تعقيباً وردا لما ورد في صحيفة المصير العدد (588) الجمعة 22 مارس 2013م للكاتب الأستاذ/ كور متيوك آنيار: أبيي قضية وطن وأزمة مواقف (2-2). حقيقةً يسعدني الإنارة التي أفاد بها الاستاذ كورمتيوك وأثار حفيظتي ايضاً وشجعني لقراءتها مرات عدة وكان الأهم هو ما ورد عن كتابي الفيسبوك, مما يجعل التساؤل والإستغراب كبيراً... لماذا؟ لان امثال اولئك لا يسعون لمعرفة التاريخ فالقبلية الرجعية اعماهم. تاريخ دولتنا تبدأ من حيث بدأ ت الصراع والنضال الي حيث منتهاها, وخاصةً من المناطق الحدودية من دولتنا وحتي مناطق النجدة من بلادنا الخلفية وبالاحري مناطق الميل (14). ان الذين يتنكرون لنضالات ابناء أبيي في كل الحقب النضالية ويوصفونهم بالاجانب مما أثار دهشتي الشديد ويحزنني هذا الوصف الغير مبرهن (not demonstrated) وهذا ليس دفاعا عن دينكا نقوك أبيي فانني من ولاية الوحدة مقاطعة ابيمنم ونسبة لتجاورنا معهم ومعرفتنا التاريخية لكل الأحداث دفعتني لأبين واوضح لأولئك انصارالقبلية, بأن لأبناء أبيي تاريخ ونضالات لا ينكرها الا من في عينه رمد وفي قلبه أغلال حقد وكراهية لنجاحاتهم وبروزهم في كافة التفاعلات الوطنية سياسياً وااجتماعياً (في الساحة الوطينة) اي Political Fields بدأ الصراع في أبيي منذ 1964م بمهاجمة الغزاة (المسيرية) لكل مناطق أبيي وابيمنم (دينكا رووينق) ومنه إمتد الصراع مع المسيرية الي باقي الولايات الخلفية لنا, وكانوا بحق اهل نجدة وعون لنا,للوقوف لنجدة إخوانهم فكان المقربين نجدة ولاية واراب وولاية شمال بحر الغزال (أويل) الذين دخلوا في المعركة ضد الرزيقات القادمين نصرة للمسيرية في غزواتهم تجاه مناطق الجنوب. بدأت القصة حينما ذهبت البقارة (المسيرية المراحيل) كعادتهم بابقارهم مجتازين أبيي وصولاً الي واراب منطقة دينكا ريك, وفي ذلك الوقت قام المسيرية بعملية استفزازية وذلك بقطع ذراع (يد) احد ابناء الدينكا ريك وعادوا بذلك اليد عابرين مناطق واراب يضربون بها الطبول وعند وصولهم منتصف أبيي قاموا بضرب النقارة بهذا الذراع (اليد) في مرقص مشهود مما أثار حفيزة أبناء دينكا أبيي عامة, فغضب جيل من الشباب عشيرة بنقو وتحدوا المسيرية بهجوم ضاري علي الذين يضربون الطبول (النقارة) بيد الشاب الجنوبي المقتول من دينكا ريك. فقتل شباب بنقو عدد مقدراً من الغزاة المارقين من المسيرية الذين كانوا يعبرون تلك المناطق باستجداء وعند عودتهم يقومون بأعمال خارقة للسلوك البشري السوي والقويم وكان ذلك عام 1964م مثابة شرارة الحرب المعلنة بين المسيرية وكل من دينكا نقوك أبيي وجيرانهم دينكا رووينق (أبيمنم) وتغني لهذه المعارك أمهاتنا معبرات عن تلك الاحداث ومعركة (نغول كاو) وتقول المغنية والشاعرة شبنج مييك فيوك [تونق اشرود قووج نغولي اطان شينقووق أقينق .....ايكو شوول بيقو طوك إتين] والتي تعني: حربنا الذي بدأت في نغول كاو في زمن كنا نلبس فيها البرقع (جلدية) ظنناها ستنتهي هناك. ولكن للأسف امتدت. اخوتي كتاب الفيس بوك عودوا لاغاني أمجادنا ففيها التاريخ الذي سيقراءه كل الاجيال عبركم اناشد الجيل القارئ والكتاب ان توثق تلك الأغاني مهما كانت ففيها تاريخ تليد, فما ورد بلغة الدينكا أعلاه يتسأل المغنية شبنج مييك فيوك أنهن ظنوها اي الحرب ظنوها ستقف هناك ولكن للأسف أمتدت الي الوراء واكتوت بنيرانها حتي جوبا وذلك نسبة لفقدنا روح النجدة للأخوان فدخل البقارة وخلفهم الجيش السوداني حتي استولوا علي جوبا والبيبور وواو...... و......والخ عودة: ففي شهر ديسمبر 1964م بعد هزيمة المسيرية في معركة نغول كاو وغيرها من المعارك عمدوا علي تجميع الدينكا المتواجدين معهم في ديارهم واي جنوبي عابر لفرقانهم تم تجميعهم وإحراقهم في منطقة القبة محرقة القبة الشهيرة ببابنوسة ففيها تم إحراق والدة زوجة شقيقي الاكبر تدعي "نيانييك نقور جنق" وبنات عمي "مبيك دينقكيج" ومنها نجي أحد أبناء عشيرة أشاك هرباً من المحرقة ويدعي "فيين منجتووج" نجي باعجوبة ووصل الي أبيي حيث روي كل التفاصيل حينها, وكان مطارداً بالحصين. وفي يونيو 1977م تحركت بنات نقوك من الخرطوم راجعات الي مسقط راسهن في أبيي فظهر قطاع الطرق من المسيرية واعتدوا عليهن في الطريق في (القوز) بالقرب من مكير ابيور وهن في ثلاث لواري كان بينهن احد أبناء أبيمنم "دينكا رووينق" ويدعي كيلك تيتباج من عشيرة مجوان وصل الي أبيي وأخبر الناس بالحادثة المؤلمة التي حدثت في الطريق وكان ذلك الفعل المسيري المشين ثأراً لهزيمتهم وقتلهم من قبل أبناء أبيي (حادثة الذراع شاب ريك), ففي كل مصيبة في الارض ينجي الله نفراً يخبر الناس بالوقائع والاحداث للعزة والاعتبار للأجيال المقبلة وما سفينة نوح الا شاهد لهذه المقولة والاحداث فالذين انجاهم الرب هم رواة تفاصيل الحدث في ذلك الزمن السحيق فتم تدوينها وحفظها في العقول رواية ومدونة في الجلود. في انانيا (1) للحقيقة والتاريخ كان لأبناء أبيي اسهامات نضالية علي رأسهم القائد دينق اشووال من عشيرة أبيور قائد ميداني باسل استشهد في معركة رووم أمير مسقط رأسه مدافعا عن عرضه وأرضه صونا لثغرة من ثغور الوطن الجنوبي (جنوب السودان) والأمثال كثيرة. أخوتي الفيسبوكيين السرد القليل أعلاه جزء من كل نضالات أهل الحدود في أبيي أن المعارك كمعركة نغول كاوكان الذين تصدوا ودافعوا عن ثغرة الوطن(أبيي) هم دينكا نقوك أبيي ودينكا رووينق (أهل أبيمنم) حينها لم يكن هناك نجدة من اخوتنا الاقرباء المجاورين لنا فإخواننا في أويل يصدون الرزيقات فكان ذلك شغلهم البطولي الشاغل, بجوارنا كان دينكا فاريانق في الشمال الشرقي لم يصلوا لنجدتنا أو الوقوف سنداً لإخوانهم رووينق ونقوك لبعد مسافاتهم عنا (رووينق ونقوك أبيي), وكذلك أهل واراب. ولكن الذين ذكرناهم بأنهم لم ينجدوا إخوانهم ليس لخزلان أو جبن بل السبب التاريخي كان بعد المسافات وقلة (انعدام) روح التدافع والتناصر حينذاك, فكلهم أثبتت الزمان لاحقاً مقدار قوتهم وروحهم الوطنية الباسلة (دينكا فاريانق وأويل وواراب وغيرهم من شباب مناطق بلادي المجاورين) لكن لو تحدثنا عن أقاصي بلادنا فبعدهم وواقع الأحداث اللاحقة في مسيرة ثورتنا التحررية يتحدث عنهم, فلا حرج, في خواتيم المعارك الذي شهدتها مناطق الحدود فقد استشهد منجتووج كوك من جراء اطلاق نار من قبل اليونميس في أبيي وهو ابن خالي, اليس هذه نضالات ابناء الحدود بما فيهم شهداء من أبيي في كل المعارك. إخوتي الفيسبوكيين, اليس هذه نضالات أبناء أبيي شاهدة أم لا تسمعون أخبار المعارك الامامية؟ إني أدعو إخواننا الذين يكتبون في الفيسبوك أن ينتبهوا جيداً ويقرأوا التاريخ عن بداية الصراع وإمتدادها وكيف إنتهت, فالتاريخ الحديث لجنوب السودان شاخصة امامنا الا من لا يجالس كبارهم فأولئك يكتبون في الفيسبوك دون مرجعيات تاريخية ودون أن يستقصي او يستعين بالتاريخ, فالشعب الذي يعرف تاريخه جيداً يكون قوياً بين الشعوب انظروا للشعب اليهودي( الاسرائليين) كيف أنها تؤمن وحدتها وتاريخها في الكتب السماوية موثقة وفي كتب كتابها محفوظ. إخوتي الكتاب وحفظاً للتاريخ اصدروا كتبكم التاريخية عن شعبنا حتي يقراءه امثال الفيسبوكي الذي يقول ان دينكا نقوك اجانب فإذا كانوا يقولون أن الحدوديين أجانب فكلنا حسب قولك أجانب (الميل 14 بكلامك دا يعني هم أجانب من أبيمنم ومروراً بأبيي وأويل وراجا بغرب بحر الغزال) والمرجع كتابات الاستاذ أبراهام البينو مرياك الذي بين ووضح إمتداد الميل 14 (أبيمنم...... راجا) فله شكري. إنتبهو ا جيداً لو إستولي الغزاة علي الخطوط الامامية من البلاد فإن الدور سيلاحقنا حتي نمولي وليس الميل 14 فقط. لذلك فروح النصرة والمدافعة لعون إخوانكم في الشمال الجنوبي مهم جداً للحفاظ علي هذه الأمة والوطن. فالعدو يأتي من تلك الثغور فما تكتبونه في الفيسبوك لشعبنا النضالي يجب ان يكون إيجابياً لبناء الوطن وليس زلزلتها وتقليل روح التماسك لشعبنا النضالي لمواجهة التحديات والتي ما زالت ماثلة أمامنا الي أن يأتي الله بأمر كان مفعولا. أنظروا لأويل عبرة ودروس فهم بحق أهل نجدة واستبسال أينما حلوا وأقاموا, ونحن كأهل أبيمنم دينكا رووينق شهود لنصرتهم لإخوانهم الجنوبيين في كل البقاع, هذه الروح التدافعية يجب أن تعضدوا عليها بالنواجز نحن كأهل الميل 14 كما سموها سندق حصون العدو حتي يستشهد آخر بن لنا دفاعاً عن أراضينا وحتي زوجاتنا من أبيمنم مروراً بأبيي وأويل وصولاً لراجا أبطال الكريش قد أعلنن خوضهن لكافة المعارك القادمة إن لم تحل بالسلم والقانون التفاوضي (المحادثات) فقعقعة السلاح لن تقف ابداً فدوننا مهجنا (ارواحنا) إن لم يكن الميل 14 لاهلها من ابيمنم أبيي, أويل وراجا الصامدة في ثغر غرب بحر الغزال وهذا هو شمال الجنوب حراس لثغور الوطن من القدم واليوم. صوت إمراة من أبيمنم الي راجا سوف تسمعها الآفاق حينها زغرودة نصر علي الحدود. تحية صمود: لشباب الميل (14) الجاهزون للزود عن أراضينا نبلغها لبواسل أبيي وأويل وفرسان كريش راجا وبحر الغزال خاصة ولشباب الجنوب عامة تحياتي بروح النضال أنثرها. بونا ميوك لوات أجوانق [email protected] أبيمنم ت0912040097