بالتأكيد مجرد فرية كبيرة وفقاعة اعلامية ضخمة جدا ونوع حديث من ( التراجيديا ) السياسية التي تقود في نهاية النفق الي الخواتم الدرامية المثيرة كما في القصص والافلام البوليسية الشيقة ، فالحكاية بكل الابعاد والفواصل التي تجمل منطقية الحبكة هي فواصل وابعاد عدمها لا يفسد للنص قضية ، فالحق الأبلج ظاهر ومعقولية المنطق تؤكد بما لا يدع مجال للتكهن او الشك ان مسرحية ما يسمي بالمجاهدين ( السائحون ) هي لا اكثر من مسرحية حق اريد بها باطل ، فهولا الثوار النابعين من رحم المؤتمر الوطني والمطالبين بالاصلاح السياسي في أجهزة الحزب والدولة تقول عنهم كل المعطيات التاريخية بأنهم حفنة من اولئك الانتهازيون الذين ضل سعيهم نحو السلطة داخل الحركة الاسلامية وهم يحسبون انهم اصحاب ( الجلد والرأس ) وكانوا من العامة الذين ذهبوا الي نفير الجهاد لدنيا يصيبونها وغنائم يغتنموها ، فالسائحون اصحاب الحق جميعهم الان في مقعد صدق بجوار مليك مقتدر مما يفند اساس القصة المختلقة حول السائحون ووجود تشكيل او تنظيم جهادي قائم ينظم شئونهم الاجتماعية والسياسية ، فمثل هذه الادعاءات لا وجود لها الا في عقول وأفكار اولئك الذين يريدون ان يخلقوا من ( الحبة قبة ) ، بدليل ان القائد الانقلابي ( ود ابراهيم ) وصحبه الكرام عندما تم اعتقالهم وحتي تاريخ الافراج عنهم ما استطاع ( السائحون ) ان يشكلوا مصدر ضغط قوي ورمانة ميزان مؤثرة ترجح كفة وجودهم كقوة ذات شخصية فاعلة تقوم مسار السلطة بين الفينة والاخري ؟ فاقسي درجة تأثير لهم لم تتجاوز عتبة ( مانشيتات ) الصحف السيارة وحتي هذه الاجتهادات ما اصابتها الصحف من مصدر قيادي موثوق به داخل التنظيم المفترض لكن تم تعلية مقدارها من باب الاثارة الصحفية ومن زاوية الهاء المواطن وأجباره علي متابعة معركة من دون معترك حقيقي . لهذا مهما استطاع المرء من سماع ا صوت الجعجعة لكنه ابدا لن يري الطحين ومهما استرق النظر سينقلب اليه البصر خاسئا وهو حسير ذلك بفضل عدم وجود مثل هذه النظرية من الاساس فالسائحون والغول والعنقاء ومصباح علاء الدين قصص ( حبوبات ) وحكاوي فلكلورية رتيبة تبعث علي الملل وتدعوا للتثاؤب بغرض النوم ؟ . يحدثني مجاهد سابق ان ( السائحون ) في وقتهم كانوا مقاتلين يذهبوا الي مناطق العمليات بغرض الاستشهاد اولا واخيرا ، ففي كل متحرك قتالي مما متعارف عليه بينهم يجب ان يستشهدوا جميعا ومن يعود سالما الي دياره ذلك يعني انه لم يكن صادق النية ولا مخلص في عمله لله ؟ فلو كان أحب ملاقات الله لأحب الله ملاقاته ؟ وهولا الخوالف قلة لا يتجاوزون سالب واحد من عشرة ويشعرون بالدونية كونهم لم يصدقوا الله فاعتزلوا العمل السياسي وتفرغوا الي شئونهم الخاصة وهم يندبون حظهم العاثر في عدم انتقالهم الي الرفيق الاعلي والزواج بسبعين امرأة من الحور العين ؟ اما الذين انتحلوا الان اسم السائحون هولا المرتزقة الذين كانوا يقاتلون من اجل ان يقال عنهم داخل التنظيم انهم ( جاهدوا ) وقد قيل عنهم ؟ ولكن امتداد نفاقهم لن تفتر له همة حتي يكونوا شيئا مذكورا يصرف بال واتجاه الناس من القضايا الاساسية ليركزوا نحو الافق اللامتناهي لتنظيم افتراضي قياداته شخصيات افتراضية تماثل شخصيات الصداقات والتحالفات الاجتماعية التي يعمد البعض علي الانشغال بها لملء الفراغ ؟ تبيان صديق [email protected]