رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    جبريل يقود وفد السودان لاجتماعات مجموعة البنك الإسلامي بالرياض    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان..البرهان يصدر قراراً    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صائد الجوائز
نشر في الراكوبة يوم 05 - 05 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
المحاولات المستميتة والجارية خلال الأسابيع الماضية، لإقناع السيد جمال الوالي للعودة مرة أخري لقيادة نادي المريخ، الذي يمر بفترة حرجة وصل فيها الي درجة غير مسبوقة، من تردي الأداء وسوء النتائج ونزيف النقاط، وبكلمة وأحدة فقد الفريق هيبته وطابعه المميز، وأصبح مطمع للأندية الصغري قبل الكبري، والمؤكد أن ما يحدث اليوم في نادي المريخ علي مستوي فريق كرة القدم، ليس وليد اللحظة ولكنه محصلة لتراكم الأخطاء وتركة الفشل والتخبط التي تركها المجلس السابق، وبالتحديد الفترات التي تسنم فيها رئاسة النادي السيد جمال الوالي، الذي الغي بجرة غرور كل إرث النادي الإداري والرياضي، بل رمي به في بحر التجاوز والإهمال، بدلاً من البناء عليه وتجاوز أخطاءه، فقام بفرض سياسة جديدة وغريبة، لم تُعهد في دنيا الرياضة، بصورتها الفجة والخالية من اي إبداع او حتي تصور إداري واضح، او تقدير لتاريخ النادي وجماهيره وأقطابه، وإعتبار مسيرة النادي بدأت بمقدمه الميمون، وهو يستند ليس علي مواهبه الإدارية ووعيه الرياضي وتصوراته المستقبلية كما يفترض، وإنما علي مساعدة الحكومة ودعمها الغير محدود له، كفتي مدلل لأ يرد له طلب، إضافة الي قدراته المالية المهولة، وقد أصبح المال سيد الساحة في هذه المرحلة الحرجة من الإنحطاط الرياضي.وإذا استبعدنا حالة التدهور العامة التي تطال كل المرافق وتعصف بكل المجالات بما فيها الرياضة، نجد أن قطاع الرياضة بالتحديد كان نسبيا افضل حالاً ، من حيث مستوي الدعم المادي الذي يجده ناديا المريخ والهلال، ولكن عند مقارنة حجم الإنفاق علي هذه الأندية مع مردود النتائج، نجد ان البون شاسعا ويميل لكفة الفشل الذريع، الذي يستوجب المحاسبة والردع والإبعاد للعناصر المتسببة فيه، وليس الطبطبة عليها وإعطاءها الفرصة تلو الفرصة، وتصويرها كأنها آخر الكفاءات الإدارية علي سطح الأرض، وأن العيب ليس فيها ولكن في المجموعة المحيطة بها ولا تقوي علي مجاراة إبداع وقدرت رؤوساء تلك الأندية، المضحين بمالهم وجهدهم وراحتهم وحقوق أهاليهم، لوجه الله وعشق الناديين وجماهيرهما!
هذه المحاولات مدفوعة الإحساس بالنقص في نفسها وتحاول نقل عدوته، الي جماهير وأقطاب وإداري نادي المريخ، لتلبسهم ثوب العجز وعدم القدرة والأهلية لقيادة نادي المريخ الي بر الأمان، وتأكيد أنه لأ يوجد غير شخص واحد خلق لهذا الدور او خلق هذا الدور له لا فرق! ليحمل العبء عنهم ويرجع البسمة والفرح لجماهير المريخ، صديقة الأحزان وعدوة الفرح والمعذبة في الأرض من دونه! وتصويره كأنه رئيس آخر الزمان الذي بعث ليطهر مسيرة المريخ من جور الهزائم المذلة والمتوالية الي نغمة الإنتصارت المتواصلة ونعمة البطولات الداخلية والخارجية، ومن ذل الفقر المادي الرياضي الي عز الإستادات العالمية والتعاقدات المليارية، ويشهد بذلك تحفة ال(سانتياغو برنابيو) أقصد ملعب المريخ بامدرمان، الذي إستضاف لقاءات دولية، ولكنه للأسف لم يرضِ أبناء الجيران ووصفوه باقذع الألفاظ بعد هزيمتهم المرة علي ساحته بعد ان إختاروه بمحض إرادتهم! المهم هذه المحاولات المستميتة لإرجاعه لرئاسة النادي وهو يتمنع كالعروس في خدرها، أرجعني لخبر أثار إستغرابي وحيرتي قبل فترة ليست بالطويلة، والأعجب ما تلي ذاك الخبر من تهليل وتمجيد سنأتي له لاحقاً، والخبر المقصود هو أن السيد جمال الوالي الرئيس السابق لنادي المريخ( وفي رواية أخري الوريث الشرعي له) قد فاز في إستطلاع رياضي بالمركز الأول، كأكثر رؤوساء الأندية العربية شعبية( مساكين قامات في وزن مهدي الفكي وابو العائلة والطيب عبدالله وصالح سليم وحديثا عبدالرحمن بن مساعد)، ولا أعتقد ان هذا الترشيح وتوقيت ظهور نتائجه بريئان، و لأ أشكك في نزاهة تلك المواقع من غير دليل واضح ومقنع للجميع! ولكن هنالك عدة تساؤلات تفرض نفسها؟ مثلاً هل هذه الإستفتاءات خاضعة لمعايير محددة؟ او مستهدفة لشريحة محددة؟ وكيفية التصويت؟ هل يمكن للشخص الواحد ان يصوت أكثر من مرة؟! وأيضا بما أن حجم الدول وعدد السكان والإمكانات المادية متفاوتة كيف تعالج مثل هذه التباينات؟! وعلي المستوي الرياضي هل للإنجازات الرياضية(تحقيق البطولات هدف اساسي للأندية الرياضية ويعتبر إنجاز يعكس قوة الفريق والقائمون علي امره وإلا اصبحت اندية ثقافية وإجتماعية فقط) دور في هذا الإستفتاء؟ أم المقياس فقط هو الظهور في الإعلام، والإتصال ببرنامج صدي الملاعب والتحدث مع مقدمه الظريف مصطفي الآغا، ونقل أخبار النادي والتعاقدات المليارية له، حتي قبل ان يعرفها أقرب الإداريين وأعضاء النادي المداومين علي الحضور وصحفه في الداخل! لأنه علي مستوي البطولات حتي داخليا، كانت لنادي الهلال الغلبة محليا، بإحرازه كأس الدوري الممتاز (اكبر بطولة محلية) أكثر من المريخ وبفارق كبير، وألحق به سلسلة من الهزائم في مبارياتهما معا(وهذه لا يعلم طعم مرارتها إلا مشجعي المريخ ولا يخفف من وقع صدمتها أموال قارون ولطافة وحكمة إياس) كادت أن تلغي الندية التاريخة بينهما والسبب في استمرارهما، وتُسلم الراية لفريق الهلال كسيد متوج عن جدارة في هذه المنافسة الأزلية، وأفريقيا الهلال أعلي كعبا فقد أحرز نتائج افضل من نده المريخ، ومنحته معدل أعلي من النقاط، إستفاد منها ليس المريخ فقط، ولكن السودان ككل بمنحه أربع فرص للمشاركة الافريقية. أما إذا كان الموضوع متعلق بالبني التحتية (لا ننكر جهده فيها) لا يمكن مقارنة ملعب المريخ بوضعه الراهن، باستادات عربية عالمية في الخليج وبقية الدول العربية، إلا إذا استندنا الي المثل القائل (الطشاش في بلد العمي شوف) او أخيه (الماشاف التمساح يخلعوا الورل). أما إذا كان الموضوع متعلق بالوجاهة والحكمة والظهور بمظهر الوداعة والطيبة ولعب دور شيخ العرب حلال المشاكل! فصراعاته الأخيرة مع المجلس الحالي ومحاولة فرض الوصاية والدكتاتورية الناعمة التي يبرع فيها عليه، تبطل هذه الصورة الزاهية التي تم تثبيتها في وعي وعاطفة جماهير المريخ بصفة خاصة والجمهور الرياضي بصفة عامة! وتبين مدي حبه للرئاسة (والشو الإعلامي)، وإستماتته لكي يكون مركز الأضواء وصانع الحدث، حتي ظننا أنه يُعد من قبل الجماعة الحاكمة بأمر الله، بوصفه ينتمي لسريتها ويغزو غزوها ويغزل نسجها! لتسنم مراكز متقدمة في منظومتها، بعد حصوله علي القبول المطلوب علي مستوي الجماهير وبالأخص الشارع الرياضي الأكثر عددا وأكبر أثراً وأكثر ضجيجاً! أما إذا كان سبب الفوز يرجع الي غالبية سكانية، فنحن ندري أن الشريحة التي تتعامل مع (النت) في السودان مقارنة ببقية الدول، صغيرة جدا وأغلبها لها إهتمامات بعيدة عن الرياضة وإحتمال عن الوطن نفسه(بعد خلق وطن إفتراضي فيسبوك وغيره)، وعلي الرغم من شريحة المهاجرين العريضة والمتواصلة جيدا مع الشبكة العنكبوتية، فهي الأكثر إنشغالا وإبتعادا عن الرياضة، وحتي من ينشغل بها فهو أكثر لفظا ورفضا لهؤلاء الرؤوساء الذي ينحدرون من سلالة النظام الحاكم، والذي يعني دعمهم، دعما للنظام الحاكم، وهم لا ينكرون ذلك بل يؤكدون عليه كأبناء أوفياء لسياساته! التي لطالما إسترقتهم واستنزفت مواردهم، وعاملتهم كضرع لا ينقطع عن إدرار الدولارات، وهم اكثر دراية برؤوساء الاندية في الخارج وكيفية إدارة تلك الأندية، لذلك تبرير هذه النتيجة المفارقة للمنطق بكثرة السودانيين في الداخل والخارج، فهي حجة لا يمكن (بلعها). أما إذا كانت هذه الإستفتاءات تمت عن طريق الرسائل النصية عبر شركات الإتصالات، فهنالك شكاوي مزمنة ومتعددة من البعض، أن محاولاتهم المتكررة للإشتراك عبر إرسال الرسائل لبعض المسابقات التلفزيونية العربية لا تصل، والأغرب قد يتم الخصم علي هذه المحاولات الفاشلة! ولا نعلم آلية التنسيق بين شركات الإتصال في الداخل والخارج، ولكن ذلك لا ينفي حصول الإستغراب من وصول بعض المسهامات (إذا صحت انها تمت عبر الرسائل النصية) المشاركة في التصويت، وتوهان تلك المشاركات(في المسابقات) المذكورة أعلاه في دهاليز وخطوط وشبكات شركات الإتصالات، وحتي لو كان هنالك أحتمال كبير اونسبة نجاح مئة في المئة في وصول رسائل التصويت الي مركز الإستفتاء، لا أظن أن الظروف الإقتصادية السيئة التي تعيشها جماهير الرياضة، تسمح بإرسال رسائل خارجية مكلفة، تتعارض مع حالة التقشف الإجبارية التي تفرضها علي نفسها، لتباصر بها شح الموارد ومعالجة أمر المتطلبات الأساسية التي تتصاعد كأعمدة الدخان مع شروق كل يوم، ولا تستمر الحياة بدونها.
أما إذا كان سبب هذا الإنتصار السوداني الكبير في حقل العلم او الإقتصاد او السياسة، آسف اقصد حقل الإستفتاءات (النتية او التلفزيونية) وتحقيق إبن الوطن البار السيد جمال الوالي لجائزة أفضل رؤوساء الأندية العربية شعبية، أي سبب هذا الإنتصار يرجع للمقدرات المالية للمستفتي عليهم او المرشحون لنيل هذه الجائزة الكبري، فهنا يتحول العجب الي إندهاش يُفغر الفاه! بل هنا نصل الي مربط الفرس! وهو القدرات المالية للسيد جمال الوالي! فهذة تشكل اعجوبة ومعضلة يصعب فك شفرتها، ويهرب الجمع الصحفي من مسؤولية وضعها علي طاولة التشريح او معرفة خباياها! فكيف جمع السيد جمال الوالي هذه الثروة الطائلة خلال فترة وجيزة؟! والتي لا يعلم عددها إلا الله وأظن حتي السيد جمال الوالي لا يعلم عددها! اي ما هو تاريخ السيد جمال الوالي المالي؟ما هي مصادر ثرواته؟! كيف طورها بهذا القدر؟ وهل تسمح ظروف السودان الإقتصادية بنمو الأموال بهذا الشكل العجيب؟! أي هل بلادنا(بلاد الفرص وأرض الأحلام) اي الأعمال فيها مفتوحة للنجاحات وتحقيق الأرباح الفلكية! كالتسهيلات المالية من البنوك وسهولة الإجراءات وقلة الضرائب، وتوفر المواد الخام ورخص أسعارها وتوفر البني التحتية، ووجود عمالة مدربة وماهرة، وتوفر السوق الإستهلاكية بمعني آخر إرتفاع دخل المواطنين، والمحصلة هل البيئة الإستثمارية في السودان آمنة ومشجعة علي جذب الإستثمار، وبالتالي زيادة أعداد رجال المال والأعمال وزيادة أرباحهم ومداخليهم بصورة موازية لتلك النهضة التنموية المصحابة لها لتفرز نموذج الوالي؟ إحتمال؟! اليس السودان دولة كبري؟!! ويحتكم علي عدد ضخم من الولايات(حكومات مصغرة بكل مخصصاتها ولا نقول واجباتها فهي ليست فاضية لفلقة الدماغ هذه فلديها اشياء اهم)، بل يتفوق علي الدول الكبري الظالمة! فلديه ثلاثة وزراء لكل مواطن! وهنالك نية لدي الجهات المختصة لفتح باب الهجرة الي السودان من كل دول العالم لنيل الوزارة لكل الطامحين، لأن هنالك ولايات تعاني من النقص المريع في الولاة والوزراء والدستوريين، بسبب الإقامة شبه الدائمة في العاصمة او رحلات العلاج الخارجية التي لاتنتهي ولذلك تم تفريغهم لها!!
المهم إذا صدقنا كل ذلك وهو أمر لايصدق! اين مردود هذه الأموال علي الدولة و الدورة الإقتصادية الداخلية؟ أين مصانع وشركات ومصارف السيد جمال الوالي؟ كم تستوعب من العمالة المحلية التي تهتف بأسمه حتي جف حلقها! اليابس اصلا من المناشدات والشكوي وقلة السيولة! ماهي المسهامات الإجتماعية التي قدمها و تتناسب مع هذه الأموال وظروف المواطنين الصعبة(بعيدا عن اليد اليسري واليمني، لانها لو صدقت ما كنا سمعنا بملياراته التي يتحدث هو بنفسه عن إعفائها لنادي المريخ ثمرة فؤاده وقرة عينه)، هل تفرض علي هذه الأموال ضرائب وزكاة أم تكفي بنت لبون الرياضية؟ فنحن نعلم الكثير عن رجال أعمال سودانيين إمتلكوا المصانع والمؤسسات، وكانت لهم إسهاماتهم المعلومة في الإقتصاد وفتح فرص العمل للسودانيين، والإسهام بنصيب الأسد في الأعمال الخيرية والإجتماعية الظاهرة(ولا تنفي مساعداتهم الخفية للبسطاء والأيتام والمحتاجين التي يعلمها اللصقين بهم) يدفعهم الي ذلك روح إنسانية وإحساس حقيقي باخوانهم في الوطن، وبعد صوفي تربوا عليه كثقافة مجتمعية تؤمن بالوقوف مع الضعيف وتنبذ إستغلاله او الصعود علي اكتافه من أجل الأرباح، والأمثلة في ماضينا القريب علي قفا من يشيل، اي كانت مصادر اموالها معلومة وكذلك كيفية أستثماراتها والعائد منها، وعلي ضوءها تم تقييم دورهم في تقدم البلاد ومساعدة العباد ونالوا إحترام الجميع. فهل مصدر أموال السيد جمال الوالي وإستثماراته هو الجن؟! ممكن اليس هو أحد عباد الله الصالحين، الوارثون للأرض والأندية! او من المحتمل انه وجد خاتم سيدنا سليمان! فهو منذ صغره كان محظوظا ومهذبا وبارا بامه...الخ كما اتوقع قول أصدقائه وإعلاميه، أي يصنعوا له تاريخه الخاص الذي يتماشي مع أحواله الحالية وطموحاته المستقبلية، اليس من يملك الحاضر والمال يملك التاريخ كذلك او يشتريه لا فرق! وبتعبير احد الكتاب العرب يخلق تاريخ موازي يتلاءم مع رغباته وخياله وليس له صلة بالواقع والحقائق من قريب او بعيد! وبالتأكيد لن يعدم من يؤكدون ويقسمون علي صحته، لدرجة تصل الي تقديس صاحبه، وإحتمال أكبر من تقديسهم للنبي الكريم، علي الأقل النبي الكريم لا يملك كل هذه الأموال، وكانت سلطته معنوية وتملك شرعية النبوة، وهذا بالطبع ليس زمان السلطة المعنوية، فهو زمان المال وسلطة الجاه وعز المنصب والمكانة الإجتماعية، لذلك فهو زمن جمال الوالي بامتياز ومن يدعمون مشروعاته! ويضخمون شخصيته ومكانته و لا نعرف حتي تصل الي أين، لأن كل ما يفوت حده ينقلب الي ضده كما تقول الحكمة الشعبية، وترتد عليه بمزيد من الخسارة، خاصة أذا كانت قائمة علي شفا جرف هار من الأوهام، وبداية بفشله السابق في مجال الرياضة، والآن من خلال إصرارهم علي إعادته اليه، ليكرر نفس السناريو السابق ولا بأس من أن تلدغ جماهير المريخ من جحر الوالي عشرات المرات طالما حنفيتة المالية لا تعرف الإنقطاع، ولكن فشله هذه المرة سيكون نهايته الفعلية وحرق لهذه الصورة المتضخمة الوهمية لأن للصبر حدود! ولكنه بالتأكيد يمتلك قوة ردع إعلامية لا يستهان بها، تسبح بحمده صباحا ومساء، ولكن المؤكد ايضا أنها مهما أوتيت من قوة و موهبة ووسائل خداع وإقناع، لا تستطيع تسويق فرية ووهم شعبيته المزعومة، وتحويل فشله الإداري وخاصة الإدارة الرياضية الي إنجازات! إلا إذا كانت للمجتمع الرياضي المريخي القابلية العالية للتصديق، هروبا من القيام بواجبهم في الوقوف بقوة، ماديا ومعنويا مع فريقهم في محنته، والصبر عليه حتي يكتمل بناءه، رياضيا وإداريا علي أسس سليمة وديمقراطية حقيقية تقطع مع التقديس المالي وتقليل الذات، وتنأي عن الفردية والنرجسية ونسبة الإنتصارات والإنجازات(علي قلتها) لفرد واحد، وترحيل كل الأخطاء والهزائم الي الآخرين والظروف وتقاعس اللأعبين والحكام ...الخ
نرجع لمسألة الإحتفال بهذا الإنتصار التاريخي، بل وتحويله الي تظاهرة رياضية، شارك فيها رموز المجتمع والرياضة(معذبة كلمة رمز معانا) وأهل المغني والطرب، وما يزيد الأذن حيرة سمعية والعين دهشة بصرية والبال إرتباك، مشاركات شخصيات بوزن البروف كمال حامد شداد(الذي يفرض/يعتقد نفسه كعقلاني وسط حشد من الفاقد التربوي الرياضي) في هذه التظاهرة، التي في حقيقتها تدشين لمشروع إعادة جمال الوالي لرئاسة نادي المريخ مرة أخري! بعد إعادة تلميعه وتخليصه من تاريخ فشله السابق كالشعرة من العجين، وإنزاله من أعلي، وتصويره كأنه مطلب الجماهير الأوحد، وأن رئاسة نادي المريخ أقل من شأنه وإمكاناته، ولكنه سيقبل بها، نزولاً عند رغبة جماهير المريخ العظيمة! المتعطشة للإنتصارات وملئ خزائن الفريق التي أصابتها الفاقة والحرمان وغابت عن سكنتها الجرذان.
في الحقيقة لا اعرف تفاصيل تلك الأمسية الاسطورية، ولكن أتوقع ان سيف الدولة الحمداني (جمال الوالي) قد ارهق قريحة المتنبين(من المتنبي) من شعراء ومغنين وبروفات وإعلاميين، وفجر عطاءها بكلمات الإطراء وقصائد المدح، في حق الشامة في جبين الزمان وأمير اللحظة والمكان، وفارس كل الجبهات والجهات ومقنع الكاشفات، بطل الإنتصار والمضمار وحاصد الجوائز المغوار، الوجيه المتدفق عطاء كالسيل الكاسح والبحر الطامح جمال الوالي! ويمكن لكل شخص ان يتخيل تفاصيلها مستصحبا الحالة المتردية، لأحوال الرياضة ومجتمعها، وسيطرة أمثال جمال الوالي علي كل فضاءتها الإدارية/المالية/الإعلامية/الفكرية/التنظيمية، وتحريم توجيه النقد او مجرد التنبيه لسيادته، فهو فوق المساءلة! او حتي إذا راودتك الشكوك التي تحيط بأداءه المتواضع إحاطة السوار بالمعصم، إنتاشتك سهام الوساوس والرجم بالغيب من شدة الإضاءة المركزة علي الإيجابيات المتخيلة، رغم أنف الواقع الذي يفصح بلسان مبين عن مسلسل الهزائم المتواصلة، وتوهان منصات التتويج الخارجي عن أقدام لاعبي المريخ، ومجرد الحصول علي المركز الثاني، يمثل إنجاز تدق له الطبول وتنحر له الذبائح، والمعروف أنه وعد جماهير المريخ عشرات المرات بذلك الإنجاز وفشل كعادته في الإيفاء به، مفضلاً ممارسة هوايته وبراعته في تهوين أمر الهزائم( وترديد النغمة المكرورة الكرة غالب او مغلوب، ولكنه لا يسأل نفسه السؤال المهم لماذا تفوز فرق كثيرا وتنهزم قليلا والعكس صحيح) ويرجع مرة أخري وبراءة الأطفال في عينيه (ليعشم) جماهير المريخ بعام جديد يسمي للسخرية عام الإنتصارات!
وبدعة الإحتفال هذه تذكرني ببدعة إحتفالية أخري أبتلينا بها حديثا، كأن الإبتلاءات عقدت معنا حلفا لا فكاك منه، او كأننا نعشق تعذيب أنفسنا وننسب هذا العذاب للإبتلاءات ظلما وبهتانا، كشماعة سهلة الإستخدام، تعطينا إحساسا بالإضطهاد، يعفينا من مسؤولة تحمل نتائج أعمالنا، واقصد بدعة تخريج أطفال الروضة علي إيقاع الإحتفال و(الهيلمانة) التي تصاحب هذه العادة العجيبة المستحدثة، كإختراع حديث وخطير نملك براءة تسجيله وتدوينه بأسمنا في سجلات الخلود! ولا بد من التركيز فيها علي التفاصيل الصغيرة كعلامة إتقان وجودة نمتاز بها! كلبس (الروبات) وصور ترسل الي الصحافة او رسائل الي القنوات الفضائية مرفقة بالتهنئة من الخالات والعمات والجدات! بما يتنافي مع الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع، وتضغط بقوة علي جرح المجاملات النازف الذي لا يراعي ظروف عسيرة او نفوس كسيرة اوديون وبيلة! ولكنه ينادي هل من مزيد ويعد بالمزيد من الجراح، وللأسف أعيَّت هذه المجاملات من يداويها، من دعوات الإختصار والتبسيط وترشيد الصرف البذخي والإهتمام بالأساسيات حصراً، وأن شح الموارد يستلزم مزيدا من التعقل وكبح جماح الأنفس المظهرية اللأهية في سماء الغرور! كلما تذكر كلمة البساطة، تقفز الي ذاكرتي وتخالط وجداني وتنعش روحي، شخصية الأستاذ محمود محمد طه، فقد مَثَّل بشخصه وسلوكه دعوة مفتوحة للتأمل والإقتداء، وقد تميَّزَ ببساطته الواعية أي القائمة علي المعرفة العميقة والصدق مع النفس والآخر، والمنبعثة من منطلق البحث عن الجوهر في الإنسان والأشياء والتواضع لله، وقد كانت بساطته إعلان وفرصة للآخرين، أنّيًّ قد وجدت الطريق فاسلكوه، وكانت دعوة مخلصة للتمسك بها، رأفة بهذا المجتمع ورغبة صادقة في تخليصه من أمراضه وعقابه لنفسه بالتي هي احسن، وأعتقد أن هذه البدعة(إحتمال في علوم النفس والإجتماع لها تفسير علمي أفضل و أصح، عموما إستخدامها هنا بعيدا عن الإيحاء الديني) نوع من إصطناع الفرح والبهجة، وخلق للمناسبت السعيدة و(الهجيج) لتعويض المجتمع عن حالة البؤس والضغوطات التي يرزح تحت نيرها، ولانعدام وسائل ترفيه جيدة وفي متناول يد الجميع، بعد ان فقدت الحياة في السودان طعمها ونكهتها المميزة ومرحها والقها!
و لا أنكر إنقطاعي عن الرياضة لفترة طويلة، وضحالة معلوماتي عنها في الفترة الأخيرة، إلا من بعض المعلومات العرضية عند الحديث مع بعض الاصدقاء او الإتصال بصديق، يعشق الرياضة حتي الثمالة، ولكنه اليوم في حالة إحباط شديد ويفكر جديا في تركها نهائيا، وهو يشجع الهلال مما يدل علي ان المرض عام ولا يتعلق بالمريخ فقط! وسبب هذا الإنقطاع ليس لزهدٍ في الرياضة ولكن السبب يعود(وهذا شأن قد يكون شخصي وقد يشترك او لا يشترك فيه البعض) للسيدين جمال الوالي وصلاح إدريس وهذا قبل ظهور نموذج البرير(لا حول ولا قوة الا بالله، من حسنات الرياضة أنها عرت الراسمالية والمجتمع بصورة سافرة، تدل علي عمق الأزمة الوطنية التي تجاوزت السياسة الي كل أنشطة الحياة)! وذلك بسبب تعاملهما، مع فرق بحجم الهلال والمريخ لهما قاعدتهما الجماهيرية العريضة، وسمعتهما محليا وقاريا، بهذه الطريقة البدائية والأهلية في إدارتهما، وتحويلهما الي إقطاعيات خاصة ضمن إمبراطورياتهم المالية والإعلامية، مما حول كرة القدم من لعبة شعبية الي وسيلة ظهور وشهرة وصنع مكانة مفقودة في مجالات أخري، اي فقدت هويتها كلعبة شعبية يشترك فيها اكبر قدر من اللعيبة والجمهور، وتنتمي اليها الطبقات البسيطة والكادحة والمحرومة من معظم متع الحياة والصانعة لها في نفس الوقت، لتروح عن نفسها وتنسي جزء من همومها لتحتمل الحياة المعقدة التي تعيشها، وتعيد نشاطها وحيويتها لغد أكثر كدحا، وهو إنتماء حقيقي للناديين ينبع من الفطرة السليمة وبعيدا عن اي نوع من مزايدات النخب! وخلصها من الإنتماءات الضيقة للقبيلة والعقيدة والجهة كعوامل تعيق إندماجها الوطني، وتوحدها علي الأقل علي مستوي الرياضة، ولو وجدت قليلاً من الجهد المستنير والافق الواسع، لمثل هذا الإنتماء(الرياضي) اللبنة الأولي والأساس لبناء وطنية جامعة تعلي من حس الإنتماء الحقيقي للبلد ككل، ككيان موحد يملك سلطة معنوية في نفوس كل مواطنيه، تدعوهم لمزيد من التماسك والعطاء، ومنافسة الآخرين في الإسهام الإيجابي لتعمير الأرض والمحافظة عليها لاجيال قادمة، علي الاقل إذا لم نورثها خيرا، فلا اقله من ان نخلصها من تركة الخصومات وترحيل الأزمات والفشل اليها! وأيضا هنالك أسباب اخري تضاف الي سابقتها وتتصل معها، وأهمها الصرف المالي(السفهي) الذي لا يتناسب مع بؤس أوضاع الجماهير، ويستفز مشاعرها ويتعالي علي واقعها المنحدر، ويدل علي أن هنالك خلل واضح وفاضح في سلم الأولويات، وبعد الشقة بين الجماهير الفقيرة من جانب والراسمالية مالكة الثروة و الأندية والحكومة المترفة من الجانب الآخر! لان هنالك قطاعات أكثر حوجة وأكثر حساسية لتوظيف هذه الأموال! ولكن حب الشهرة والإعلام والمكانة العالية والإهتمام، دفعهم لتوجيه أموالهم وإهتمامهم ناحية الرياضة لجماهيريتها الطاغية! وايضا لحرف هذه الكتل العريضة عن واقعها! أي صرفها عن الأحوال الإقتصادية المتردية والسياسية المتأزمة والمتسببون فيها! وشغلها بإهتمامات رياضية يفترض ان تكون في اسفل الأولويات بوصفها ترفيه، أي بعد إنجاز تنمية إقتصادية وتنموية تخرج جموع الرياضيين من حالة الضنك والمعاناة، التي تطأ بكلكلها وثقلها علي صحتهم ومعنوياتهم وتحشرهم في ركن الحاجة والمذلة الضيق، والمثبط للمبادرات والثقة بالنفس وهما وقود التطور الذاتي والمجتمعي، ولعلاقة حالة البؤس التي تعيشها الجماهير بتدهور الرياضة وكل قيمة جميلة في مجتمعنا.
والخلاصة أن المساعي الجارية لإرجاع السيد جمال الوالي لرئاسة نادي المريخ، بحجة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك يإفتراض حسن النية! وحتي في حالة فوزه كما هو متوقع! نتوقع ان الفشل سيكون حليف السيد جمال الوالي، في قيادة النادي لتحقيق إنتصارات ترضي تطلعات الجماهير، لأنه كما ذكرنا سابقا قد أسس لهذا الفشل، بتخبطه الشديد وسوء إدارته، ولغربته عن هذه الاجواء، ولمدخله الباحث عن الشهرة والأضواء بشكل حصري، والأهم من ذلك ماذا سيضيف جمال الوالي في إدارته القادمة؟ وقد وجد الفرصة والحرية المطلقة في قيادة نادي المريخ سابقا، ولم ينجز شئ يعتد به او يشفع له، حتي لمجرد شرف المحاولة من جديد، والأكثر أهمية من ذلك، هل ستتحمل الجهات الداعمة لعودته الآن، المسؤولية في حالة فشله كما هو متوقع؟! أم أنها ستلجأ للتبريرات المكرورة التي رافقت مسيرة الفترة السابقة، وبعضهم سيفضل الهروب الي الأمام ويتحدث عن تخوفه السابق من العودة التي نبه لها، ولكن ننبههم ان الإرشيف جاهز لمحاكمة أمثال هؤلاء.
وهنالك جانب مهم وخطير في عودة السيد جمال الوالي، لأنه سيعيد نوع من الإدارة المكلفة(لو جاز التعبير) وهو اسلوب مرهق في الإدارة، لا يقدر عليه إلا اصحاب العزم المالي، أدخله الوالي الي ساحات العمل الرياضي، وهو الدخول في تعاقدات بمبالغ كبيرة وخرافية! من اجل الدعاية الشخصية! بغض النظر عن امكانيات اللعيبة المتعاقد معها! او حوجة الفريق لها! إضافة الي تحويل اللعبة نفسها، الي مجرد مورد مالي هائل حتي للعيبة المحليين، وتحويلهم الي كائنات نهمة لجمع المال، أكثر من إهتمامهم بالكرة نفسها ومصلحة الفريق سبب ومصدر كل هذه النعم ! وكل ذلك يعيق العمل الإداري مستقبلاً! وهو عين ما يحدث الآن، وبتعبير آخر ألا ملجأ من الوالي إلا إليه! والنتيجة أن الغلبة والريادة تصبح للميسورين ماديا، في حسم مسألة إدارة الأندية، وليس للموهبة الإدارية والقدرة التنظيمية كما يفترض، وفي هذه الحالة لا تبحثوا عن موقع محترم بين الدول، او بطولة مهمة بين البطولات، إلا عن طريق الصدف وماأندرها في زمن العلم والتخطيط والتنبؤ بالمستقبل! والجانب الآخر الذي لا يقل أهمية عن سابقه، علي حاضر ومستقبل الفريق أن وجود جمال الوالي، قاتل للمواهب الإدارية الصاعدة في نادي المريخ، و وائِد لطموحاتها المستحقة، وبالتالي إفراغ للمستقبل من مضمونه، بسحب قواه الحية والقادرة علي تطويعه وتشكيله في إتجاه مصلحة النادي من دائرة المساهمة والفعل! وذلك لقتله اسلوب المنافسة الشريفة في الوصول لهذا المنصب ومن ثم (الكنكشة) فيه والإلتصاق به وعدم الرغبة في الزحزحة عنه قيد أنملة! إضافة لمحاربته لأي بوادر تميز تظهر بجانبه، مع تقريبه أصحاب السمع والطاعة وتمام يا أفندم! وتهميش أصحاب المبادرات الجريئة وهذا إذا لم يتخلص منها في اول صدام مفتعل! بالإضافة الي إدارته الإستبدادية للنادي، وقتل روح المؤسسية والتخصصية في النادي، بتدخله في كل صغيرة وكبيرة! من رئاسة النادي مرورا بالتسجيلات والنواحي الفنية في الفريق وحتي ري نجيلة الإستاد وإصلاح الكراس المكسرة! وبتعبير مؤلم إبتلع النادي كله او مسخ النادي في شخصه! لدرجة أصبح يري فيها البعض، أن بقاء النادي وإستمراريته في بقاء الوالي وإستمراريته، أي حدث تبادل للأدوار، بدلاً من ان يستمد الوالي مكانته وهيبته وشهرته من النادي حصل العكس! أي يستمد نادي المريخ بكل تاريخه وجماهيره وإرثه حضوره وهيبته ومستقبله من الوالي!
لكل ذلك وإعتمادا علي إهتمامات رياضية سابقة، وعشق سابق لنادي المريخ! أتمني من جماهير المريخ وأقطابه وعشاقه، أن يرفضوا عودة الوالي لرئاسة نادي المريخ او مجرد دعمه ماديا، وله حق التشجيع كفرد نال فرصته في قيادة النادي وإلتصق اسمه بنادي المريخ، لأن عودته تعني إستمرار مسلسل الفشل وقتل المواهب وتكرار ما ذكر إعلاه! وافضل لجماهير المريخ الصبر علي فريقها وهزائمه عشرات السنين، إحتراماً ووفاءً للقييم الديمقراطية والمؤسسية داخل النادي العريق، لأنها علي المدي البعيد ستفرز إداريين أكفاء، قادرين علي قيادة نادي المريخ الي منصات التتويج، او علي الأقل إحترام النتائج المتحصلة عليها، لأنها من صنع الجميع، بعد خلق فريق قوي من المواهب المحلية، من غير صرف بذخي وإهدار للمال العام، والجري خلف العدسات و الشاشات، والتبرع بالمال السائب، وإعتبار ذلك نجاح عالمي، يستحقون عليه الجوائز العالمية، ويصبحون ملوك الإستفتاءت (النتية) مجهولة المعايير والشفافية! وليس مهما بضع هزائم بالجملة، والخمسات والسبعات من فرق مغمورة! طالما المبرراتي الأعظم دافع المال موجود! لذلك الدعوة موجهة للصحفيين(الشفوت) للتنقيب عن هذه المسابقة او الإستفتاء ومعرفة خباياه! لأنه لو صدق أنه مفبرك! فسيصبح الضربة القاضية وإعلان للخلاص من الأورام الخبيثة التي أنهكت الجسد الرياضيي والإقتصادي، وتكون بداية فعلية لتعافيهما، وبث النور والبسمة والأمل في ساحاتهما، بعد طرد الدخلاء! ورد الإعتبار للوطنيين الصادقين وأصحاب الوجعة الحقيقين وأهل الدراية والمعرفة بدروب تلك المجالات، بعد زمانٍ سادت فيه الفوضي والعشوائية والتخبط والشليليات وسيطرة الأمراض الطفيلية ومضاعفاتها عليها! نسأل الله ان يكون في عون اهلنا في السودان، وينجيهم من شر الإستفتاءات الرياضية والفقاعات الإقتصادية والطفابيع السياسية، وما تسالوني عن معني الطفابيع لأني ذاتي ما عارفة، أسالوا الدكتور بشري الفاضل أوعنبة البروف البوني، وأنا ماجبت سيرة النظام، وفي الختام السلام.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.