( 1 ) ازهري سكر المعني في هذا المقال هو اكبر تاجر في سوق الفاشر , تاجر سكر ودقيق انعم الله علي هذا التاجر إن يكون من كبار الاثرياء بالفاشر ومن وجهاء البلد بقدرة قادر وما بكم من نعمة فمن الله , يمتلك هذا الازهري عقارات وعمارات مشيدة وتحت التشييد في مدينة الفاشر وغيرها وهو المستورد الوحيد للسكر والدقيق من الخرطوم الي الفاشر ومنه يوزع للتجار الاخرين نعم هذه نعمة من الله انعم به لعبده ازهري المشهور بالفاشر بأزهري " سكر " ولن ولم نكن له من الحاسدين بل نسأل الله ان ينعم ويفتح عليه بالمزيد من النعم والخيرات ولكن دعونا نسرد لكم جزء من معاناة اهل الفاشر المتمثل في المواطن البريئ المسكين من هذا التاجر ؟ بالطبع المواطن يحتاج الي التاجر ليشتري منه قوته ليعيش والتاجر يحتاج للمواطن ليبيع منه بضاعته ليستفيد وهكذا سيرورة الحياة والذي لا يحتاج للاخر هو الله سبحانه وتعالي اما باقي البشر فكل منا يحتاج للاخر والرزق من الله وليس من شخص ولكن ان يجعل الشخص نفسه مالك لرزق الاخر وبدونه لا يعيش الناس فهذا مجافي للتعاليم الدينية والاخلاق . ( 2 ) والكل يعلم تمام العلم بالازمة الاقتصادية التي المت بنا في الدولة السودانية وازمة غلاء الاسعار في كل السلع ومنها الغذائية في الخرطوم ناهيكم عن باقي ولايات السودان . وعلي سبيل المثال كيس الاسمنت في الخرطوم ب 30 ج اما في الفاشر ب 75 ج يعني زيادة اكثر من 100% واي سلع في الخرطوم بسعر وفي ولايات دارفور سعره يضاحي اكثر من المائة في المائة ولا يوجد مبرر منطقي لهذه المفارقات . نعود لاصل الموضوع وعنوان المقال لان المواطن بالفاشر ومحليات الشطر الشمالي من دارفور عاني الامرين وما زال يعاني , عاني من غلاء الاسعار وعاني من فروقات الاسعار وراح ضحية ما بين اسعار الخرطوم واسعار الفاشر والمعاناة الكبري الذي يعاني منها المواطن هنا ازمة الاحتكار والاحتكار لغةً يعني حبس الطّعام وإرادة الغلاء ، والاسم منه : الحكرة . أمّا في الشّرع فقد عرّفه الحنفيّة بأنّه : اشتراء طعام ونحوه وحبسه إلى الغلاء . وعرّفه المالكيّة بأنّه رصد الأسواق انتظاراً لارتفاع الأثمان ، وعرّفه الشّافعيّة بأنّه اشتراء القوت وقت الغلاء ، وإمساكه وبيعه بأكثر من ثمنه للتّضييق . وعرّفه الحنابلة . بأنّه اشتراء القوت وحبسه انتظاراً للغلاء . الألفاظ ذات الصّلة والمعني واحد وهو حبس الطعام عن الناس حتي يرتفع سعره ووقتها يكون المواطن مضطراً للشراء بأي ثمن حتي لا يموت جوعاً وهذا ما يحدث الان في الفاشر . ( 3 ) التجار يحتكرون البضائع ولا سيما الدقيق والسكر حتي ترتفع الاسعار ويكون السوق كاشف بلغة التجار ويتم بيعه بأعلي الاتمان لا يمكن اصلاً ان يكون سعر جوال الدقيق في الخرطوم يتراوح ما بين 90 الي 110ج وفي الفاشر يتراوح ما بين ال 200 الي 240 جنيه وهذا بسبب الاحتكار لان المورد لهذا السلع في الفاشر واحد فقط ومنه يوزع لبقية التجار ولا يستطيع احد ان ينافسه في السوق لانه محمي من قبل الحكومة التي منحت العطاء لازهري كمستورد للسكر والدقيق بالولاية وليس مجرد مستورد فحسب بل حصة الولاية من المركز يمنح له بالتنسيق مع وزير مالية الولاية ليدخل السوق ويقسم الارباح بالنصف بينه والوزير وحصة الولاية ليس بها راس مال لانه منحة من المركز لانسان الولاية لسد النقص والفجوة الغذائية وبدلا من ذهاب هذه الحصة للمواطن تذهب للسوق ويحتكر ليتضاعف ثمنه ويباع للمواطن بأعلي سعر وهذا سبب ازمة حقيقية بالفاشر والناس يقفون صفوفاً مرصوصة امام المخابز بحثاً عن الرغيف وقد تجد رغيف بالمخبز وقد لا تجده والرغيف يصنع من الدقيق والدقيق غالي ومع غلاوته محتكرة وما علي المواطن المسكين البريئ الا الشراء بأي سعر يفرضه له الواقع واما يموت جوعاً والخيار الانسب بدلاً من الموت عليه الرضوخ لاطماع التجار والشراء بالثمن الذي يريدون لان الحياة لا تقدر بثمن دقيق ولا تقدر بثمن رغيف . ( 4 ) والله حرام عليك يا ازهري سكر وحرام عليك يا عبده وزير مالية شمال دارفور حرام عليكم الغناء واكتناز المال والارباح لبناء عمارات وهياكل دنيوية علي حساب الغلابة المساكين وهل العمارات والعقارات يذهب معكم الي القبر ؟ ام تبقي في الدنيا الفانية ؟ ومن منكم يحمل معه اطنان من الدقيق والسكر الي قبره ؟ والله لا تحملون الي القبر الا الكفن والكفن ارخص من سعر كيس الرغيف وقد يكون مجاناً يتبرع به اهل الخير الذين يوزعون الكفن في الاماكن العامة لتكفين الاموات ولكن الذي لا يهمه امر المواطن المسكين المغلوب علي امره والذي لا يهمه موت المواطن من الجوع والذي لا يهمه ازمة ارتفاع اسعار الدقيق الذي يمتله ويخزنه ويجوع به الناس لا يتزكر ان في الدنيا موت ولا يتزكر ان في الاخرة حساب ولا يتزكر ان في الكون رب بل يعمل لدنياه ليجمع المال بأي ثمن وان كان ثمنه ارواح الناس وهذا ما يحدث الان في الفاشر . والله منظر بشع للغاية ومحزن للغاية يحزن القلب ويدمع العين وانت تجد مواطن مسكين يبحث عن اربع رغيفات في المخابز كعشاء لعياله ولا يجده ومواطن المعسكرات يحفر الارض ويقتلع العيش والقمح من النمل ويلقط كالطير . دجاجي يلقط الحب ويجري وهو فرحان هذا في ذهن كل من قرأ كتاب المطالعة ولكن الان البشر يلقط الحب ويأكله وهو فرحان . غريبة الدنيا التي وصلتنا لهذا الدرك الاسفل والسبب حكامنا وتجارنا والحكام اصبحوا تجار والتجار اصبحوا حكام للناس في معيشتهم ( 5 ) رسالتي لمن يعقل اولاً ورسالتي لوزير المالية بشمال دارفور دكتور عبده داؤود ورسالتي لازهري سكر نقول لكم اتقوا الله في المواطن , مواطن هذه الولاية الذي عاني وما زال يعاني من تصرفاتكم وبيع وشراء حصته من السكر والدقيق من قبل وزير المالية للتجار والتجار بدورهم يحتكرون السكر والدقيق لارتفاع سعره وتسبيب ازمة في الفاشر ازمة رغيف . العقوبة الدنيوية للمحتكر اتّفق فقهاء المذاهب على أنّ الحاكم يأمر المحتكر بإخراج ما احتكر إلى السّوق وبيعه للنّاس . فإن لم يمتثل فهل يجبر على البيع ؟ في هذه المسألة تفصيل وخلاف بين الفقهاء : أوّلاً : إذا خيف الضّرر على العامّة أجبر ، بل أخذ منه ما احتكره ، وباعه ، وأعطاه المثل عند وجوده ، أو قيمته . وهذا قدر متّفق عليه بين الأئمّة ، ولا يعلم خلاف في ذلك . ثانياً : إذا لم يكن هناك خوف على العامّة فالمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة ومحمّد بن الحسن من الحنفيّة يرون أنّ للحاكم جبره إذا لم يمتثل الأمر بالبيع . وأمّا أبو حنيفة وأبو يوسف فيريان أنّه لا يجبر على البيع ، وإنّما إذا امتنع عن البيع عزّره الحاكم . وعند من يرى الجبر فمنهم من يرى الجبر بادئ ذي بدء . ومنهم من يرى الإنذار مرّةً ، وقيل اثنتين ، وقيل ثلاثاً . وتدلّ النّقول عن الفقهاء أنّ هذه المسألة مرجعها مراعاة المصلحة . وهو من قبيل السّياسة الشّرعيّة . ولكن عندما يكون المحتكر هنا محمي من قبل حكومة الولاية ومحمي من واليها ووزير ماليتها وهم مشتركون معه في المؤامرة والتجارة والاحتكار فلا توجد جهة اخري تحاسبه. حدث عدة مرات ان جهاز الامن الاقتصادي قد ذهب لازهري سكر واعتقله ومنع احتكار الدقيق والسكر ولكن يذهب عربة فارهة من المنزل الرئاسي بالولاية ويطلق سراحه فوراً بتوجيهات من الوالي . فأذا كان هذا الشخص محمي من راس الولاية فما باله ان يفعل بالناس الغلابة . يفعل ما يريد ولانهاء هذه الكارثة وهذه الازمة والتخفيف علي المواطن واخراجه من الضيق وازمة الاحتكار لابد من قطع راس الحية والدبيب بقتلوا من وين ؟؟ من راسوا او كما قال احمد هارون في الكتمة " كتمة يوم ستة ستة الساعة ستة " كتمت كتمت كتمت . [email protected]