وصل عمى البصر والبصيرة بالعقل المُتاسلم المأزوم فى السودان - للأسف - درجة من الغلو والتعصُّب الدينى البغيض، فى التعامل مع الآخر، يصعب فهمها وتوصيفها وإدراك معانيها وعلى الكثيرين من أهل السودان الذين عرفوا أنّ الإسلام الذى شبُّوا وأجدادهم الاوّلين عليه ، هو دين تراحم ومودّة ودعوة بالحسنى. هاهم دُعاة دولة ( خلافة ) آخر الزمان، يمضون خطوة فى الطريق (غير المُستقيم ) يُسخّرون أجهزة أمنهم الرسميّة و" كتائبهم الجهاديّة " لتنفيذ حملات و" نفرات " " إيمانيّة " "هلاليّة "جديدة لإلغاء الوجود والتواجد " الصليبى " - على حد زعمهم وبؤس تفكيرهم وتدبيرهم - وهم فى حالتنا هذه مواطنين سودانيين كاملى الدسم والأهليّة من معتنقى الدين المسيحى فى السودان ( الفضل ).وقد إختار الدُعاة الجُدد الزمان والمكان، لتبدأ معركة تصفية البلاد من (الآخر والمُختلف) فى قلب عاصمة (الخلافة الإنقاذيّة ) لتمتد عاجلاً أو آجلاً إلى غيرها من ( الأمصار )، بغرض تجفيف أو " تطهير" (بلاد الإسلام ) من الآخر الدينى ،عبر إستخدام عنف الدولة وتمرير حملات التنكيل والإعتقال .. وقد بدأ المُخطط - لمن لا يعرف - قبل وقت طويل ،آثرت فيه- وقتها الدولة - أن تعلن زوراً وبهتاناً - عبر كل موجة و" حملة " أنّها مُجرّد أحداث فرديّة، ولا تشكّل - بأىّ حال من الأحوال - نمطاً أو سياسة مُعتمدة بمباركة وتأييد " أولى الأمرمنهم " وخاتم (أمير المؤمنين ). تُرى لمصلحة من يتم إستهداف قيادات الصف الأوّل من معتنقى الديانة المسيحيّة فى السودان بينهم قساوسة ومبشّرين و" تُهدم " كنائس وتُغلق مؤسسات صحيّة تابعة لها ومراكز ثقافيّة وتُصادر كُتب وأفلام وإرشيف؟ الذى يحدث من إنتهاك لحقوق المسيحيين فى سودان (الإنقاذ)،هذه الأيّام ، لا يمكن عزله- البتّة - عن المناخ الذى يتم فيه " تفريخ " عناصر الهجوم والعنف المادّى والمعنوى ضد الإسلام الشعبى وموجات هدم الأضرحة والإساءة للرموز الدينيّة الإسلاميّة ومنع الإحتفال بالمولد النبوى الشريف وفتاوى تكفير المُعارضين السياسيين وحملات إغلاق المراكز الثقافيّة ومُنظمات حقوق الإنسان ، فالتطرف الدينى والسياسى عدو الجميع ،و هو - من قبل ومن بعد - بؤس يُنظّر له ويدعمه (فقهاء الظلام ) وما على الأجهزة التنفيذيّة سوى السمع والطاعة. فأنتبهوا يا أولى الألباب !. مدارات فيصل الباقر [email protected]