بلا انحناء كثيرٌ من الأوطان جميلة، خلاّبة باحتضانها شعوباً طيبة إلا أن قدرها كثيراً ما يوقعها تحت رحمة تجارب لشخصيات (سيكوباتية)، وهي أسوأ الشخصيات على الإطلاق، وأخطرها على المجتمع والناس، إذ هي الشخصية التي لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط، منها ينتهي إلى السجون وبعضها يصل أحياناً إلى أدوار قيادية في المجتمع نظراً لأنانيتها المفرطة وطموحها المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد والصداقات في سبيل الوصول إلى ما يريد (الشخصية السيكوباتية) التي تضعف لديها وظيفة الضمير، مما يعني لا تحمل كثيراً في داخل مكونات نفسه من الدين أوالضمير أوالأخلاق، أوالعرف، وبالتالي تتجه مؤشرات المحصلة دائماً للميل المستمر نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه النفس، دون الشعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أيّ إنسان إذا وقع في منطقة الخطأ. وبسبب وقوع الكثير من شعوب العالم الثالث تحت أسر الشخصيات (السيكوباتية) نستمع مراراً وتكرراً إلى الخطب المتلفحة بالآمال، وكثيراً ما يطرق طبل الأذان الكلام العذب الذي يعطي وعوداً ليست بالقليلة، بيد أنها لا تفي بأيّ شيءٍ منها.. عندما تقابل الجماهير تبهرهم بلطفها وقدرتها على لفت انتباهم بمرونتة في التعامل وشهامة ظاهرية مؤقتة ووعود براقة ولكن حين يأتي آوان التنفيذ ترى المحصلة صفراً كبيراً.. السيكوباتيون يجيدون التعبير اللفظي عن الانفعال الملائم لموقف معين، لكنه لا يكون حقيقياً، أو أنهم يعبرون عما لا يشعرون به كما أنهم يستخدمون كل التعبيرات الممكنة للاعتذار عن سلوك معين، ولكنه يكون اعتذاراً زائفاً.. حقيقة هذه الشخصيات أرهقت الشعوب باضطرابها، وتجاربها الفاشلة وتخبطها. الشخصية (السيكوباتية) خطرة على الأوطان لأنها تبعثر تماكسها، وتخلق التشوهات في بنية المجتمع، وتملك القدرة على سياسة الدولة بعدم الصدق والإخلاص، وغياب الضمير، وممارسة السلوك المضاد للمجتمع، وقدرتها ضعيفة على الحكم وتميل إلى الشك في كل شيء مما يجعلها تائهة في طرقات الحرص على القبضة الأمنية والتسلط لأنها مصابة بمرض يتمركز حول الذات، ويقعدها عن حب الشعوب وبالتالي تتسم بانخفاض عام في معظم الاستجابات الوجدانية لقضايا الشعوب الجوهرية ومطالبها الأساسية من غذاء وصحة وتعليم. الجريدة [email protected]