ان التفريط يولد الضياع... والذى بدوره يورث... والاختلاف... والتمزق... وان من يفرط فى ...الارض يشبه من يفرط فى العرض ...فالارض والعرض ....محل اعتزاز ونخوة وغيرة... منذ ردحا من الزمن تعودت الحكومة... بيع الاراضى المغتصبة بطرق عشوائية... وبدون ان تخضع قراراتها الارتجالية... تلك لمشورة اهل الرأى ..والحكمة وستكون الكارثة الفادحة... اذا اتضح فيما بعد ان كل الاموال... التى تجنى ثمنا لهذه الاراضى والتى هى ...ملك للشعب السودانى... لم تدخل قيمتها ...خزينة وزارة المالية كاجراء قانونى... لا يقبل التسويف لتظهر..هذه المبالغ رصيدا مضافا... لصالح الشعب السودانى وقتها ستكون الكارثة اكبر فداحة... واعظم الما ..فاراضينا للاسف ضاعت واموالنا نهبت والشعب اخر من يعلم واذا علم فقد تعود الصبر والصمت ولمن الشكوى ياترى...والقاضى ....هو الجلاد. ان ما حدث فى ام دوم يدل على اختلال التوجه الحكومى فى تدارك الامور... ومعالجتها وفق ما يتماشى اولا مع مصلحة الاغلبية الموجودة ...فى تلك المنطقة... وان الانفجار الذى حدث فى ام دوم لم يحدث بين عشية ...وضحاها بل جاء بعد الاحساس بالقرارات التعسفية الضارة ...بمصلحة المواطن... فقد جرت المحاولات ...مع الجهات الرسمية بان لا تتصرف فى اراضى المنطقة فهم احق بابداء وجهة نظرهم.. وكان من باب اولى ان يتم التشاور.. مع كبرائهم واصحاب الحكمة والرأى...فان منطق فرض الواقع بالقوة الجبرية.. لايترك... اى....معنى لمفهوم الراى... والراى الاخر... ان ضياع كثير من املاك الوطن التى تخص الشعب السودانى ضاعت بمنطق الحكومة (العاجبو عاجبو...والماعاجبو.. يخبط راسو بالحيطة) لكن اهل ام دوم لم تعجبهم خبط الرؤوس بالحيط ولم يعجبهم ...منطق السلطة المتعجرف...والعاجز... والغير.. متوازن فكانت ثورتهم... تستحق ان تعيرها السلطة كثير من الاعتبار... والاهمية... وكان من الاولى ان تنظر...الحكومة الى القجوة العميقة التى تفصل بينها وبين المواطن ..والتى باتت تتسع مع الايام انه المواطن الذى اصبح يفهم ويستوعب حجم الكارثة الحتمية التى تصنعها الحكومة.. وهى تتاجر فى ...مقدرات الوطن... وتستقطع بحجة الاستثمار الاف الكيلو مترات... وتمنحها من تحت الطاولة وتبرم مئات الصفقات المشبوهة.... لتملاء جيوب ...الاستغلاليين فيها... او لتعبئة خزانة ...الحزب الحاكم.... ان ضياع الجنوب سيظل جرحا نازفا لن يندمل...وهو شاهد عملى من السلطة بانها لا تعالج الامور وفق منظق عقلانى... يجعل مصلحة الوطن اولا ولكنها تتمادى فى منطق معوج ومدمر بان مصلحتها فوق مصلحة الوطن ان ضياع سودانيرمثل ضياع سودان لاين وتشبهه فى الضياع... البنوك التى افرغت من كوادرها ومقدراتها ..وادمجت فى اخرى بكل عشوائية.... ثم الشروع فى بيع ..هيئة الموانى البحرية ...وبيع كثير من المؤسسات... والشركات....والاف الكيلو مترات... من الاراضى الزراعية ...وطابور طويل... من مقدرات الوطن.. ضاعت هباءا منثورا ...بعد ان تمت...الصفقات... تحت جنح ليل الغفلة ....وقبض الثمن.... والبقية تاتى... والطابور ماشى ... وربنا يستر... منتصر نابلسي [email protected]