أهم إفادة قدمها الشريف احمد عمر بدر خلال حواره مع فضائية الشروق الأربعاء الفائتة عبر برنامج طلال مدثر المحطة الوسطى .. هى إقراره اولا بأنه كان بالفعل وطوال النصف الثانى من عقد الألفية الأول .. رئيسا لمجلس إدارة شركة الخطوط الجوية السودانية .. وهى الفترة التى ( راح ) فيها خط هيثرو .. إن جاز التعبير .. وراح هذه تعنى بالدارجة السودانية فقدان الشىء ثم تقييد هذه ( الروحة) ضد مجهول .. ثم .. وإعترافه .. ثانيا .. بأن خط هيثرو يعتبر واحدا من أصول سودانير .. فى ما عدا ذلك فقد إنقضى زمن البرنامج و .. زمن طلال .. وزمن كل متابعى البرنامج من اولاد الحلال فى التغزل فى هيام عارف الكويتية وحبها للسودان واهل السودان ..عليه .. فلم يبقى غير مناقشة الشريف بدر عبر إعترافيه فقط ..! وطوال البرنامج ظل الشريف احمد عمر بدر يؤكد أن مجلسه لم يصدر قرارا ببيع خط هيثرو ..ولم يوقع عقدا ببيع الخط .. بل ولا علم له بأى خطوة تمت لبيع خط هيثرو .. ماذا يعنى هذا .. يعنى أن يقول الشريف بكل ثقة أن الخط موجود ولم يتم بيعه ... ولكن الشريف طوال زمن البرنامج لم يقل ذلك قط .. حسنا ... قال الشريف إن خط هيثرو يعتبر من اصول شركة الخطوط الجوية السودانية .. وسنقبل هنا منطق الشريف بأ ن إدارة الشركة ممثلة فى مجلسه لم تتخذ أى قرار ببيع خط هيثرو .. ليأتى السؤال الجوهرى .. هل يعفى هذا الشريف ومجلسه من المسئولية ..؟ ثم .. اليس من اولى مهام مجلس الإدارة .. بل من أبجديات مهامه حماية أصول الشركة ..؟ إذن .. ما هى تلك الخطوات التى إتخذها الشريف ومجلسه لحماية الخط من .. السرقة .. نقول السرقة جريا على منطق الشريف الذى يدعى بأن أى جهة ذات إختصاص داخل سودانير لم تقرر أو توجه ببيع الخط .. والحال كذلك .. فهذا يعنى أن جهة غير ذات إختصاص قد تغولت على إختصاصات الشركة وإستولت على بعض أصولها .. فهل يعفى هذا مجلس الإدارة ورئيسها من المسئولية ؟ فماذا فعل الشريف وإدارته لحماية أصول الشركة من أى تغول خارجى ..؟! ذلك أن الذى فات على الشريف .. أنه ليس مطلوبا منه تبرئة نفسه من إرتكاب فعل التصرف فى الخط فحسب .. كلا .. فمسئولية الشريف ومجلسه تتجاوز ذلك لتحدد المسئول عن إختفاء الخط .. وكيفية إختفائه .. وعائد إختفائه .. وكل المستفيدين من إختفائه .. وإعلان ذلك على الملأ .. وحيث أن هذا إجراء كان ينبغى أن يتم قبل سنوات وليس اليوم .. فنحن نكون أمام إحتمالين لا ثالث لهما .. إما أن الشريف وإدارته بالفعل كانوا جاهلين بما يجرى .. وعليه وجبت محاسبتهم على التقصير والإهمال .. و إما أنهم كانوا يعلمون وأختاروا الصمت .. وعليه فهم متواطئون .. يتحملون كامل المسئولية فى ما جرى ..! وهذه أسئلة ينبغى أن تجيب عليها الحلقة القادمة وفق ما اعلن الأستاذ طلال مدثر وطلب السيد الشريف .. ولكن ..! المعلومات المتوفرة حتى الآن ترجح أنه ربما لا تكون هناك حلقة أخرى .. ذلك أن توجيه المراجع العليا فى الدولة .. التى ضاقت ذرعا بكثرة الحديث .. هو أن يتخذ الموضوع مساره القانونى .. عليه فالأرجح أن تحال كافة مستندات القضية الى النائب العام لتحريك الإجراءات القانونية اللازمة .. ! وأن تنفيذ هذا التوجيه بات مسألة وقت فقط .. قد لا يتجاوز الأيام فى أسوأ الأحوال ..! [email protected]