مفاصلة حادة داخل القوات المسلحة بين جناحين كبيرين متدابرين سوف تنتهي بعزل جناح للاخر ؟ أمر قبض الرئيس البشير يعود الي شاشة الرادار الدولي ! دق طبول الحرب بين دولتي السودان ؟ الرئيس البشير يختار خيار الحرب لحلحلة مشاكل بلاد السودان السياسية ! ماذا رأت زرقاء يمامة بلاد السودان ؟ زرقاء يمامة بلاد السودان ! الحلقة الثانية ثروت قاسم [email protected] زرقاء يمامة بلاد العرب ! زرقاء اليمامة فتاة عربية جميلة ! وكان اجمل ما فيها عيناها ! وكانت ترى بهما على مسافات بعيدة ! والناس يعجبون من قوة نظرها ! وكانت بلادها تسمى ( اليمامة ) ! فسميت الفتاة ( زرقاء اليمامة ) ! وكان في وسط بلاد اليمامة ، قلعة عالية على جبل مرتفع ! صعدت الزرقاء يوما الى القلعة ! ونظرت فرات شيئا عجيبأ ! رات من بعيد شجرا كثيرا يمشي ! وينتقل من مكان الى مكان ! فنادت زعيم قومها ، وقالت : ( ارى شيئا عجيبا ؟ ارى شجرا كثيرا يمشي ، وينتقل ؟ ) ؟ فتعجب قومها وقالوا : ( الشجر يمشي يا زرقاء ؟ هذا شيء لم نسمع به في ابائينا الاولين ؟ ولا نستطيع ان نصدقه ؟ انظري ! اعيدي النظر ! حققي ! ) ! فاعادت النظر ، ثم قالت : ( كما اراكم بجانبي ، ارى الشجر من بعيد يمشي ! ) ! قال عنقالي من اهلها : ( ربما جاء الى تلك البلاد ، سيل شديد ؟ فقلع الشجر من مكانه ، وحمله ؟ لذا تراه الزرقاء يسير؟ ) ؟ اعادت الزرقاء النظر ، وقالت : ( لا بل اراه الان اوضح ، مما كنت اراه ! تحت الشجر رجالا سائرين ! والشجر معهم يسير! ) ! فنظروا هم ، ثم قالوا : ( لا يا زرقاء ؟ اخطأ نظرك هذه المرة ! وخدعتك عيناك ) ! قالت : ( لا بل ارى ذلك كما اراكم بجانبي ؟ ) ؟ و جاءالليل ! فانصرفوا ! وذهب كل الى داره ! وعند الفجر ايقظ الناس جيش كبير مسلح ، يقوده اكبر عدو لليمامة ؟ كان الجيش مستعدا بسلاحه ! وكان اهل اليمامة نائمين ، تاركين سلاحهم ! ففاجاهم العدو المهاجم ! وقتل كثيرا منهم ، وأسر الباقين ، ومنهم الزرقاء ! واستولى على قلعتهم ! وعندئد علم الناس ان الزرقاء كانت صادقة ! وكانت تخبرهم بما تراه حقا ! ولكن فات الاوان ! و ضاعت الفرصة ! الصيف ضيعت اللبن ! كان هذا العدو يريد ان يهجم على اهل اليمامة فجاة ! وكان يخاف من عين الزرقاء ، ان تراه ، وتخبر اهلها ، فيستعدوا لقتاله ! ولهذا دبر تلك الحيلة ! وامر رجاله ، ان يحمل كل واحد منهم فرع شجرة ، او يحمل كل جماعة ، شجرة تغطيهم ، حتى لا يرى من ينظرهم من بعيد ، الا الشجر يمشي ؟ ونجحت الحيلة ! لان اهل الزرقاء لم يصدقوا كلامها ، رغم صحته ! فحلت بهم الكارثة ! كان ذلك في اليمامة ، في بلاد العرب ، في زمن غابر ! دعنا نري ماذا رأت زرقاء يمامة السودان ، هذه الأيام ! زرقاء يمامة السودان ! في يوم الأثنين الموافق الخامس من سبتمبر 2011 ، أطلت زرقاء يمامة بلاد السودان من مئذنة جامع السيد عبدالرحمن المهدي في ودنوباوي ، في أم درمان ! رأت زرقاء يمامة السودان ، ويا لهول ما رأت ! رات شجرأ يمشي ! وتحت الشجر رجالا سائرين ! والشجر معهم يسير ! أصدرت زرقاء يمامة السودان ، وفورأ ، بيانا ، لعموم أهل بلاد السودان ، جاء فيه ، ما يلي : ( نسبة لتدهور الحالة الأمنية في بلاد السودان ، واحتمال انفجار حرب أهلية ، متعددة الجبهات ! ومواجهة حادة مع الأسرة الدولية ! لذلك قررت زرقاء يمامة السودان الاعتذار عن كل الرحلات الخارجية ، حتي شهر أكتوبر القادم ( 4 رحلات خارج بلاد السودان ) ! وأبدت اسفها للأطراف الداعية ! وتقديرها لأهمية القضايا المختلفة ! وقررت البقاء في الوطن ! والعمل على دعم الاجندة الوطنية للسلام العادل الشامل ! والتحول الديمقراطي الكامل ! وبلورة موقف وطني موحد ! ) ! أنتهي بيان زرقاء يمامة بلاد السودان ! ماذا سوف تكون ردة فعل اهل بلاد السودان ، لما رأته زرقاء يمامة السودان ؟ هل يحاكون ردة فعل أهل زرقاء يمامة بلاد العرب ، لما رأته زرقاء يمامة بلاد العرب ؟ فلا يصدق أهل بلاد السودان ، زرقاء يمامة بلاد السودان ، فيهلكون بالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ؟ أم سوف يتدبر اهل بلاد السودان أمرهم ! رددت زرقاء يمامة بلاد السودان لنفسها ، علي أستحياء ، ما قد أنشده صديقها دريد بن الصمة ، وهو يدخل على أمه ، وهي عليه غاضبة بسبب مقتل أخيه : أمرتهم أمري بمنعرج اللوي فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد كما رددت زرقاء يمامة بلاد السودان لنفسها ، علي أستحياء ، خاتمة سورة يوسف : ( لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ... ) بلاد السودان في مفترق طرق ، كما حدثتنا زرقاء يمامة بلاد السودان ! علي اليمين طريق السلام ! وعلي اليسار طريق الحرب ! علي أي الطريقين ، يقود نظام البشير بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ؟ طريق السلام ، أم طريق الحرب ؟ موعدنا الصبح لنري ! أليس الصبح بقريب ؟ أنتظروا ! أنا معكم من المنتظرين ! الحل في الحل : تواصل بلاد السودان تدحرجها نحو الهاوية ، حسب نظرية من الأسوأ الي الأكثر منه سؤءأ ! في اجتماعه مع بعض ممثلي الاحزاب السياسية ( الأحد 4 سبتمبر 2011 ) ، أكد الرئيس البشير أستمرار العمل بخيار الحرب ( لحلحلة ؟ وأن شئت الدقة لتعقيد ) المشاكل السياسية في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ، وضد دولة جنوب السودان ! تداعيات أختيار قرار الحرب سوف تكون كارثية ، منها ما يلي : + تفاقم حدة المفاصلة ( وربما ظهورها للعلن ) بين جناحين قويين ومتشاكسين في القوات المسلحة ! المفاصلة التي ظلت مكتومة طيلة الشهور الماضية ، والتي سوف تنتهي بأزاحة جناح للجناح المضاد : جناح الرئيس البشير ، وجناح اولاد المرحوم ابراهيم شمس الدين ! + دق طبول الحرب بين دولتي السودان ، + مزيدأ من التطهير العرقي ، والابادات الجماعية ، واعدادأ متزايدة من النازحين والاجئين ... في مناطق النزاع الأربعة ! + انهيار الموسم الزراعي وما يتبعه من مجاعات ... في مناطق النزاع الأربعة ! + أستمرار المواجهات مع المجتمع الدولي ، وعودة ملف أمر قبض الرئيس البشير الي شاشة الرادار الدولي ، بعد أن تم طيه لشهور طويلة ، + تبديد موارد الدولة الشحيحة ، وبميزانية معجزة ، في الحرب ، مما يزيد من الضائقة المعيشية ، وأرتفاع معدلات الفقر والبطالة ، في عموم بلاد السودان ، + وتفاقم الأحتقان الشعبي في عموم بلاد السودان ، الذي يحتاج لصاعق لكي ينفجر في انتفاضة شعبية كاسحة ! والسؤال المشروع : هل تستطيع بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ، تحمل التداعيات والتبعات ، المذكورة اعلاه ، للحروب الاهلية التي يخوضها نظام البشير في دارفور ، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ؟ الجواب بالنفي المغلظ ! ولكن نظام البشير سادر في غيه ! ودونك أجتماع يوم الأحد المذكور أعلاه ، حيث أكد الرئيس البشير علي خيار الحرب ! يقول المثل السوداني : ( الجواب من عنوانه ) ؟ أجتماع مساء الأحد 4 سبتمبر 2011 ، فشل قبل أن يبدأ ! أذ قاطعه المؤتمر الشعبي ، والحزب الشيوعي ! ولم يشارك فيه السيد الأمام ! حتي مولانا الذي كان الزعيم السياسي الوحيد الذي عيد علي الرئيس البشير ، أول ايام عيد الفطر ، لم يشارك في الأجتماع ! مقاطعة زعماء الاحزاب السياسية لدعوة الرئيس البشير تعني السقوط الأخلاقي والمعنوي ، والذي سوف يتبعه السقوط السياسي والفعلي لنظام البشير ! الأيقونة صفية أسحق أصبحت ترمز للسقوط الأخلاقي لنظام البشير ! أمن زعماء السودان علي الشافع الذي أشار الي الفرعون العريان ! بدأ الناس يبصرون الفيل الذي في الغرفة ! وأتي من أقصي المدينة رجل يسعي ! قال وزير خارجية هولندة ، ( الأربعاء 31 أغسطس 2011 ) ، مذكرأ المجتمع الدولي بالأبادات الجماعية ، وجرائم الحرب ، والجرائم ضد الانسانية ، التي طفحت ، من دارفور ، علي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق : ( يجب علي الرئيس البشير والوالي هارون الأمتثال لأمر قبض محكمة الجنايات الدولية !) ! خرج مقطوع الطارئ ( أمر القبض ) ، من كركوره ، من حيث ندري ، ولا ندري ! أصبح نظام البشير معزولأ ! داخليأ ، وخارجيأ ! حتي مولانا قلب له ظهر المجن ؟ وعلي نفسها جنت براقش ! تصريحات الرئيس البشير الأخيرة ، تؤكد ، بما لا يدع مجالأ للشك ، بأنه متعطش لسفك دماء المزيد ، والمزيد من شعوب النوبة ، وشعوب الانقسنا ، وشعوب زرقة دارفور ! في هذا السياق ، تدعوه زرقاء يمامة بلاد السودان ، بأن لا يسرف في القتل ، وتذكره بقوله تعالي : ( فلا يسرف في القتل ) ، حسب ما ورد في الأية 33 من سورة الأسراء : ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ! ومن قتل مظلوماً ، فقد جعلنا لوليه سلطاناً ! فلا يسرف في القتل ! إنه كان منصورا ! ) ( 33 - الإسراء .( تردد زرقاء يمامة بلاد السودان ، دومأ إن جوهر الدين هو الإنسانية ! وجوهر الإنسانية هو الأخلاق ! كما فصلته الاية 13 من سورة الاحقاف : ( أنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ! فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ﴿ 13 – الأحقاف ﴾ داعية إلى عدم استغلال كلمة الله ، سبحانه وتعالى ، التي هي الأكثر قدسية بالنسبة للبشرية ، في تحقيق غايات لا أخلاقية ، ولا علاقة لها بالدين الأسلامي ، كما يفعل الأبالسة ! أختزلت زرقاء يمامة بلاد السودان الموقف المتأزم ، بأن رددت الأية 51 من سورة القصص : ( ولقد وصلنا لهم القول ! لعلهم يتذكرون ! ) ( 51 – القصص ) يا تري هل وصل لهم معالي اللواء فضل الله برمة ناصر القول ؟ أم تلجلج ، كما تلجلج مع سوزان رايس ، في زمن غابر ؟ ويا تري هل تنجح زرقاء يمامة بلاد السودان في فتح أبواب الحوارالوطني التي تربسها ألأبالسة ! الحوار الوطني القمين ، حصريأ ، بوقف رصاص الأبادات الجماعية والتطهير العرقي ! الرصاص الذي أول ضحاياه الحوار السياسي الوطني ! الحوار الوطني الذي يمثل المدخل الحصري إلى حل سياسي في الداخل ، ومن الداخل ! الحل في الحل ... الحل السياسي لمشاكل السودان في حل عقدة تربسة الابواب الموصدة أنقاذيأ ؟ ولقد وصلنا لهم القول ! لعلهم يتذكرون ! ولكن هل سوف يتذكرون ؟ موعدنا الصبح لنري ! اليس الصبح بقريب ؟ أنتظروا ! أنا معكم منتظرون ! نواصل في الحلقة الثالثة ...