حسنا فعل الدكتور أمين حسن عمر بأن لجأ إلى الشعب مباشرة ليتفاعل معه في أمر ما كنت أتمنى أن يتورط فيه ابتداءا! ولكن، يحمد له أنه اتجه نحو الجماهير مباشرة ليتحدث معهم في "جلسة راكوبة"، وأرجو أن يأذن لي أهل الراكوبة بأن أتناول معهم فنجانا من القهوة. أولا، الدكتور أمين حسن عمر وزير، لديه بدل البدل الواحد ألف، بدل سكن وبدل مواصلات وبدل سفر وبدل اجتماعات وبدل (إيدوها لمواطن فقير)، وما كان بحاجة إلى وظيفة أخرى، يجامل بها خاله على حساب وقت الشعب الذي منحه كل تلك البدلات، مقابل أن يتفرغ أمين حسن عمر لأداء مهام (وظائفه!) فالمفترض أن السيد الوزير موظف دولة، يتولى (مناصب) سيادية، ويعالج أخطر الملفات الأمنية والسياسية في بلادنا، مما يقتضي منه أن يتفرغ لتلك المهام الجسام، بدنيا وذهنيا، ولا أعتقد أنه يمكن أن يكون مشغولا بمدارس (خاله) وهو يتفاوض مع الحركات المسلحة في الدوحة، ولا (تبقى مصيبة المصائب!!) ثانيا، لا شك أن الدكتور أمين حسن عمر قرأ عن الدولة الفاضلة في فكر أفلاطون، ويعلم جيدا أن العلاقات الأسرية تلعب دورا كبيرا في تفتيت إرادة الإنسان، مهما كانت درجة صلابتها، من خلال الضغوط التي يمارسها الأهل. وكنت أتوقع من الدكتور أمين حسن عمر، وأنا أعرفه جيدا بحكم زمالة الدراسة، أن يعتذر لخاله، حتى لا يرتبط اسمه بالمستثمرين والاستثمار، خاصة بعد الاعتداءات غير المحببة التي قادها وزير المالية السابق على المساحات التي كنا نتوقع أن تخضر بدلا من أن تتحول إلى غابات من الأسمنت. وليقارن أمين حسن عمر بين سلوك الإنجليز (الكفار) الذين خصصوا تلك المساحات، وبين سلوك الحكم الوطني (الإسلامي) الذي استولى عليها لمصلحة أفراد متنفذين. إنها المقارنة التي وضع الإسلاميون أنفسهم فيها، وعليهم أن يعوا ذلك! ثالثا، الدكتور أمين حسن عمر، يعلم أن القانون حظر على الموظف الصغير العمل في وظيفة أخرى، بأجر أو بدونه، درءا للشبهات، فكيف فات هذا الأمر على واحد من كبار قادة العمل الإسلامي المنوط بهم إرساء قواعد العدالة ودولة القانون، قبل أن يضطر للدفاع عن نفسه بمقال صحافي، أضر به أكثر مما نفعه؟ يا دكتور أمين، عند ما جاء إنقلاب 30 يونيو 89 كان عمرك 37 سنة إن لم أكن مخطئا، يعني في عز الشباب، الذي كان يأمل الشعب في أن يوظف كل طاقاته للخروج بالوطن من المهالك، وفي أثناء ذلك، يرتفع بمستواه ومستوى أهله المعيشي، ولكن ليس إلى تلك الدرجة!! والآن، هل يترك أمين حسن عمر المنصب الحكومي حتى يخرج من الورطة التي ورط نفسه فيها؟ ولكم التحية يا أهل الراكوبة. [email protected]