صدقت زرقاء اليمامة عندما قالت أني أري شجرا يسير ، فلم يقتنع برؤيتها احدا من قومها حتي وقع ( ألفاس في الراس ) وانفرط عقد الجيش فانهزم قومها شر هزيمة . وبعد قرون طويلة من هذه الواقعة الأليمة التي تسببت في هلاك قوم زرقاء اليمامة فأنى أيضا أرى شجرا يسير ؟ أنني أرى بعض القنوات الناطقة بالعربية والتي تتخذ من العاصمة الثرية مقرا لها ترفع جذوع الأشجار وتزحف بصلابة متناهية نحو النسيج السياسي الذي نبنيه لتحيل نواصيه الي بقايا قصص وحكاوي تاريخية تجسد عمق الماسة المشتركة ما بين قومي وقوم زرقاء اليمامة . ومن منطلق ما بنية علي باطل فهو باطل فأن هذه القنوات تكفلت بتأسيسها وقامت بدعمها دوائر عسكرية وأمنية مرتبط ارتباط مباشر بال C I A والموساد . ولا تنفذ اجندة مخابرات تلك الدولة الغنية الصغيرة كما يعتقد البعض ذلك لسببين أولهم ، الأجهزة الامنية لهذه الدولة النفطية الفاحشة الثراء هي مجرد أذيال وأذناب لتلك الحيتان المخابراتية العظيمة التي تلعب دور الممثل ألموهوب الذي يجبر الكل علي الأعتراف بحقيقة موهبته وهي علي النقيض تماما من ذلك . والسبب الثاني ،، كوادر الدولة الصغيرة الثرية كوادر لم تعاني حتى تنظر في فكرة سيادة العالم هم ( قاموا من نومم ولقو كومم ) واستحلوا لعبة ( الغميضة ) التي يمارسونها احيانا مع ربائبهم يلعبون بغرض السمر ليس الا ولكن المثل العربي المأثور يقول من يلعب بالنار لا بد ان يتذوق شدت حرارتها ولحسن حظ البهلونات الصغار لم يتجرءوا بعد علي اشعال فتيل الحكاية بالقدر المأمول من عباقرة في مقاماتهم . انهم يخوضوا المعارك عبر الأعلام والا ليت شعري لو كان اعلام يطهر الحقيقة وينجي الوقائع من رجس الرماد الذي يزرونه علي اعين الناس . هم في الشرف ارخص من القوم الذين اعتدوا علي قوم زرقاء اليمامة ، علي الاقل اولئك استخدموا الحيلة لكي يدنوا ويغتربوا من الأعداء ومن ثم ادارة القتال بمبدأ رجلا لرجل ، اما هولا، لا يدنوا ولا يغتربوا الا بتوصية من كبيرهم الذي يعلمهم السحر .وفوق ذلك يقاتلون بمبدأ أنثي لرجل . يبدو الأن تلقوا الأوامر واستعجلوا تنفيذ التعليمات، لهذا ارتدوا قناع العروبة وتدثروا بلباس الوصي الذي يخاف علي أبناءه من هب النسيم وتداعوا كما تتداعي الأكلة علي قصعتها وهتفوا بمقولة الحق التي اريد بها باطل وتحدثوا صراحة وبكل ثقة عن ضرورة عقد مؤتمر دولي للمانحين يذهب ريعه لتنمية وتطوير ولايات دارفور . وزعوا رقاع الدعوة لحكومات العالم مجتمعة ويعلمون علم اليقين ستكون الاستجابة لهذا المولد مذهلة وصاعقة لكل التوقعات (فالعميان شايل المكسر ) سيحضرون ، وسيتم نصب سراديق المناسبة ويطوف عليهم الولدان المخنثون بأباريق الشاي وكؤوس القهوة ، وسيتباري الخطباء في تعدد مأثر السلطة الحاكمة في السودان ويتنافس اللقطاء وهم يجذلون كيل المديح لمجهود المؤتمر الوطني في توسيع رقعة الأبادة الجماعية التي ساهمت بصورة او اخري في ان تضع الحرب أوزارها بدارفور ؟؟؟ سينفض الأحتفال وستتكفل الدولة الغنية بتسديد فاتورة الدول التي حضرت العرس ( لزوم الوجاهة الدولية وكده ) ؟ . في اليوم التالي ستطل علينا القناة العاهرة لتجزم وتقسم برب القناة ان مؤتمر المانحين جمع مبالغ طائلة من الأموال ، وانه يواجه صعوبات جمة في تحويل تلك المبالغ الضخمة الي مستحقيها لعدم توفر اكثر من اربعين طائرة( كارقو ) تنقل الأموال المخصصة لأهل دارفور ؟؟؟ الأمر الذي يؤكد حقيقة الارتباط المشبوه الذي يجمع النظام الحاكم في السودان بتلك الدوائر التي تصر علي بقاءه في سدة الحكم . د: عبد الباقي ابراهيم امام [email protected]