أطياف... لم اكتف بقراءة جملة واحدة أو يزيد... أنا لست من الذين يجذبهم الإعلان مهما كانت ألوانه جذابة ولا تستهويني متابعة ما يحدث من صيحات في الشركات... ولا التخفيضات والعروض المجزية ولا حتى التي تعلن عن خدمة مجانية... كلها لم تكن يوما لي مصدر التفات أو انتباه.. أضف أن الإعلان وفي هذه الصفحة التي تتوسدها زاويتي هو صديقي اللدود فأمنياتي أن يكون الإعلان موجود يوميا بالصحيفة وأن تحصد العام القادم المشهد الآن أعلى نسب الإعلان والتوزيع... وتدخل مصفوفة الصحف التي تحصد جوائز مجلس الصحافة بعد أن تبلغ سن العام... فقط أن طموحي أن ترى حروفي النور عادة يومية... ورسالة أرى أن غيابها ليس أحساسا مريحا على الإطلاق ورغم العلاقة الضحلة كما أسلفت بيني والإعلان إلا أن حديثي اليوم لا يبارح الإطار الخارجي لهذه المادة المربحة للصحف ولكن بزاوية أخرى وفي صحيفة الانتباهة جاء الإعلان الآتي: وزارة تنمية الموارد البشرية الإدارة العامة للاستخدام إدارة استخدام السودانيين بالخارج تعلن الإدارة العامة للاستخدام الخارجي عن وظائف للعمل بدولة الكويت (للجنس اللطيف فقط) وارد من مكتب أعمال أبو جمال للاستخدام الخارجي موظفات في وظائف (مبيعات– كول سنتر- حجز تذاكر طيران – فنادق- مسوقيين- ضيافة- استقبال. هذه كانت الوظائف المتوفرة في الشركة المعلنة تعالوا نقف على الشروط: عمر المتقدمة من 21 إلى 35 سنة الشرط الثاني جمال الشكل وعلى أن تكون البشرة غير داكنة الشرط الثالث إجادة اللغة الإنجليزية على الأقل مستوى متوسط والمطلوب بعد الجواز والأوراق الثبوتية ثلاث صور مختلفة من القدم إلى الرأس. أولا الشركة لها أن تطلب ما تريد من بناتنا حسب (الموديل) الذي تريد ولكن ألا تستحي وزارة التنمية البشرية أن تتبنى مثل هكذا إعلانات أولا: لأننا نعاني من عدم وجود الوظيفة داخليا وأن ثلاث أرباع الخريجات قابعات في المنازل... فمن الواجب أن تحتوينا هذه الوزارة وتكف عن إيجاد الفرص لنا خارجيا خاصة أننا (بنات) وهذا العادي في الذي يحتويه الإعلان لكن لنأتي لما هو مخزٍ بالفعل: ألم تراجع الوزارة هذه الأعلانات المستفزة لنا الخاصة بتحديد لون البشرة وجمال الوجه ثانيا لماذا كان طلب الصور من القدمين إلى الرأس فمن الممكن أن تأتي الوزارة (بالدغري) وتعلن أنها تريد فتيات ذوات أجسام فاتنة وملفتة ولو لم يكن هذا القصد لكان الطلب صورة فوتغرافية عادية. ثالثا: ألم تدر الشركة الكويتية أن إعلانها يستهدف دولة سمراء وأن السودان اسم سواد لا يختلف اثنان عليه.. وإن كانت تريد بالفعل بنات ذوات بشرة بيضاء لماذا لا تستهدف أي من الدول العربية الأخرى رابعا: لماذا كان شرط التعليم والمؤهل التعليمي غير ضروري للمعلن ولم يشدد الحرص عليه (إجادة اللغة الإنجليزية على الأقل مستوى متوسط). خامسا، حتى الوظائف المعلن عنها وظائف هامشية لا تستحق هجرة الفتيات في زمن أصبحت للهجرة سلبياتها حتى للشباب ناهيك الفتيات. وعليه نطالب الوزارة باعتذار رسمي لنا لأن هذا الإعلان يمس شرفنا وسمعتنا وكرامتنا ونطالب الوزيرة المرأة التي على رأس هذه الوزارة (وليتها لم تكن امرأة) برد اعتبارنا فورا.. ومن هنا نرفع بشكوانا إلى السيد رئيس الجمهورية مباشرة.. أن أوقف هذه الكارثة التي تهددنا عندما تغلف الفضيحة والذل في إعلان ورقي عليه توقيع المسؤولين عنا.. وهنا يكمن الأسف!!.