العبدلله ليهو حوالي اسبوعين عندو (قرفة) وزهجة شديده وإحباط ولما الحاله دي تجيهو بيقوم يقفل عليهو الأوضة بتاعتو وما عاوز مفاهمة مع أي زول .. الدقن تعشعش .. وطفايات السجاير تتملي .. (مع القلب ده) .. ناس البيت عارفين الحتة دي .. وعارفين يتعاملو معاها كيف . قضية النفايات دي جات مع (القرفة دي) وما عاوز أقول (الفلس ده) وهو بالمناسبة واحد من الاسباب .. وواحدة من اسباب الفلس للمواطن السوداني إنو الحكومة رفعت أيدا من كل شئ ومش كده وبس كمان بتطالبك بدفع حاجات كتيرة .. العتب .. النفايات .. الموية مع الكهرباء .. الشنو مع الما تعرف شنو .. وفي خضم (القرفة دي) جاء للعبدلله (إستدعاء المحكمة) بسبب النفايات .. بوليس لابس رسمي في مسألة (أبلد قانونى) في الدنيا لا يمكن أن يصنفها بانها مسألة جنائية .. (هسه ناس النفايات) ديل كان ما جو شالو النفايات بقدر أشتكيهم (جنائياً) طيب هم يشتكوني جنائياً وأكون (مجرم) ويجرجروني وهم (لا) ليه ؟ لكن طبعن هنا ممكن .. حيث للقوانين (ترزية) و(مكوجية) وغسالين ! الملابسات بتاعت (بلاغ النفايات دي) إنتو عارفنها .. طيب نجي للملابسات بتاعت أخوانا بتوعين الأمن (البجرحوا ويداووا) . اليوم الساعة أطناشر كان موعد إنعقاد الجلسة بتاعت النفايات بمحكمة النظام العام بسوق أم درمان .. عشان الناس تعرف حقها طلبت من أعضاء المنتديات التي بإسمي أن يقوما بعمل بوسترات تحث المواطنين على عدم الدفع إلا بأورنيك 15 كما يقول القانون وسمعاً وطاعة للسيد رئيس الجمهورية والسيد نائبة (آدم الحاج) وكل المسئولين الذين ما فتئوا يرددون لنا أن عدم التحصيل باورنيك 15 هو جريمة لا تغتفر وإثم عظيم . اول الواصلين إلى المحكمة تحمل بوستراتها كانت الأخت (بت وراق) والتي لم تعرفني لأول وهلة بسبب (الدقن الأبيض الكث) جلسنا وأنا أرتدي الزي السوداني إضافة للسديري نتحادث في إنتظار أن (يندهنا) حاجب المحكمة أخذنا نتحدث إنتظاراً للمحكمة وقد تجاوزت الساعة الثانية عشر بقليل وفجأة هجم علينا شباب غلاظ تحسبهم من أقارب (جون سينا) او (هوغ هوجان) على اقل تقدير .. كانوا أربعة .. أمسك احدهم (بالبوسترات اللسه ما فتحناها) والتي كانت تمسك بها الأخت (بت وراق) - نحنا الأمن جيبوا الورق ده وقوموا يلا معانا ! الأمن ..: يجرح ويداوي (2)- (3) الفاتح جبرا - نحنا الأمن جيبوا الورق ده وقوموا يلا معانا ! أمسكت بلفة الورق وقلت لهم : الورق ده بتاعي في شنو؟ - جيبوهو هنا (وهو يجذب الورق من يد بت وراق) - إنتو ح تشيلوهو بالقانون وللا بدون قانون - بالقانون يلا معانا ! (مع شوية لكيز) ! شارع المحكمة عبارة عن زقاق صغير على جانبه في مواجهة المحكمة عدد من ستات الشاي والباعة الجائلين مما يجعله لا يسع إلا البوكس دبل كابينة المظلل (الشفتوهو في الصورة) ، عند خروجنا كان هنالك أربعه آخرون على ظهر البوكس (غير الجوة البوكس والسواق) - أطلع يا زول فوق - قالها لي في صرامة شاب لم يتعد العشرين من العمر (أكون درستا أبوهو) يرتدي قميصاً طوبي اللون ياقته بها (زينة بالخياطة) – ده عشان يعرف روحو وكده – تحسرت والله لشباب بلادي الذين يعاملون كهلا مثلي كث اللحية وأبيضها مثل هذه المعاملة التي تفتقر إلى أبسط قواعد الأدب والتربية . وصعدت إلى أعلى البوكس بينما كانت (أختنا بت وراق) تكابس محاولة الصعود (أنظر الصورة) .. إذ أن الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لها وقد بذلت عدة محاولات (مقدرة) حتى تم لها النجاح بأن ترتقى عتبة (البوكس) . كانت ضهرية البوكس مليئة بعدد من الخراطيش السوداء التي يستخدمها بائعو عربات المياه بالكارو في زيادة (سرعتها) ، وجلسنا متقابلين (أنا وبت وراق) في ركنى البوكس الذي إنطلق وسط الزحام حيث الكل يريد أن يشاهد المجرمين الذين كانوا يريدون سرقة (مواد) من المحكمة ! (المواد القانونية طبعن) ! ما أن تخلص سائق البوكس من الزحمة حتي فتح للبوكس فتح (صاح) الشئ الذي جعلني افكر (جديا) في إلقاء نفسي منه (راجع فاتحة المقال والدبرسة) وأهو الواحد يكون (عمل حاجة برضو) ! سرعان ما أزحت الفكرة من رأسي قائلاً (طيب ولو ما حصلت حاجة؟ والواحد إتظلط أو إتشلا ساكت) .. رن هاتفي فأخرجته من جيب الجلابية لأرد إلا ان (الشاب الأخدر أبو نضارات سوداء ) الذي كان يجلس يميني أشار لي بأصبعه بألا أرد فارجعته إلى جيبي دون أن اعرف من هو المتصل ! وصلنا إلى مبني الامن .. وهو بناية فارهة ذات (حوش) برح .. توقف البوكس وترجل عنه (الثمانية شباب) المعانا وتبقينا نحن .. قال لي احدهم وهو يراني أنظر للمسافة بين سطح البوكس والواطة : يا حاج ما تنزل ! - أنزل شنو ما دقيقة إنتا قايلني هيثم مصطفي !؟ بعد تلتلة نزلت وتلتلة أكتر نزلت أختنا بت وراق .. ودلفنا إلى داخل المبني !! والشباب يحيطون بنا !! كسرة : الحلقة الأخيرة ماذا تم داخل مبني الجهاز؟ وكيف طلب المحقق من سائقه أن يعيدنا بعربته الخاصة ؟ كسرة ثابتة : أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(و)؟