وزارة التربية والتعليم قطعت منذ العام 2011م ، قول كل خطيب في قضية معاقبة الطلاب بالضرب ، وأكدت بلهجة لا تخلو من التهديد والوعيد ان أي معلم ينتهك حرمة القرار هو لا محال يضع نفسه تحت دائرة المحاسبة ومواجهة بنود القانون التي تم اعادة صياغتها لتواكب الغاية من الهدف في تكبيل دور التربية وحصر دور المعلم في التعليم فقط ، الأمر الذي يلح بقوة ويفرض أعمق التساؤل حول المصلحة والثمار الفعلية التي يجنيها النظام الحاكم من مثل هذه القرارات التي لا تخدم مصلحة الطلاب ولا حتى مصلحة النظام نفسه ، فالتعليم شديد الترابط العضوي بالتربية وغياب او استثناء احدهم عن مسيرة الثاني يعني بالكمال ضياع هيبة الأخر وفي نهاية المطاف انهيار الأمة بالكامل ، فالمسألة ليست تقليد حرفي و محاكاة ممعنة في الذكاء لتجارب العالم من حولنا ، ولا مسألة نزوات فكرية تستوجب المحاولة بغرض التجربة ،فالواقع هو استصحاب الظروف وتكرار النظرة لطبيعة مجتمعنا من زوايا سيكلوجية مجرده ، فنحن نعيش في رقعة جغرافية تقدس المعتقدات البالية بصورة غريبة ونعاني نفسيا من عقد النقص في كل شي ، ابتداء من الوان البشرة ومرورا بالكثير من المشاكل ألاجتماعية ونهاية بالمغالطة في الهوية ، وليس علي المريض حرج في ان يجبر ويغصب علي المصلحة طالما الغاية تبرر الوسيلة ، لذا بكل صراحة ، أخفقت الوزارة في استصحاب الحالة التي نشكو منها كشعب يعاني من عضال الأمراض النفسية ، فبدون الضرب كوسيلة تعليمية مناسبة لن ننشئ أجيالنا كما نريد ، فأولادنا يتصفون بالعناد الحاد في طبيعة السلوك ويتميزون بالاهمال المقصود في الواجبات ، وأمثالهم لن تجدي معهم فكرة وجود باحثة او باحث اجتماعي في اماكن المدارس ليحلل المشاكل ويكتب الوصفة العلاجية المناسبة للأسر ، أنهم بحاجة ماسة ألي الترهيب العلمي وقت الحاجة أليه ، ففي الأثر يقر الاسلام علي تعميم الضرب كضرورة المقصود منها التعليم ، وتحدث عدد من المختصين عن أهمية ذلك ، فالأستاذ الفاضل الدكتور عبد اللطيف محمد سعيد ، ابدي الكثير من الملاحظات حول هذا الموضوع ، وتحدث صراحة في سلسلة من المقالات الطويلة المنشورة بصحيفة الراكوبة عن عشوائية القرارات والخطوات المتخذة في هذا الشأن من جانب الوزارة ، وهو في معرض رؤيته يلخص ضمنيا الأمر برمته في أطار الأستهداف المتعمد من جانب السلطة علي استئصال شافت التعليم من الجذور الراسخة حتى تنفرد بصدارة استغفال الشعب لعدد من القرون القادمة ، وبدوري اتفق مع رؤية أستاذي ، خاصة وانه مربي جليل ومعلم انفق جل حياته في توصيل رسالة العلم الى قطاع عريض من الطلاب .. ومع اتفاقي معه اضم صوتي بشده لكل المهتمين بأمور التعليم ويبغون مصلحة الطلاب وادعوهم ان يجعلوا من تردي الخدمات التعليمية بالبلاد ديباجة بارزة وقضية لا تهدأ الا بذهاب هذا النظام الشمولي الغاشم ..... [email protected]