[email protected] تسائل الكثيرين منا كيف ينوم هذا الشخص فى الليل يعد ان قام بالتعذيب، او فصل العديدين من وظائفهم وقطع ارزاقهم وشرد اسرهم، او سرق من المال العام اموال لايستحقها، او قائد مليشيا وقائد عسكري قام بقتل ابرياء مدنين واغتصب النساء، او رجل دين يدبج الفتاوي التي يعرف انها مزيفة للحكام. فسرها بعضنا بانها المصلحة المالية واخرين بانها الايدولجية تجبر البعض على فعل ذلك، لكن مهما كان فردوس الايدولجية الموعود ه وانهار المصالح الماليه المتدفقة، فهي ليست قادرة علي نزع ومحو الصفات الانسانية كالعطف، والحب، وحب الخير للاخرين. لايوجد تفسير نفسي دقيق لهذه الظاهرة كما فى تفسير مفهوم السيكوبات. دراسات حديثة كشفت ان 1% من اي مجتمع يوجد هؤلاء الناس الذين تنطبق عليهم معايير السيكوباتية. قال روبرت هير يعتبر من أحد قلائل المتخصصين فى هذه الظاهره فى العالم، "أن السيكوبات السفاحين يدمرون اسر لكن السيكوبات (المستترين) فى عالم الشركات ، السياسة، والدين يدمرون الاقتصاد والمجتمع". المفهوم الحالي للسيكوباتية مرتبط موضوعيا بكتابات ثيوفراستوس، احد طلبة أرسطو في اليونان القديمة، والذى يشار الى ان وصفه للرجل عديم الضمير تجسد خصائص السيكوباتية: " الرجل عديم الضمير بقترض المزيد من المال ولن يقوم بدفعه. عند التسوق يذكر الجزار أن له افضال عليه، يقف بالقرب من الميزان، يرمي بقطعة لحم فى الميزان، وبعض العظام. لو نجح فسيكون ذلك أفضل بكثير، او انه سوف ينتزع قطعة اللحم ويذهب ضحكا ". كلمة السكويباتية اصلها يوناني مكونة من كلمة سياكو (العقل والعقلية) وياثو (المعاناة، والشعور). السيكوباتيين يتميزون بانعدام الشعور بالذنب أو الندم عن أي ضرر قد يكون سببوه للآخرين ، وهم دائما يحاولون ايجاد تفسير عقلاني لسلوكهم، ويلقون باللائمة علي الاخرين أو احيانا ينكرون تماما حدوثه. بناء على دراسات حديثة يقال ان الحالة السيكوباتية منتشرة اكثر من ماكشفت الدراسات السابقه، حيث أن بين كل 100 شخص يوجد واحد سيكوابات. اي شخص بدون ضمير، لايحس بالاخرين يتمتع بمشاعر ضحله، له قدرة على خداع واستغلال الاخرين. قد قام بعض الباحثون باجراء فحص للدماغ Scan لبعض السيكوباتين فى اثناء تعريضهم لكلمات مشحونة عاطفيا مثل "الاغتصاب" ، "القتل"، و "الحب". في الناس العاديين تثير هذه الكلمات نشاط في المناطق التي تتحكم في العواطف بالدماغ. لكن عند السيكوباتيين اظهر البحث انهم يتفاعلون مع الكلمات مشحونة عاطفيا كما لو كانت كلمات محايدة (على سبيل المثال "شجرة" ، "كرسي" ، "الملعقة"). ويظهرالنشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة اللغة، مما يوحي بأن انفعالهم معرفي اكثر منه عاطفي. روبرت هير كتب عن سفاح مدان اجري معه مقابلة، حيث كان يصف طريقة قتله بطريقة باردة وليس بها مشاعر لكنه عندما لاحظ مظاهر التأثر فى وجوه مستمعيه، بدأ يظهر مشاعر الندم والاسي. لذلك السيكوبات لا يفهم القيمة المعنوية التى يعلقها الناس على بعض الكلمات، فلهم قاموسهم الخاص، مما أدى بعض الباحثين إلى القول بأن "انهم يعرفون الكلمات ولكن ليس الموسيقى". السيكوبات قد تنتابهم نوبة غضب عاطفية سريعة و قصيرة لكن تعقبها حالة من الهدوء، ودائما ماينظر اليها الاخرون انه نوع من التمثيل. السيكوبات هى شخصية لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط، بعضهم ينتهي إلى السجون وبعضهم يصل أحياناً إلى أدوار قيادية في المجتمع نظراً لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد والصداقات في سبيل الوصول إلى ما يريد. بعض السيكوبات يفقدون الغطاء الاجتماعي ويكشفون عن حقيقة شخصيتهم بالجرائم التي يقومون بها كما فى حالة السفاحين، او المغتصبين..الخ هناك من تلاعبوا بالاخرين الي حيث جعلوهم ينتحرون مثل القس جيم جونز، الذي اقنع اكثر من 900 شخص بالانتحار فى نهاية السبعينات. او فى حالة شارلي مانسون الذ اقنع اتباعه بقتل اخرين. ويصنف يعض العلماء ان شخصية بن لادن تندرج تحت هذا التصنيق حيث قام بتجنيد 19 انتحاري قاموا بقتل انفسهم واكثر من 3 الف مدني فى 11/سبتمبر ولم يشعربالندم حتي مماته. شخصيات مثل هتلر، موسليني، وصدام حسين (والذ قال انه يتأثر لقتل نملة لكنه لا تهتز مشاعره لقتل خائن). ربما يندرج في حالة السودان الترابي، عمر البشير (موقفه من قتلي دارفور)....................الخ فى مقابلة مع سفاح قتل 28 شخصا : الطبيب: لو نظرنا الى السوابق فانت سفاح السفاح: لا ليس كذلك الطبيب :فانت تقول انك ليس سفاح السفاح: لا انا ليس سفاح الطبيب: تقول انك ليس سفاح لكنك قتلت عدد من الناس السفاح: اهه هذا فقط سجع منك. روبرت هير قام بوضع بعض المؤشرات الي تكشف عن شخصية السيكوبات والاختبار يتكون من 20 مؤشر. المؤشرات الخاصه بالشخصية (عامل 1) 1. الكلام المعسول/ والمشاعر السطحية 2. تضخيم الشعور بالذات، الاحساس بانهم اذكي من الاخرين 3. الكذب المرضي 4. المكر/والتلاعب 5. انعدام الشعور بالندم او الذنب 6. ضحالة المشاعر، لا يمكن تصور نفسهم في مكان الاخرين 7. القسوة/وانعدم التعاطف 8. الفشل فى تحمل المسؤلية الناتجة عن سلوكهم المؤشرات الخاصه بالانحراف الاجتماعي (عامل 2) 1. الحياة الطفيلية 2. الشعور السريع بالملل 3. انعدام الانضباط فى السلوك 4. حياة جنسية متعدده 5. انعدام الاهداف واقعية وطويلة المدي 6. الرعونة 7. عدم المسؤلية 8. الانحراف الطفولي 9. وجود مشاكل سلوكية فى الطفولة 10. علاقات زوجية قصيرة المدي 11. البراعة في الاعمال الاجرامية 12. تكرار الجريمة (فى حالة المجرمين) ويقول هير،" ان السيكوبات موجودون في كل قطاعات المجتمع ومن المؤكد انك قد التقيت بأحدهم فى احدي المرات وربما كان لقاء مهينا ومؤلما. وافضل وسيلة دفاع متاح لك هو معرفتك بطبيعة هؤلاء البشر المفترسه (صفحة 407- من كتاب من غير ضمير). ويشرح هير: السيكوبات تراهم يعملون كمحامين، معلمين، اطباء مدراء شركات، سياسين، اكاديمين، ضباط جيش او بوليس، كتاب، صحفيين...الخ بدون ان يخرقوا القانون او بدون ان يتم القبض عليهم. هؤلاء الاشخاص هم ليس مختلفون عن السفاحين كثيرا فهم لديهم القدرة على الكلام المعسول/ والمشاعر السطحية، و الشعور المضخم بالذات، الاحساس بانهم اذكي من الاخرين، الكذب المرضي، المكر/والتلاعب بالاخرين وانعدام الشعور بالندم او الذنب فهم يحصلون علي مايريدون باستغلال الاخرين، فاحذروا سيكوبات السودان فهم كثيرين. المصيبة انه لايوجد علاج لهذه الحالة بعض العلماء يعتبرون انه نتيجة للتطور الذي حدث فى المجتمعات البشرية المعاصره، والبعض يربطها بالجينات، واخرين يرون أنها نتاج للنظام الرأسمالي المتوحش. نشر بتاريخ 19-08-2011