حالة من الارباك والاضطراب باتت واضحة المعالم والمشاهد تضرب اوصال كيان المؤتمر الوطني وتحدث حالة من الاهتزاز ليس علي مستوي القيادات ولكن حتي علي مستوي القواعد الجماهيرية وذلك في اعقاب التصريح "الضجة" الذي اطلقه السيد رئيس الجمهورية الايام الفائتة بان ايامه علي كرسي الرئاسة شارفت الي النهايات والرحيل ولكنه يبدو رحيلا حزينا لاؤليك الذين يربطون مصيرهم بمصير "الرئيس ..و حالة الارباك هذه ذهب الناس حولها الي مذاهب شتي البعض ناصر فكرة "تيار كفاية" ولو بعقلهم وتفكيرهم الباطني واخرين ربما يدخلون في حالة (هستيريا) اذا مضي البشير في اتجاه اشباع رغبة الرحيل فهؤلاء تجدهم علي رباط قوي ومتين بفكرة استمرار البشير في الكرسي الرئاسي وتخشي ذات المجموعة من ان ينفض سامرها ومن ثم وتجبر علي الفطام بعد ان عاشت طيلة سنوات الانقاذ وهي في الحضن الامن الذي شكلته رمزية البشير وقيادته للدولة وللحزب معا . في ظني ان الذين يحاولون فرض واقع الاستمرارية لرئاسة البشير يفكرون بعقل لا يحتمل الفطام ولا التجديد ولهذا يظلون في حالة قتال ومناهضة مستمرة من اجل مبدا وفكرة "ماممكن تغادر" قد يكون هناك منطق استثنائي يجبر رئيس الجمهورية للعدول عن فكرة كفاية ..ولكن المنطق ذاته لا ينفي ان المؤتمر الوطني طيله السنوات (الكم وعشرين) فشل في ان يعد البديل المناسب وفي الوقت المناسب ولم يقرا كثيرا في ادب تفريخ اواستنساخ القيادات وكانه يرفض تماما فكرة تجديد الدماء فاتسعت المسافة ما بين البشير والاخرين الذين يمكن ان يملاؤا الفراغ الذي تحدثه مغادرة البشير كرمز للدولة السودانية ليس علي مستوي حزبه ولكن لعموم اهل السودان فالسيد الرئيس ثقلته المؤسسة العسكرية واكسبته التجربة العسيرة خبرات ثرة قل ان تتوفر في خليفته ..وسوف يستمر الجدال بين كل التيارات المتبائنة في تعاطيها لرغبة الرئيس في الرحيل ربما تتفتح مسارات جديدة داخل المؤتمر الوطني وربما تنشأ تحالفات وولاءات جديدة ..بالطبع سيكون المؤتمر الوطني اول الخاسرين بل ان جيل كامل داخل هذا الحزب تتلاشي ارادته وتتساقط ولاءاته وينفرط عقده البداخلي حال انتصار هذه الرغبة او صمودها في وجه الذين يحاولون اسقاطها وهي ذات الرؤية التي يتحدث بها الدكتور قطبي المهدي كاحد ابرز قيادات الصف الاول بالحزبوهو كذلك احد العالمين ببواطن الامور وتداعياتها ..ومن الواضح ان الصفوف بالحزب بدات تتمايز والحراك بدا ينشط بشكل كثيف والافكار بدات تتبلور رغم ان الحزب لازال يعاني من غياب المرجعية الفكرية والتي كان لغيابها اثرا في بينا تمثل في صعوبة تجاوزها للعديد من "المطبات" التي واجهت مشروعها الاسلامي . نبض المجالس هاشم عبد الفتاح [email protected]