خروج: * الثالث من مايو هو اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ تحتفل به الدول الحرة؛ وعلى استحياء يتذكره (غير الأحرار) وسط هواجس وعذابات لا آخر لها..! ذلك أن بلدان الطغاة تزعجها الحرية أكثر من الشرك بالله والقتل والفساد..! وحسب التعريف المقتضب فإن هذا اليوم مناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير؛ وكذلك تذكيرهم بالعديد من زملائهم الذين ضحوا في سبيل الإيمان بهذه الحرية.. بعضهم قدّم روحه قرباناً وآخرون تجلّدوا للسجون وأمكنة التعذيب والشظايا، مهراً للحقيقة..! تذكرة: * في يوم حرية الصحافة لا تخطئ الإشارة اتحاد الصحفيين السودانيين في (ضيعته الفارغة) وشخص رئيسه الذي يتذكر الناس منجزه الوحيد خلال عام حين تصدى لمهمة اعتقد الكثيرون أنها ضمن لائحة الأولويات للاتحاد؛ ألا وهي اكتشافه لهوية الجراد الذي غزا شمال السودان بالقول: إنه (إسرائيلي)..! ثم إذا عددنا تصريحات هذا الرجل غرقنا معه في الوحل السياسي الذي ينأى عن مشاكل المهنة العميقة ومصائب منسوبيها.. فلا تدري باسم أي جهة أو حزب ينطق د.محيي الدين تيتاوي والذين معه.. فمهنة الصحافة في أصلها النظيف (لا تنتمي)..! تحتاج إلى رجال شجعان يدركون أن علو سلطتها لا تصنعه (الصدفة).. أما الحال بالنسبة لمجلس الصحافة والمطبوعات فهو ليس بأحسن من الاتحاد رغم أنف الخدمة الطويلة لعزيزنا الكبير بروفيسور علي شمو.. فهو أو غيره يحرسون واقعاً خائباً فقط..!! النص: * قرأت في بعض الصحف خبراً منزوياً عن سفر وفد سوداني إلى خارج الحدود للاحتفال مع أفارقة وعرب بيوم حرية الصحافة.. ولو صح هذا فهو مثال للعبثية في صرفها المأفون... فعلام تحتفلون بيوم لا يخصكم؟!! علام تحتفلون ورؤساء تحرير معظم الصحف على رؤوسهم طير الهزيمة وريش المغنم..؟! علام تحتفلون بشيء لو كنتم تؤمنون به ما كان الحال يغني عن (المقال)...! علام تحتفون ومن المفارقة أن تكون صحافة إسرائيل ضمن دول أخرى نموذجاً في الحرية والنزاهة فهي لا تغض الطرف عن (كبير) أو صغير؛ رغم أنها دولة بلا دستور..! * أما نحن فقد تعودنا أن نحتفل بأي (لا شيء).. لماذا؟؟؟.. إنها الغواية؛ تجعل الوعي مصدقاً لما بين يديه من (اللا وعي)..!! أفيقوا يا من تستوطنون في الجيوب..!! أعوذ بالله الأهرام اليوم