تتجددت معاني الجهاد لدى أبناء السودان في القرن العشرين بذات القيم التي ورثتها في سابق العهد الماضي، وتشابهت صور الدبابين مع شهداء أم دبيكرات فلا فرق بين من يسد فوه المدفع برأسه ليحمي عقيدته وبلاده، وبين من يفجر الدبابة في الأدغال، فالعلاقة رغم الفارق الزمني تبقى فيما يعرف عند علماء الحرب ب«العقيدة القتالية» التي تحكي بسالة أبناء السودان الذين جاهدوا مع القوات المسلحة، والدفاع الشعبي فسطروا ملاحم بطولية بذلوا فيها المهج والأرواح وأرسوا دعائم السلام والأمن والاستقرار. كانت تجربة الدفاع الشعبي فى تجييش الشعب والتعبئة العامة والانخراط في معسكرات التدريب ثم الاستنفار الذي أحدث نقلة نوعية في تعزيز الإنتماء والولاء للوطن وحمايته من عصابات التمرد التي رهنت إرادتها عند الأجنبي الطامع في مقدرات السودان، وظلت تعمل على تغيير هوية وعقيدة أهل السودان. نعم تدافع المجاهدون من كل بقاع السودان تحت راية الدفاع الشعبي الذي يأتمر بأمر قيادة القوات المسلحة وتحت مظلة قانون يدعم استنهاض الهمم وإعلاء قيم الجهاد والاستشهاد. وتدافع عبره الشباب لساحات الفداء تسوقهم الأشواق للرباط لحماية الثغور وتأمين المنشآت وصد الأعداء ودرء الكوارث وتسيير القوافل التعليمية والدعوية والجهادية فكانت الألوية والكتائب تترى من الأهوال وحتى لواء الردع أكثر من أربعين لواء وعشرات الكتائب فيها من رجال صادقين بعهدهم، أربعة عشر ألف شهيد ومئات الآلاف من المجاهدين الذين شاركوا في المتحركات والعمليات. تعددت الكتائب التي خرج فيها المجاهدون إلى مناطق العمليات تلبية للنداء وفي كل ذلك كان الدفاع الشعبي الجهة الوحيدة التى تفوج المجاهدين إن كانوا في القوات الخاصة ككتائب «البرق الخاطف»، و«الفرقان» و«الطيارين» و«السائحون»، فجميعهم مجاهدون أدوا مهامهم بكل تجرد مبتغين بذلك إحدى الحسنيين. لم يكن على امتداد المسيرة للمجاهدين رؤية أو هدف في تشكيل مجموعات أو خلايا خارج إطار مؤسسة الدفاع الشعبي، كما لم يكن لهم مطالب سياسية أو أجندة حزبية، إنما كان المجاهدون وسيظلون على عهدهم مع القائد وأمير المجاهدين الرئيس البشير فى خندق واحد، قلنا هذا الحديث أكثر من مرة. لأن هناك من يسعى للتحدث باسم المجاهدين لتحقيق أهداف حزبية تسعى لزيادة الشقة بين الصف وتقويض النظام تحت حجج مكشوفة ومرامي معلومة، فنحن أول من نادى بمبادرة لجمع المجاهدين، لكن قلنا فليكن ذلك تحت رعاية ومظلة الدفاع الشعبي الذى ظلت أبوابه مشرعة أمام المجاهدين. وكان القصد لم الشمل لتتجدد الأشواق، فللجميع عهد مع الشهداء ولنا ذكريات واتكاءات على الخنادق نريد أن تظل باقية بألقها في نفوسنا، وقلنا يجب أن يكون الجهاد والمجاهدون بعيدين عن دائرة الصراع السياسي، وليس مسموح لجهة التحدث باسمهم أو توظيفهم لأجندات حزبية أو مخططات ترمي لخلخلة البناء داخل المؤسسة الجهادية أو السعي لإضعاف الدولة وأجهزتها الأمنية. درج أحد يدعى أنه من «المجاهدون السائحون» وفى موقع على الفيس بوك يكيل لشخصي الضعيف سيلاً من السباب والتجريح والتشكيك في التحاقي بالجهاد ومجموعة «السائحون» ولا أريد الرد عليه بالطبع لأن في ذلك إفساد للنيات وثغرة يمكن أن يدخل منها الشيطان. لكن عليك أخي السائح إذا كنت من ضمن كوكبة «السائحون» مع الشهداء عبد القادر على وحمدي مصطفى وحسين دبشك والنعمان محمد إدريس ومحمد كالوج وعبادي والمعز وفضل المرجي الذين صعدوا بعد أن تركوا لنا عهداً وميثاقاً أن نترفع عن تلك الصغائر، فعندما خرج المجاهدون لم تكن السلطة همهم، ولا الدنيا غايتهم، ثم ماذا لو جاء هؤلاء الشهداء وقلنا لهم إن ود إبراهيم الذى تدافع عنه يريد تقويض الإنقاذ، ورغم ذلك فقد قلت فى مقالي لا بد من محاكمة عادلة، ولتكن محاولتهم فرصة للمراجعة.. ونحن نسأل: أين المنتظرون على دروب الجهاد من أمراء «السائحون» ليحدثونا عن مجاهدي «الكيبورت» أين هم المجاهد السائح فضل الله أحمد عبد الله والمجاهد السائح إسحاق أحمد فضل الله والمجاهد السائح عمر المفتي والمجاهد السائح عاصم حسن والمجاهد السائح سيف الدين حسن والسائح على طقش وغيرهم من رجال«أشواء ومقوى وفلتاكا والميل 39 و40» على «المجاهدون» إدراك المرحلة التي يمر بها الوطن من تحديات وما يرسم له من مخططات، فكما أفلح أصحاب الغرض في شق صف الحركة الإسلامية يجب علينا أن لا نتركهم يحققون رغباتهم في زرع بذور الفتنة بين المجاهدين بخلق مجموعات متفرقة ومتشاكسة كما صنعوا في أفغانستان. وهل وصلنا مرحلة حتى تجعل الشيوعي فاروق أبو عيسى يطمع في ضم مجموعة «السائحون» لتحالف المعارضة عندما دعا شباب الحركة الإسلامية ومجموعة «السائحون» للتنسيق مع تجمعه لإسقاط النظام. يا أصحاب المبادرة من «السائحون» لا نشك في نوايا البعض من الساعين للإصلاح، لكن إن كان هذا التجمع يتبناه ويرعاه المؤتمر الشعبي الذي فقد البوصلة، وأصبح لا يفرق بين عبد الواحد محمد نور والزبير أحمد الحسن فما لنا إلا أن نقول: اللهم إنا نعتذر إليك مما صنع هؤلاء ونبرأ إليك مما صنعت حركة العدل والمساواة.0121606055