بالمنطقق *وكلمتنا هذه اليوم نهديها إلى ما تبقى من طغاة في عالمنا (الإسلامي) لعلهم (يرجعون) .. * ف(بن علي) الذي كانت صحته (زي الفل) طوال سنوات حكمه الثلاثين - وسنوات عمره السبعين ونيف - يرقد الآن على فراش المرض بين الموت والحياة.. * وحسني مبارك الذي كانت صحته (زي البمب) طوال سنوات حكمه التي تربو على الثلاثين - وسنوات عمره الثمانينية - تنتابه الآن حالات إغماء من شدة المرض.. *وعلي صالح الذي كان يصيح في الثائرين من شعبه مستفزاً (فاتكم القطار) تصيبه نوبات إكتئاب حادة الآن بعد أن (فاته) كرسي السلطة .. ٭ واللواء حبيب العادلي الذي كان يزأر كما الأسد طوال تقلده لمنصب وزير الداخلية - في عهد مبارك- أضحى حملاً وديعاً (مريضاً) داخل ليمان طرة هذه الأيام.. ٭ وكذلك هم (المتفرعنون) في كل زمان ومكان.. ٭ يتجبرون ويطغون ويتكبرون حين تكون بأيديهم السلطة.. ٭ ويمرضون ويكتئبون ويموتون حين تنتزع منهم السلطة هذه.. ٭ فهم لا يهيئون أنفسهم أبداً ليوم يُرجعون فيه إلى الله.. ٭ ولا يهيئون أنفسهم كذلك ليوم يُرجعون فيه إلى الشعب.. ٭ فالسلطة التي يظنون أنهم خالدون فيها تعمي شهوتُها أبصارَهم وبصائرَهم عن رؤية العواقب الدينية والدنيوية لأفعالهم.. ٭ هم لا يُبصرون العواقب هذه على حقيقتها - ويتبصرون فيها - إلا حين تزول من على أعينهم وبصائرهم غشاوة الشهوة المشار إليها .. ٭ عند ذاك فقط هم يتنبهون إلى ما كان قد حاول كثيرون تنبيههم له - خلال سنوات حكمهم - فأضحى جزاؤهم البطش والتنكيل والتكميم.. ٭ وكلما تطاولت سنوات حكم المتفرعنين إزدادوا تكبُّراً و(عنطزة) و(عنجهية).. ٭ فهم يكادون يرددون عبارات فرعون نفسها من شاكلة (ما أريكم إلا ما أرى)، و(أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي)، و(أنا ربكم الأعلى).. ٭ ثم يكادون يرددون عبارته ذاتها التي قالها عند الغرق: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين).. ٭ ورغم رؤية متفرعنين آخرين لما حاق بنظراء لهم إلا أنهم لا يتعظون أبداً ظناً منهم بأنهم (حاجة تانية خالص).. ٭ وهذه العبارة التي لا نملُّ ترديدها سبق أن قالها حسني مبارك عند سقوط نظام بن علي في تونس.. *وقالها كل من القذافي وعلي صالح والأسد (الصغير) من بعده .. *والأسد هذا الذي يبدو متفرعناً على شعبه هذه الأيام سوف يغدو (مسكيناً) عما قريب .. *وسوف يتمدد على فراش المرض مثل (أشباهه) المذكورين تماماً إن لم (يُفعل) فيه ما فُعل في القذافي.. *ومن قبل - في السودان - مرض نميري فور أن (فارق) السلطة وهو الذي كان قد منع بث أغنية (مادوامة) ظناً منه أن ثورة مايو (خالدة أبداً) .. *و(المسكنة) التي نتحدث عنها هذه - من بعد فرعنة - قد تكون بعضاً مما يعنيه الحق تعالى في آية له بكتابه الكريم .. *الآية التي تقول :(فلما نسوا ما ذُكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أُوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون) .. *أرأيتم ما كان فيه هؤلاء من نعيم وقصور وفارهات وكل ما تشتهي أنفس (المقهورين) من أفراد شعوبهم ؟! .. *ثم أرأيتم ما هم عليه الآن من (مسكنة) لا يتمناها لنفسه واحد من المقهورين هؤلاء ؟!.. *فهذه هي سنة الله التي قد خلت في عباده من لدن عهد نوح وإلى زماننا هذا .. *(يتفرعن) البعض حين يحكمون ....... *ثم من بعد أن يُنزع منهم الحكم هذا (يتمسكنون) !!!!!! الجريدة [email protected]