف قد يكون ضيق الإمكانيات المادية أو أي أسباب أخرى ادت الي انحصار الأمر على مدارس محددة، عدد (6) مدارس في الخرطوم في البداية والآن توجد أكثر من (30) مدرسة وليس الهدف منها أن تجمع الطلاب المتميزين فقط، لأننا عندما شرعنا في تنفيذها اخترنا الطلاب حسب تميزهم الدراسي ورغبتهم وليست بالصورة التي آل إليها الأمر الآن بأن تصير مجالاً للتنافس. وحتى بعض الولايات تسعى بواسطة هذه المدارس لتنال سمعة إنها الولاية الأولى وفيها أكثر عدد من الطلاب مع المائة الأوائل. وصاحب ذلك بعض الأمور الظاهرة التي لا تمس بجوهر العملية التربوية والتعليمية.
ماهي المناهج التي تُدرس داخل مدارس الموهوبين؟
هي مناهج بمعرفة المركز القومي للمناهج والبحث التربوي. وتجربة الموهوبين هي تجربة عالمية وأيضاً فيها آراء مختلفة،ونحن وافقنا أن تكون على سبيل التجربة، لهذا أصدر السيد رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل الهيئة القومية لرعاية الموهوبين وهناك سعي لأن تكون تجربة تحت الراعية الدقيقة واللصيقة، إذا ما أثبتت فوائد وإيجابيات ستوسع ويسعى الناس إلى نشرها في الولايات الأخرى. وإذا ما ثبتت غير ذلك سيتم العدول عنها بالطريقة التي لا تسبب ضرراً للأبناء والبنات الذين تم استيعابهم.
هنالك اتهام أن المنهج الحالي لا توجد فيه مواد تبني الروح الوطنية وسط التلاميذ، وان الوزارة فقدت دورها الريادي في بذر بذور التربية الوطنية وتخريج أجيال بينها قادة ومفكرين ومبدعين؟
هذا اتهام غير حقيقي والواقع أننا عندما وضعنا المنهج ناقشنا الأمر بأن يوضع منهج يخصص للتربية الوطنية أم ماذا؟ واتفق الجميع على عدم وجود ضرورة أن يخصص منهج للتربية الوطنية، ولكن تكون هناك قيم ومعاني ومفاهيم للتربية الوطنية في كل المواد الموجودة. فالمنهج الحالي ملئ بالقيم والتربية الوطنية، وهذا الأمر يناقش الآن وسيرى الناس نتائجه إيجاباً أو سلباً ليتم مواصلته أو إلغائه.
كيف تقيمون السلم التعليمي القديم لمرحلة الأساس منذ منتصف التسعينيات حتى الآن؟
هذا الأمر لا استطيع الإجابة عليه مباشرة، لأنه توجد دراسات كما ذكرت ويتم إجراء عدد من الأبحاث ليتم عرضها في جو ديمقراطي خلال المؤتمر القومي للتعليم.
ماهو الجديد لديكم من مشروعات وبرامج داخل الوزارة؟
لدينا الحملة القومية التي ستعم السودان كله في منتصف هذا الشهر، ويشارك فيها الطلاب بالاتحاد (اتحاد الرعاة والمزارعين) والأمهات والآباء والأحزاب السياسية وسنعمل لنحرك كل السودان حراكاً كاملاً لنضمن أن أي طفل في سن الروضة سيتم تسجيله في روضة. وأي ولد أو بنت ينجح في امتحانات الأساس يجد مقعد في مدرسة ثانوية. وأي رجل أو امرأة يلتحق بمحو الأمية. وهناك لجان ستشكل بهذا الأمر ونطلب المعاونة من الجهات الإقليمية والمنظمات حتى نقفز بالسودان قفزة عالية في التعليم بكل مراحله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.