كلام الناس * رغم الانتقادات التي توجه للامام الصادق المهدي التي قد اتفق مع بعضها، إلا انني أجد نفسي أقرب الى اطروحاته الفكرية والسياسية واجتهاداته الدينية، وقد بدأت علاقتي المهنية معه في سنوات الانقاذ الأولى عندما كنت أعمل بمكتب جريدة الخليج الاماراتية بالخرطوم. * ظلت العلاقة معه بين زعيم سياسي رقم وحاضر – ما شاء الله- في كل مناسبة وحدث في الداخل وفي الخارج وبين صحفي مهموم بقضايا الوطن والمواطنين، وتعمقت اكثر عندما ابتدرنا تحت رعايته- نحن مجموعة من الصحفيين من مختلف المؤسسات الصحفية - فكرة منتدى الصحافة والسياسة. * أعترف بأنه أضاف إلى رصيدى المعرفي، ولكنني ظللت احتفظ بمساحة لنفسي تعمدت فيها أن اكون بعيدا عن التحزب مع احترامي لحق المواطنين في الانتماء السياسى بلا انغلاق أو عصبية ، وإن وجدت في طرحه الفكري والسياسي ما يمكن اعتباره مشروعا سودانيا قوميا، دون أن يعني ذلك أن ادخل في التزام سياسي يضيق علي مساحة الحرية التي اريدها لنفسي. * أقول هذا بمناسبة نيل الامام الصادق المهدي جائزة قوسي الدولية للسلام بالفلبين، وذلك لجهوده في العمل من أجل خير شعبه ولإيجاد حلول سلمية ،عبر الحنكة السياسية كرئيس لحزب الأمة وإمام للانصار وكرئيس لمجلس الحكماء العربي لحل النزاعات وكعضو للجنة الاستشارية لمجموعة العمل الدولية للدبلوماسية الوقائية وكعضو في شبكة الناشطين الديمقراطيين العرب وكعضو في مجموعة C 1 للحوار العالمي المعنية بالحوار بين العالم الاسلامى والغربي. * أنه لفخر للشعب السوداني أن ينال رمز من رموزه الوطنية مثل هذه الجائزة التي نراها أقل مما يستحقه الامام الصادق المهدى الذي قدمته مؤلفاته الثرة، وحضوره الدائم في الساحتين الداخلية والخارجية، واجتهاداته المتواصلة للمواءمة بين الأصالة والمعاصرة، وانتصاره للديمقراطية والسلام وحقوق الانسان، وتبنيه لمشروعات الحوار والحل السياسى السلمي. * اسمحوا لي عبر هذه المساحة من كلامكم أن أحيي الإمام الصادق المهدي رجل السلام نصير الديمقراطية في بلادنا وفي العالم من حولنا ، الذي أسهم باجتهادات مقدرة في الإحياء الديني والصحوة الاسلامية بلا انغلاق أو انكفاء أو تعصب ضد الآخر فاستحق تقديرنا واحترامنا قبل التقدير العالمى الذي يستحقه. [email protected]